أكد حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم أن دولة الإمارات كانت سباقة في اعتماد الاستراتيجيات والخطط والسيناريوهات التعليمية التي من شأنها تحقيق منظومة تعلم ذكي فعَّال محاط بالممكنات التربوية والموارد التعليمية متعددة الأهمية والقدرات، وذلك منذ سنوات بفضل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة، وهو ما هيأ السبل لتفعيل منظومة التعلم الذكي لنحو 1.2 مليون من طلبة المدرسة الإماراتية، وبنسبة 100% دون معوقات بارزة، والاستجابة السريعة لمقتضيات المرحلة الراهنة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي عانت دول عديدة من صعوبات بالغة، انعكست سلباً على مواصلة مسيرة التعلم لديها.جاء ذلك خلال ندوة إقليمية عربية عُقِدت يوم الأربعاء الماضي، عن بعد، ونظمها مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية - بيروت، بالشراكة مع اليونيسكو باريس والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي حول مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه نظم التعليم فيما يتعلق بضمان استمرارية تعلم التلاميذ والدروس المستفادة خلال أزمة كورونا، وإلى التعمق في الخطط والاستراتيجيات المقترحة وتحليلها لتحديد إطار لرؤية التعليم بعد جائحة كورونا.شارك في الندوة إلى جانب حسين بن إبراهيم الحمادي مدير مكتب اليونيسكو في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي، ومديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي الدكتورة مهرة المطيوعي، ورئيس شعبة البحث والاستشراف في مجال التعليم في مقر اليونيسكو في باريس الدكتور صبحي طويل و500 مشارك. وتحدّث حسين إبراهيم الحمادي عن مستقبل التعليم في الإمارات بعد جائحة كورونا مؤكداً أن الاجتماع الإقليمي حول مستقبل التعليم بعد كوفيد 19، بالغ الأهمية كونه يتناول ملفاً حيوياً، ولعله يكون الأكثر أهمية وطرحاً على الصعيد التربوي على المستوى العالمي، ويحظى بنقاشات مستفيضة، باعتباره يتطلب تحولاً جذرياً وكبيراً في الممارسات التعليمية، ويحتاج إلى استراتيجيات وسياسات تعليمية مبتكرة، وأدوات تربوية جديدة، وتعاون وثيق بين الدول، نحو مأسسة منظومات تعليمية قادرة على التكيف مع الواقع الجديد.وقال إن إمكانية تجويد الأطر التعليمية وتحقيق أفضل الفرص التربوية، بعد جائحة كورونا، مرهون بمدى قدرتنا في العمل على معالجة التحديات والإشكاليات التي طرأت، وفي الوقت ذاته، والبناء على المكتسبات التربوية التي برزت على مستويات عدة، من أجل ضمان التعليم المنصف والشامل للجميع، وتكريس التعلم مدى الحياة دون استثناء فئة أو شريحة معينة.وحدد ممكنات تطوير التعليم ما بعد كوفيد 19 من حيث قدرتها على استيعاب التحديثات الراهنة في أربعة عوامل أساسية، وهي البنية التحتية والسياسات والأطر المنظمة والمناهج المطورة والتأهيل والتدريب، مشيراً إلى أن تطوير مخرجات التعليم ترتكز على قواعد مهمة، تتلخص في التعلم الذكي ومنظومة الرعاية والأنشطة، ومهارات الطلبة، وتعزيز منظومة التعليم العالي. من جانبه قال الدكتور حجازي إبراهيم إدريس، الأخصائي الإقليمي لبرامج التربية الأساسية في مكتب اليونيسكو في بيروت إن هذه المناقشة الإقليمية تهدف في مجملها إلى الإجابة عن أسئلة ما هي الخيارات في السياسات التعليمية والفرص التي يمكن أن نستفيد منها لمستقبل التعليم في المنطقة العربية؟ وما هي الخيارات في الممارسة، لضمان استمرارية التعليم وخصوصاً في الدول التي تعاني الأزمات وللأطفال خارج المدرسة؟ وماذا عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الآن وفي المستقبل؟. وأكدت مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي الدكتورة مهرة المطيوعي، أن جائحة كوفيد 19 تركت تأثيرات كبيرة في الأنظمة التعليمية في العالم واضطرتها إلى إعادة ترتيب أولوياتها وتغيير استراتيجيتها، حيث أثرت هذه الجائحة في ذروتها على تعليم 1.6 مليار طالب والذين انقطعوا عن الذهاب إلى المدارس والجامعات وتلقوا تعليمهم عن بعد. أما مدير مكتب اليونيسكو في بيروت الدكتور حمد الهمامي فقال إنّ أبرز التحديات التي واجهتها الأنظمة التعليمية خلال جائحة كورونا هي عدم جهوزية بعض أنظمة التعليم في المنطقة العربية للتعلم عن بُعد وضعف البنية التعليمية والتفاوت الكبير بين الشباب الذين يمتلكون وسائل التكنولوجيا الحديثة. (وام)
مشاركة :