سبع سنوات أمضتها بعيدة ليس فقط عن أضواء الإعلام، بل أيضاً عن عالم الأغنية والفن، قبل أن تقرر المطربة الإماراتية فاطمة زهرة العين، العودة مرة أخرى إلى عالم الفن، عبر ألبوم يضم 12 أغنية مختلفة، أتبعته بأغنيتين منفردتين، الأخيرة منها حملت إيقاعاً سريعاً خلافاً للون الشعبي الذي اشتهرت به زهرة العين. شكراً فايز السعيد قالت الفنانة الإماراتية العائدة إلى الساحة الفنية بعد انقطاع سبعة أعوام، إن هناك عدداً من الفنانين والمهتمين بواقع الأغنية الإماراتية ساندوها في بدايات فترة العودة، في مقدمهم زوجها الشاعر بشير خليفة، الذي كتب لها أغنية غلطة، ورافقها في مختلف المراحل الفنية التي مرت بها الأغنية، بما في ذلك تصويرها. وعبرت زهرة العين أيضاً عن امتنانها لمساندة الفنان فايز السعيد، لها في هذه العودة، موجهة له رسالة مختصرة عبر الإمارات اليوم، مفادها شكراً فايز السعيد، لكنها أشارت أيضاً إلى تخلي جانب كبير من أصدقاء الأمس، معتبرة أن هذا التخلي أصبح نمط حياة للكثيرين ممن يعتبرون الفن تجارة وليس رسالة. وكشفت زهرة العين أن الفنان حبيب غلوم عرض عليها الدخول إلى عالم التمثيل ، لاسيما بعد انفتاحه على الإنتاج، وكان ذلك أثناء افتتاح مهرجان دبي السينمائي، فردت عليه قائلة: أنا الآن عفوية، لكن في مشاهد التمثيل قد ارتبك، وفي كل الأحوال فأنا لا أرى نفسي إلا في دور كوميدي. رسالة إلى الجمهور طلبت الفنانة زهرة العين أثناء حوارها مع الإمارات اليوم توجيه رسالة إلى الجمهور مفادها: لقد غبت عنكم أكثر بكثير مما أحتمل، وعدت من أجلكم، وكل ما افتقدته خلال تلك الفترة هو محبتكم، التي سأعمل مرة أخرى لأن أكون أهلاً لها. وأشارت زهرة العين، التي عرفت طريقها إلى الفن من خلال آلة عود والدها، ثم لُقبت بهذا الاسم الذي عُرفت به عندما أصبحت في الـ19 من عمرها، إلى أنها تعتزم خوض تجارب طربية في الفترة المقبلة، بعد أن خاضت تجربة الأغنية ذات الإيقاع السريع من خلال أغنية غلطة. وتابعت: أحتاج إلى فرصة حقيقية في مجال الأغنية الطربية، فإلى جانب الأغنية الشعبية التي شكلت وجداني وشخصيتي الغنائية، فقد ترعرعت على أصوات العمالقة أم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز وغيرهم، والكثيرون من المحيطين بي استمعوا إلى محاولاتي في هذا الاتجاه. زهرة العين، ودعت أيضاً إقامتها الطويلة في العين، واستقرت في دبي، وبدت أنها مقبلة على مرحلة فنية جديدة، تكرسها مطربة شاملة، وليست فقط مطربة شعبية، لاسيما أن اللوك الجديد التي ظهرت به في أحدث أغنياتها (غلطة)، جاء مختلفاً عن إطلالاتها المعروفة السابقة، من خلال بنطال جينز، وزي كاجوال، ونظارة عصرية. والمتتبع للحفلات التي كانت ترعاها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تزامناً مع احتفالات الدولة بذكرى اليوم الوطني، سيلحظ دائماً أنها لم تكن تخلو من حضور دائم لزهرة العين، خصوصاً في تلك الحفلات التي تقام بعيداً عن قلب إماراتي أبوظبي ودبي، وهو ما تبرره بقولها: لدي اهتمام خاص بالغناء في أقاصي الإمارات، والأماكن التي يصفها البعض بأنها في أطراف الإمارات، أو نائية، لذلك فإن أكثر حفلاتي جماهيرية كانت تقام في مناطق مثل الوثبة ودلما والسلع وغيرها، ومن وجهة نظري، فإن من لم يغن في تلك المناطق العزيزة على قلب كل إماراتي، لم يغن في الدولة. وفي حوارها مع الإمارات اليوم قالت زهرة العين إنها اتخذت بالفعل قرارها بعدم حصر أعمالها في اللون الشعبي، مضيفة أنا مدينة بانتشاري بكل