الوظائف في الطايف ... | صحيفة صدى الحجاز الالكترونية

  • 6/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كنت في غداء عمل في فندق مرديان الهدا دارت المعرفة والفكرة حول طاولة الإجتماع. بعد الغداء الشهي والمعرفة التي اكتسبناها غادرت الفندق وكنت ثملًا ليس بالسكر والنشوة وإنما من كلمات قالها الدكتور بندر الطلحي مدير الفندق. حيث أنه قال بأنهم طرحوا وظائف في الفندق وأبهرتهم النتائج فلقد رأى اتقان وإجادة في اللغة الإنجليزية جعلت من الدكتور بندر الذي عاش عقداً من الزمان في الولايات المتحدة الامريكية يندهش ويتعجب ويقول من باب التواضع أن بعضهم أجاد اللغة أكثر منه. الطائف ممتلئ بالكفاءات والطاقات والذين يؤسفني القول بأنهم عاطلون عن العمل؟! قبل أن أكتب هذه الأحرف التقيت بعدد من الشباب العاطل ورأيت عجباً يندى له الجبين. شهادات مهنية متقدمة ودرجات علمية عالية، تنوعت مابين الهندسة والآداب والمحاماة والبرمجة والعلوم التطبيقية والحيوية ناهيك عن الرياضيات واللغات. غلبني الصداع وقررت احتساء القهوة وقد لهج لساني بطلب القهوة باللغة الإنجليزية لكثرة الأجانب العاملين في المقاهي، وعندما طلبت ما أردت أطربتني كلمات ذلك الشاب السعودي ياعم "كيف سكرك؟!" الله الله الله ما أجمل الحِرفي السعودي!! لباقة وفطنة،، أدب وإحترام ،، تفاني وإخاء،، قد تتسأل كيف المذاق؟! سأجيبك أني استنشقت القهوة ورداً وتذوقتها شَهداً ورأيتها في الجمالِ بِكراً. زاد إصراري والعزم على حل تلك الأزمة فأفرغت نفسي من مشاغلي واتجهت لسوق الجوالات فرأيت الجمال يلوح وبه العميل يبوح و كما يقال بالعامية (يرد الروح). الشاب السعودي بائع أمين صادق ناصح في عمله متفاني والآخر منهمكاً تحت المجهر يتقصى الخلل ويُصلح الأمر الجلل ، سألت الـعـمـلاء ما مدى الرضا ؟! قالوا:رأينا أخلاق المهنة قبل العمل ولاحت لنا الإبتسامة قبل السعر ورأينا اللطف قبل التفاني في الخدمة. أدرت مقود القيادة وتجولت في مصيف المملكة الأول وبين متاجره الصغيرة وماقد كَبُر وتجدني مابين العميل والبائع استقصي الخبر وابحث عن الكلمات من ابتسامات الجميع. خالجني السرور لجميل ما رأيت واستقصيت ،ولعلي أن أتحدث عن النقطة السوداء في الثوب الناصع والخرق في السفينة والغصة في الحلق. رأيت بعض الوظائف غلبت عليها المحسوبية والواسطة، ورأيت بعض الشركات تُجحف بحق موظفيها السعوديين وتطبق أقسى الأنظمة مقابل أسهل الأخطاء ، رأيت أن السيرة الذاتية مهما كانت جميلة ومهنية فالواسطة أهم والمظهر أكثر حظاً. آلمني عدم تجاوب بعض مؤسسات التوظيف مع الطلبات ولا حتى التكرم بقراءة السير الذاتية. رأيت حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي تتاجر بمعلومات السير الذاتية في عمليات التسويق. نحتاج أن يتكاتف أرباب العمل ومحتسبي الأجر بتوظيف الشباب في وطائف الأولويات بنشر وظائفهم والترشيح عليها وفق الأفضلية لا المحسوبية. ختاماً هنالك إمراة لم تتوظف وسيرتها الذاتية تجعل منها محاضرة جامعية أو عضو مجلس إدارة بكل مزية!!!!! السبب أنها متزوجة ولديها أطفال وقد تكثُر أيام إجازاتها بسبب أمومتها!!!!!!!!!!! المدرب الإعلامي / تركي بن عطيه الثبيتي مدير تحرير صحيفة صدى الحجاز الإلكترونية بالطائف.

مشاركة :