الدفاع عن اللقب في بطولة كأس آسيا للشباب تحت سن 19 والتي يحمل المنتخب السعودي للشباب لقبها تنطلق في شهر أكتوبر المقبل، وهنا تبدأ رحلة منتخبنا بالدفاع عن لقبه الذي أحرزه في البطولة السابقة، وحقيقة وللأسف الشديد إنه في جولة استطلاعية للرأي، وجدت أن هنالك عديداً من المهتمين بالشأن الرياضي في المملكة لا يعلمون أننا نحمل لقب البطولة أساساً، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، لأن هنالك نخبة من المهتمين بالشأن الرياضي في المملكة متخصصون في الدوري السعودي، بل متخصصون في معلومات وأخبار ناديهم المفضل، لدرجة أنهم يعلمون من سجل الهدف الثاني في مباراة أقيمت في العام الميلادي 1979، وبأي دقيقة سجل الهدف، ومن كان متواجداً داخل صندوق فريق الخصم لحظة تسجيل الهدف. طبعاً لا أعمم وطبعاً النسبة ليست عالية بل قليلة من هؤلاء النخبويين الرياضيين المحصورين في شعار ناديهم تعنصراً وعنصرية وانكماشاً، ولكنها ظاهرة للأسف موجودة وتدل على أن هنالك خللاً في المنظومة الإعلامية الرياضية لدينا، بل لأزيدكم من الشعر بيتا، أحد هؤلاء حين سألته عن حظوظنا في المحافظة على اللقب، وحين بدأ أنه لا يعلم أننا أبطال النسخة السابقة من كأس آسيا، تفاجأ هو نفسه أنه كان قد كتب مقالة وتغريدة بارك فيها للمنتخب في البطولة السابقة، وبرر ذلك أن الإنسان ينسى بطبيعته. على العموم نعود لبطولة كأس آسيا للشباب تحت سن 19 للعام 2020، ورغم أنها بطولة لا تنال نصيبها من الزخم الإعلامي، إلا أنه لها أهمية كبيرة جداً، خاصة في مجال اكتشاف المواهب وإعطاء فرصة لمجموعة من اللاعبين لإثبات أنفسهم، وكشف الستارة عن إبداعاتهم، وفرصة منتخبنا الوطني للشباب فرصة قوية جداً وحظوظه كبيرة، ورغم أن القرعة اوقعته مع منتخب أستراليا القوي نسبياً، والطامح بنفس الوقت لفرض هيمنته وموقعه في القارة الصفراء، إلا أنه ليس ذلك المنتخب الصعب، وغير المتوقع هزيمته، ورغم أن أستراليا كاتحاد كرة أقدم أبدت الكثير من الاهتمام في مجال الناشئين والشباب، لكن الخطورة تكمن لديهم في أنهم يلعبون في البطولات لتحقيق عقود احترافية في كبريات الأندية الأوروبية. معنا في المجموعة لاوس وفيتنام، لاوس ليست بالفريق المتطور، وإن كانت فيتنام لديها طموح ورغبة بتحسين الأداء، لكن تعودنا في بطولات الشباب إجمالاً أن الموازين تختلف، لأنك تشاهد لاعبين شباب يبحثون عن فرصة لإثبات الذات والبروز، وتكون المواهب لديهم طازجة واللياقة مرتفعة، خصوصاً في آسيا، وكثيراً هي المرات التي واجهنا فيها منتخبات آسيوية في مختلف البطولات، لم يكن لديها ذكر على الخارطة لكنها أحرجتنا، بل وانتصرت في مناسبات عديدة على كبار منتخبات آسيا، وهذا ما نخشاه حقيقة، نخشى المفاجآت دائماً. المفاجآت التي تأتي تعودنا أن يكون سببها هو عدم الاستعداد الجيد، وعدم قراءة الخصم أو الاطلاع على مباريات سابقة له وتحليل مكامن القوة والضعف، ولعل منتخبنا للشباب في بطولة 2018 حين فاز بلقبها كان منتخبنا طموحاً يريد إثبات ذاته، خصوصاً بعد سلسلة من الإخفاقات للمنتخب الأول، غير أن بطولة 2020 مختلفة، بحيث يدخل شبابنا وهم أبطال البطولة وحاملي اللقب، والأعين كلها عليهم، وهذا النوع من الضغط وبنفس الوقت الثقة الزائدة هي التي نخشاها، وهي التي دائماً ما تعطي نتائج عكسية على أداء منتخباتنا. نتمنى لهم التوفيق، ونتمنى لهم أن يكون لديهم طموح إضافي بالاحتراف في أوروبا أسوة ببقية لاعبي آسيا، نعم نريد اللقب ونريد إحراز البطولة مرة أخرى، ولكن فعلا ما يهمنا والأهم، أننا نريد أن نظهر بمستوى عالٍ، أن نكون أقوياء، نلعب بكل جد واجتهاد، حتى لو خسرنا لا سمح الله، نكون كسبنا لاعبين ومواهب جديدة، نعم نريد القمة دائماً، ولكننا حالياً فوقها ونبحث عن البقاء عليها. د. طلال الحربي
مشاركة :