تأكيد لهذا اللون الغنائي الأصيل، النابع من البيئة والموروث اللحني، لكن رسالة الفنان يجب ألا تقتصر على شريحة أو شرائح محدودة من الجمهور، والمتابع للساحة الفنية سيلمس أن هناك اتجاهاً بالفعل للزهد في هذا النوع، سواء من جانب المنصات الفنية التي تتبناه، أو من جانب الجمهور، بعد أن ظلمه دخلاء عليه افتقروا إلى أبسط مقوماته، في حين أنه لون صعب، والولوج إليه مجازفة لم ينجح فيها الكثيرون، وهو ما شجع مطربين مرموقين مثل نوال الكويتية ويارا اللبنانية على الإقدام على تقديم تجارب محدودة فيه. وتابعت هناك تحد كبير أمامي في هذا الصدد، وهو هل سيقبل الجمهور الذي اعتاد اقتراني بهذا اللون، فكرة أن أقدم على الأغنية ذات الإيقاع السريع، أو الأغنية الطربية، وهو تحد اختبرته كخطوة أولى بأغنية غلطة، والحمد لله لمستُ قبولاً وتشجيعاً جماهيرياً لها، لكن الأمر لن يتضح إلا مع تكرار التجارب. ونفت زهرة العين أن تكون بصدد إنتاج ألبوم غنائي جديد قريباً، لاسيما أنها أقدمت على هذه التجربة العام الماضي بألبوم اختارت عنوانه فاطمة زهرة العين 2014، من إنتاجها الخاص، وعهدت توزيعه إلى مالك شبكة قنوات نجوم، الفنان سهيل العبدول، وهي الخطوة التي اعتبرتها أضرت توزيع الألبوم، بسبب لجوء العبدول إلى طرح الألبوم من خلال شركة أخرى كانت لها خيارات تسويقية خاطئة. وتابعت: على الرغم من ذلك حقق الهدف من إطلاق هذا الألبوم ما كنت أصبو إليه، وهو إعادة فاطمة زهرة العين إلى ذاكرة الجمهور، حيث كانت الكثير من الإذاعات، والمواقع المهتمة بالفن الإماراتي لاتزال تعرض أعمالاً متنوعة من المرحلة السابقة قبل التوقف. وحول كلفة إنتاج هذا الألبوم، والمجازفة الإنتاجية في توقيت يزهد فيه المستمع عموماً في إنتاج الألبومات الغنائية، أشارت زهرة العين إلى أنها قامت بهذا الإنتاج من أجل الجمهور، وليس بهدف زيادة رصيدها من الألبومات، لافتة إلى ان إنتاج 12 أغنية يكلف ما قيمته 800 ألف درهم، في حين تسلم سهيل العبدول نحو 80 ألف درهم نظير القيام بجهود التوزيع. وتشير فاطمة إلى أن ارتباط اسمها بمدينة العين يعود إلى اختيار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مضيفة: بدأت الفن وأنا ابنة ثمانية أعوام، فقد كان أبي عازفاً مجيداً للعود، وكنت أنتهز وجود العود في بيتنا، وألجأ إلى العزف المنفرد، وبعدها بدأت أغني بمفردي بصحبته، لكن حينما اكتشفت أسرتي الأمر منعتني من ذلك، ولم أستطع أن أغني بالفعل إلا بعد أن تزوجت. وتابعت هناك شرائط قديمة لي أغني فيها العديد من الأغاني الشعبية، ثم جاءت مرحلة الانتشار الحقيقية بعد ذلك في مدينتي العين، وتشرفت بأني غنيت العديد من الأعمال مباشرة في حضرة الشيخ زايد، رحمه الله. واعتبرت زهرة العين الأغنية الجديدة غلطة بداية انطلاقة حقيقية لها، مضيفة: إقدامي على (غلطة) في هذه الفترة هو أولى الخطوات التي لا تجعلني أسيرة لون واحد في هذه المرحلة، وهي من كلمات بشير خليفة، وتولى تلحينها عبدالله سالم، وأشرف على توزيعها عثمان عبود، ووجدت بالفعل انتشاراً هائلاً سواء عبر الإذاعات، أو مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً على قناتي على (يوتيوب). وترى زهرة العين أن اللون الشعبي للأغنية الإماراتية تعرض لتراجع ملحوظ أخيراً، بسبب موجة الاستسهال والتجرؤ على اقتحامه من قبل بعض ممن لا يمتلكون مقومات الغناء في رحابه، مؤكدة قناعتها في الوقت نفسه بأن هذا اللون الذي تحميه الذائقة الشعبية حقق انتشاراً جيداً.
مشاركة :