أطلقت خسارة منتخب الأرجنتين لكرة القدم في نهائي كوبا أميركا 2015 أمام منتخب تشيلي المضيفة بركلات الترجيح، من جديد النقاش حول المقارنة بين النجم السابق دييغو مارادونا والنجم الحالي ليونيل ميسي، أفضل لاعبين في تاريخ الأرجنتين، والأكثر شعبية لدى مواطنيهما. التانغو يعود إلى الأرجنتين كئيباً عاد المنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم إلى بلاده في ظل أجواء خيم عليها الصمت والسكون، بعد سقوطه أمام تشيلي في المباراة النهائية لبطولة كوبا أميركا 2015. وعقب وصول الفريق بقيادة مديره الفني خيراردو مارتينو إلى مطار العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، توجه مباشرة إلى أحد المراكز الرياضية الخاصة بالاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، والتي تبعد بضعة كيلومترات عن المطار. وكان في استقبال لاعبي الفريق وجهازه الفني عائلاتهم في المطار قبل مغادرته في إحدى الحافلات الصغيرة، دون الادلاء بأي تصريحات للصحافة. وخسر منتخب التانغو في تشيلي النهائي الثالث له في كوبا أميركا، حيث سبق له أن خسر في بيرو عام 2004، وفي فنزويلا عام 2007 أمام المنتخب البرازيلي الذي توج باللقبين. * ليونيل أكثر حكمة وتواضعاً، ويذهب به الأمر إلى حد الخجل وانعدام الشخصية. * مارادونا سطر صفحات مضيئة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية. ولم يستطع ميسي في سن الثامنة والعشرين قيادة الأرجنتين إلى أي لقب كبير، رغم خوض ثلاثة نهائيات في كوبا أميركا (2007 و2015)، وفي كأس العالم (2014). وبعد خيبة الأمل في حفلة ركلات الترجيح أمام تشيلي (1-4، صفر-صفر في الوقتين الأصلي والاضافي)، لا يمكن مقارنة البرغوث ميسي بـالولد الذهبي مارادونا. بلغة الأرقام، يتفوق ميسي على مارادونا، فهو سجل في 103 مباريات دولية 46 هدفاً، بينما سجل النجم السابق 31 هدفاً في 91 مباراة. وتعطي الأرقام والإحصاءات مع الأندية تفوقاً واضحاً لميسي الذي سجل 412 هدفاً في 482، وأحرز لقب أفضل لاعب في العالم أربع مرات، وجمع سبعة ألقاب في الدوري الإسباني وأربعة في دوري أبطال أوروبا. في المقابل، سجل مارادونا 311 هدفاً في 589 مباراة مع بوكا جونيور الأرجنتيني (1981 ومن 1995 الى 1997)، وبرشلونة (1982-1984)، ونابولي الإيطالي (1984-1991). ويبقى سجله أكثر تواضعاً أيضاً بإحراز الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرة واحدة، وكأس إسبانيا مرة أيضاً، وبطولة الدوري الايطالي مرتين، وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حالياً) مرة واحدة. لكن مارادونا سطر صفحات مضيئة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية، فهو بمفرده تقريباً منح بلاده اللقب الثاني في كأس العالم عام 1986، حيث سجل خمسة أهداف، منها ثنائية في مرمى انجلترا في ربع النهائي، وبذلك المرور الخارق من جميع المدافعين الإنكليز، ونفذ خمس تمريرات حاسمة، منها التمريرة الشهيرة إلى خورخي بوراتشاغا التي جاء منها هدف الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية (3-2). وعلى الصعيد الشخصي، كان مارادونا أكثر إثارة للجدال، بينما يعتبر ميسي أكثر حكمة وتواضعاً، ويذهب به الأمر إلى حد الخجل وانعدام الشخصية، ولا يمكن لمراوغاته الأنيقة على أرض الملعب أو حتى تتويج محتمل بلقب عالمي أن تزيل عنه هذه الصفات.
مشاركة :