قبل سنوات قليلة مضت لم تكن الدولة تولي الأندية والمنافسات الرياضية ذلك الاهتمام الذي نشاهده اليوم، وكانت الأندية تعتمد في تحركاتها على بعض الاستثمارات الضعيفة، ودعم أعضاء الشرف، وقليل من الدعم تتكفل به إدارة النادي، وكانت الأمور تسير وفق الإمكانيات الموجودة، وهذا بدوره كان له تأثير سلبي على المنافسة، بحيث إن المنافسة كانت تنحصر بين الأندية الغنية والتي تتمتع بالقوة المالية التي انعكست على نوع الاختيارات الفنية وقوتها، والحديث هنا بالطبع عن لعبة كرة القدم، فهي العنصر الرئيس والمهم في مجال الرياضة قبل أن يحدث التغيير في السنتين الأخيرتين. لا أحد يتمنى أن تعود الأندية للوضع المالي السابق قبل رؤية ولي العهد حفظه الله، هذا أمر مزعج، وقد يعيدنا لنقطة الصفر، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تستمر الدولة في مستوى الدعم بعد هذه الجائحة التي استنزفت من إيرادات الدولة الشيء الكثير، لكن من الممكن أن تتغير إستراتيجيات الدعم في هذا الموسم تحديداً، بحيث لا نخسر كل مكتسباتنا في السنتين الماضيتين، وأعني بهذا الأمر أن تصبح مصادر الدخل للأندية متنوعة قدر الإمكان، وأن يلعب المجلس الشرفي دوراً كبيراً في هذا الجانب، فالمشاركة الوطنية لا تقتصر على مجالات معينة بعينها، بل من المفترض أن تكون في كل الاتجاهات التي تخدم تطور المملكة في أي مجال من مجالات الحياة. وفي تصوري لو تغيرت سياسات المجلس الشرفي للأندية وإستراتيجياته من الممكن أن تحافظ الأندية على وضعها المالي، وذلك من خلال حث رجال الأعمال على الاستثمار في قطاع الرياضة والشباب بحيث يفيد ويستفيد، فالأندية ليست بحاجة لعضو شرف يتكرم عليها بماله ويتحكم بقرارات الإدارة، الأندية تحتاج إلى شريك إستراتيجي يدعم النادي ويحقق من خلال هذا الدعم مكاسب اقتصادية واجتماعية. في هذه الفترة بدأنا نلمس احتياجات الأندية والعجز المالي الذي تعانيه بعض الأندية خصوصاً بعد قرار استكمال الدوري، وعلى سبيل المثال: نجم الاتحاد البرازيلي رومارينيو الذي قرر فسخ عقده بعد تأخر الإدارة في تأمين جزء من رواتبه، وربما في الأيام القادمة تبدأ المشاكل المالية تتزايد، وهذه بالتأكيد معضلة كبرى في طريق الأندية لمواصلة عملها وخططها نحو تحقيق النقلة المرجوة في المستقبل لقطاع الرياضة والشباب؛ لذا من المهم أن تسعى وزارة الرياضة لتقديم أفكار جديدة مدعومة من الدولة لحفظ الاستقرار المالي للأندية، فرص توفير السيولة المالية للأندية متاحة متى ما وجدت خطط العمل المناسبة، كأن نعيد فكرة دعم الجمهور ومساهمته في دعم ناديه، والجمهور السعودي والخليجي يعيش اليوم حالة تنافسية كبيرة، سيكون لها مردود إيجابي على الأندية، والأفكار في هذا الإطار ليست قليلة، هي فقط تحتاج دعماً لوجستياً من الحكومة حتى يصبح القطاع الرياضي ضمن اهتمامات أصحاب رؤوس الأموال في الداخل والخارج، حتى لو لفترة مؤقتة، حينها تنتهي هذه الجائحة وتعود مستويات الإنفاق الحكومي لسابق عهدها.ودمتم بخير،،،< Previous PageNext Page >
مشاركة :