توقع بنك التنمية الألماني (كيه إف دابليو) بلوغ قيمة الخسائر في إيرادات الشركات المتوسطة في ألمانيا خلال الفترة من آذار (مارس) حتى أيار (مايو) هذا العام نحو 250 مليار يورو؛ أي ما يعادل نحو 5 في المائة من الإيرادات السنوية لهذه الشركات التي تقدر بنحو 4700 مليار يورو. وبحسب البيانات، فإن أقل تراجع في الإيرادات خلال أيار (مايو) الماضي سجله قطاع الخدمات، الذي يضم خدمات الرعاية الصحية والتدريب، والذي بلغت قيمته في المتوسط 20 ألف يورو للشركة، وفقا لـ"الألمانية". في المقابل، تراجعت الإيرادات في الشركات المتوسطة العاملة في مجال الصناعات التحويلية في المتوسط بمقدار 169 ألف يورو. وكشف مسح أجراه بنك التنمية الألماني (كيه إف دابليو) أن الشركات المتوسطة في ألمانيا تتوقع الخروج من أزمة كورونا عقب فترة طويلة. وأظهر المسح الثاني الذي أجراه البنك المملوك للدولة عن هذا الموضوع، الذي نشره أمس، أن 60 في المائة من نحو 3.8 مليون شركة تتوقع رغم تخفيف قيود كورونا أن تستمر في الشعور بعواقب الأزمة لفترة طويلة. وفي المتوسط، تتوقع الشركات العودة إلى وضعها الاقتصادي الطبيعي في غضون ثمانية أشهر - أي بحلول آذار (مارس) 2021. وقالت الخبيرة الاقتصادية في البنك، فريتسي كولر- جايب: "طريق الخروج من وادي كورونا طويل وشاق". ورغم تخفيف قيود كورونا وبرامج المساعدات الحكومية التي تقدر بالمليارات، تخشى كثير من الشركات المتوسطة من الإفلاس. وقالت كولر- جايب: "عديد من الشركات المتوسطة لا تزال تشعر بعبء كبير فيما يتعلق بالسيولة". وبحسب المسح، فإن خطر عدم القدرة على السداد لا يزال قائما بالنسبة لهذه الشركات، حيث تمتلك 45 في المائة من الشركات سيولة تكفي لتغطية نفقات شهرين على الأقصى، وذلك في حال استمرار الوضع الحالي أو عدم تحسنه، بينما أظهر المسح أن 24 في المائة من الشركات تمتلك سيولة مالية تكفيها لفترة تراوح بين شهرين وستة أشهر، في حين أن 6 في المائة فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة تستطيع الصمود لمدة عام. وبوجه عام تمتلك نحو ربع الشركات المتوسطة - بحسب بياناتها - احتياطيات سيولة كافية. وتراجعت الإيرادات الضريبية في ألمانيا في أيار (مايو) الماضي على نحو ملحوظ بسبب تداعيات أزمة جائحة كورونا. وذكرت وزارة المالية الألمانية في تقريرها الشهري الجديد الصادر أمس، أن الإيرادات الضريبية تراجعت الشهر الماضي 19.9 في المائة مقارنة بنفس الشهر 2019. وجاء في تقرير الوزارة: "التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا والإجراءات الضريبية التي اتخذت في ضوء هذه الأزمة أثرت في العائدات الضريبية على نحو ملحوظ في أيار (مايو) 2020". وبحسب التقرير، تراجعت الإيرادات الضريبية في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام 6.3 في المائة مقارنة بنفس الفترة الزمنية 2019. إلى ذلك، دافع وزير المالية الألماني، أولاف شولتس، عن الديون القياسية التي وافقت الحكومة الاتحادية على إدخالها في ميزانية هذا العام من أجل حزمة تحفيز الاقتصاد والاستهلاك. إلى ذلك، شارك مئات العاملين في قطاع الطيران أمس، في احتجاجات بمطارات كبيرة على مستوى ألمانيا للفت الانتباه إلى الوضع الحرج الذي وصل إليه القطاع بسبب أزمة جائحة كورونا. ووفقا لـ"الألمانية"، قال أوفه شرام أمين سر نقابة "فيردي" للعاملين في قطاع الخدمات، في مطار فرانكفورت: "يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر يزداد خوف العاملين على وجودهم المهني".وبحسب بيانات "فيردي"، يعمل في ألمانيا نحو 300 ألف شخص في قطاع الطيران، من بينهم حاليا نحو 240 ألف موظف تم إحالتهم إلى نظام العمل بدوام جزئي.
مشاركة :