احتج عشرات الآلاف في باماكو أمس الجمعة مطالبين باستقالة رئيس مالي وإلا واجه عصيانا مدنيا رغم تنازلات سياسية عرض تقديمها مع تزايد مشاعر الإحباط بسبب أزمات كثيرة تمر بها الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.ويواجه الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا الذي فاز في عام 2018 بفترة ثانية مدتها خمس سنوات، أزمة أمنية مستمرة منذ سنوات في شمال البلاد وتفشيا لفيروس كورونا وإضرابا للمعلمين وتوترا سياسيا ناجما عن انتخابات تشريعية متنازع على نتائجها أجريت في مارس الماضي.وللمرة الثانية هذا الشهر ملأت حشود المحتجين ومن بينهم ممثلون لجماعات سياسية عديدة ونشطاء حقوقيون ميدان الاستقلال في باماكو في انتظار الرد على خطاب أُرسل إلى القصر الرئاسي يطالب كيتا بالتنحي.وقال السياسي المعارض الشيخ عمر سيسوكو في كلمة «قررنا مواصلة تعبئة جميع القوى في الدولة إلى أن يستقيل الرئيس».ودعا في الكلمة إلى العصيان المدني واحتلال المواقع الاستراتيجية إذا لم يأت رد على الخطاب.وبعد الاحتجاج الأول الذي نُظم في الخامس من يونيو عرض كيتا تقديم تنازلات من بينها تشكيل حكومة وحدة لكن ذلك لم يرض المحتجين.وقال أبو بكر صديقي (26 عاما) وهو بائع متجول «أنا هنا للمرة الثانية لأطلب من إبراهيم أبو بكر كيتا أن يتنحى. هو لا يستطيع حكم هذا البلد حسبما أثبتت سنواته السبع الماضية في السلطة».وتكافح مالي المنتجة للذهب والقطن من أجل تحقيق الاستقرار منذ عام 2012 عندما هيمن إرهابيون على تمرد للانفصاليين الطوارق وسيطروا على شمال البلاد الصحراوي.وساعدت قوات فرنسية السلطات في استعادة السيطرة على الشمال، غير أن أعمال العنف استمرت برغم وجود الآلاف من جنود الأمم المتحدة، مع تأجيج جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية التوتر الطائفي.
مشاركة :