خبراء يقدمون «روشتة» الحصول على وظيفة: تعرف على «الخطة البديلة»

  • 6/20/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى انتشار فيروس «كورونا»، منذ ظهوره نهاية العام الماضي، بظلاله على الاقتصاد العالمي، كنتيجة منطقية للتأثيرات السلبية التي خلفتها الجائحة على معظم مناحي الحياة، حيث بلغ حجم خسائر الاقتصاد العالمي منذ تفشي «كوفيد 19» ما يقرب من 9 تريليون جنيه، طبقًا لآخر إحصائيات صندوق النقد الدولي، وهو الأمر الذي دفع عدد كبير من المؤسسات والشركات بمختلف أحجامها، وكذلك أصحاب الحرف البسيطة، لتخفيض عدد موظفيها، للتقليل من حجم خسائرها في ظل حالة الانكماش الاقتصادي الذي تعيشه دول العالم أجمع. ووجد قطاع كبير من الموظفين حول العالم أنفسهم بلا مأوى وظيفي بين ليلة وضحاها، بعد تسريح شريحة كبيرة منهم، وأشارت منظمة العمل الدولية، أن التقديرات الأولية لتأثر العمالة حول العالم، جراء انتشار كورونا، تقدر بحوالي 25 مليون شخص، من المتوقع أن يكونوا قد فقدوا وظائفهم بنهاية عام 2020. الموظفون الذين ركبوا قطار البطالة مؤخرًا، يمنون أنفسهم ألا تطول رحلتهم بداخله، غير أنه سيتحتم عليهم ترتيب مهاراتهم الوظيفية خلال الفترة الحالية، حتى يكونوا مؤهلين للعودة في أي وقت، وهو الأمر الذي يتطلب معرفتهم لعدة أسس تضمن لهم فرصة عمل جديدة مستقبلية، نستعرضها في التقرير التالي. يقول دكتور محمد كمال مصطفى، مستشار تنمية القوى العاملة، بجامعة الدول العربية، إن الأشخاص الذين فقدوا عملهم، خلال الفترة الماضية، يجب أن يتولد لديهم إيمان عميق بأن السبب في ذلك لا يرجع لقلة مهاراتهم الوظيفية، بل لحالة الانحصار الاقتصادي التي يعيشها العالم، وهو ما ترتب عليه اتخاذ المؤسسات التي يعملون لديها مثل هذا القرار. ويضيف «كمال» لـ«المصري لايت»، أن جهل الأشخاص الذين تم تسريحهم خلال الآونة الأخيرة بهذه النقطة على وجه التحديد، من شأنه أن يؤدي لعواقب وخيمة، منها فقدان الثقة في النفس، واللجوء لطرق خاطئة، في محاولة منهم للعثور على أي وظيفة بشكل سريع، حتى لو على حساب ترك الحقل الوظيفي الذين كانوا يعملون به، ظنًا منهم أن مهاراتهم الفعلية لا تتناسب مع الوظيفة التي شغلوها قبل ذلك. ويحدد «كمال» المسارات الصحيحة، التي يجب أن يسلكها الفرد، للالتحاق بسوق العمل مرة أخرى، والتي يجب أن يستهلها بمعرفة طبيعة الحقل الوظيفي الذي ينتمي إليه، وذلك لأن بعض الوظائف التي يطلق عليها في علم الموارد البشرية بالوظائف المغلقة، لا يستطيع من ينتمي لها أن يتنقل في نفس إطاره الوظيفي بحرية، كالأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين.. إلخ، بعكس الوظائف المفتوحة والتي من الممكن أن يعيد الفرد تشكيل مهاراته لشغل مجال آخر، كمجال التسويق. اللجوء إلى الأعمال الحرة، خيار آخر يطرحه «كمال»، في حالة ندرة الفرص المتاحة في الحقول الوظيفية المختلفة، غير أنه يحتاج بضعًا من الوقت لكي يستطيع الفرد تعلم مهارات جديدة، تعينه في الحقل الوظيفي الجديد الذي يرغب في شغله، وهو ما يسمى في علم الموارد البشرية بـ «بتدريب الراشدين»، وترتفع فرص النجاح به للأشخاص ما دون سن الـ 30، عن نظرائهم من المراحل العمرية الأكبر سنًا، على حد قوله. وفي نفس الإطار، يقول دكتور سعيد الزغبي، مستشار تنمية الموارد البشرية، أن الأزمة التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص الذي تم تسريحهم من أعمالهم مؤخرًا، ما كانت لتحدث إذا كان لدى الفرد من البداية خطة بديلة منذ اليوم الأول لدخوله المؤسسة التي استغنت عنه، ولاسيما الأفراد الذين يعملون بعقود مؤقتة، إذ إن تجاهل وضع تلك الخطة وتطويرها بين حين وآخر بما يتناسب مع الوظائف المتاحة، يفقد الموظف ميزة التطوير الدائم لمهاراته. ويؤكد «سعيد» على أن الفرصة مازالت متاحة للموظفين الذين تم تسريحهم من أعمالهم مؤخرًا، بشرط أن يكون لديهم الرغبة الحقيقية في تعلم مهارات جديدة، ومن ثم خلق فرص عمل جديدة، دون الحاجة لانتظار فرصة في نفس المجال الوظيفي الذي استغنى عنهم. ويوضح «سعيد» أن بمجرد إتمام الفرد تعلم تلك المهارات، يستطيع أن يبني سيرة ذاتية قوية يمكن من خلالها الانضمام لكبرى المؤسسات، أو يصبح «مدير نفسه» حسب وصفه.

مشاركة :