شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس في جامع الشيخ زايد الكبير، أمسية فكرية بعنوان حب ووفاء لزايد العطاء، والتي أقيمت برعاية وزارة شؤون الرئاسة وبالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق الذكرى الحادية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه. وحضر الأمسية فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، والدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأصحاب الفضيلة العلماء، ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين وموظفي الهيئة. وأشار الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في كلمته التي حملت عنوان: زايد.. القائد الإنسان، إلى أن هذه المناسبة الكريمة التي تحمل اسم يوم زايد للعمل الإنساني، تأتي في الذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفاء لمنجزاته، وتخليداً لمسيرته، وتذكيراً للأجيال بمآثره الجليلة، وقيمه النبيلة، وإنجازاته الحضارية، ومكانته وطنياً وإقليمياً وعالمياً، وتجديداً لعهد الولاء والوفاء للقيادة الرشيدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وأضاف رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: كم نقف اليوم باحترام وإعجاب أمام مواقفه الخالدة التي تعد بحق دروساً حية للأجيال، فللإبل والخيل فيها ميادين سباق، وللنخيل فيها مزارع تحتل أولوية استراتيجية في الغذاء، والمها العربية والظباء والحبارى والصقور فيها ميراث يتجدد، وخير وعطاء يتكاثر، مزهواً مغرداً صداحاً، في ظلال بيئة جاذبة أضفى عليها القائد الإنسان، زايد الخير بصمة من روحه حتى غدت أروع رداء رحمة غطى الإنسان، وأوضح مظاهر رأفة بالحيوان. ونوه إلى أن القائد الإنسان زرع بإنسانيته في قلوب البشر أجمل نخيل الحب والسعادة، وطبع في حياة أهل الإمارات معنى الأبوة في القيادة، كما طبع في قلوب البائسين والمساكين والمنكوبين في العالم بصمات من الروح الإنسانية الحانية خلدت اسم زايد ودولة الإمارات في وجدانهم، ولقد أصبح غرس المغفور له الشيخ زايد الإنساني أينع ثماراً، وأصبحت دولة الإمارات الأولى عالمياً في المساهمات الإنسانية. وأشار فضيلته إلى أن الشباب يحتاجون لعفة اللسان، خاصة مع انتشار السب والشتم باسم التقوى والإسلام، وكتاب ينشرون السب غيبة وبهتاناً، وتابع قائلاً: يجب أن نذكر الإنسان بقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا الرجل العفيف اللسان، وهذه المناسبة هي لنتذاكر قيمه ونعلمها لأبنائنا ونأصلها للأجيال، كما أنه ،رحمه الله، كان محباً للسلام، وجعل الإمارات واحة سلام، ووحد الصفوف بالحسنى، وعفة اللسان، وهما ميزتان للمغفور له الشيخ زايد قلّ نظيرهما. ومن جانبه، قال فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في القاهرة في كلمته التي حملت عنوان زايد والسلم العالمي: إن أمتنا أمة أمجاد وحضارة، وتاريخ وأصالة، وقد ازدان سجلها الحافل بكوكبة من العظماء، وثلة من الأفذاذ الكرام، مثلوا عقد جيدها وتاج رأسها، فكانوا في الفضل شموساً ساطعة. وقال فضيلته: لن ينسى التاريخ موقفه المشرف ومساندته البطولية في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 م، حيث ساند كلاً من مصر وسوريا من أجل تحرير الأراضي المحتلة، وقام بقطع إمدادات النفط عن الأعداء، وقال كلمته التي حق لها أن تكتب بماء الذهب: إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي. ومن جهته، قال فضيلة الشيخ محمد عبد الرحيم سلطان العلماء، عضو كبار العلماء في دبي في كلمته التي جاءت بعنوان: زايد الخير وخدمة العلم: إنّ الحديث عن فقيد الوطن والإسلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمّده الله بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، يحتاج إلى مجلدات، وإلى أزمنة مديدة حتّى يتمكّن الباحث من إيفاء الراحل بعض حقّه كيف لا وللفقيد رحمه الله ،في حياته جوانب جليلة عديدة، كلّ جانبٍ من تلك الجوانب حفلت بالإنجازات الهائلة، وأدّت إلى مكتسبات عظيمة، سنظلّ نذكرها لزايد الخير ما حيينا، وستظلّ خالدة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة. وأشار إلى أن ممّا يُذكر لزايد الخير، طيّب الله ثراه، اهتمامه بالتعليم منذ تولّيه حكم العين إذ أنشأ فيها مدرسة تحت اسم مدرسة الشيخ زايد الأوّل، وأنشأ بها قسماً داخلياً لأبناء الإمارات الأخرى لاستيعابهم فيها، وتكفّل المغفور له الشيخ زايد ،طيّب الله ثراه، بإرسال الآلاف من الذين أنهوا دراساتهم الثانويّة في بعثاتٍ دراسيّة في مجالات علميّة متنوّعة ومتعدّدة إلى مختلف أصقاع الأرض، ليكونوا عند عودتهم لبنة بناء وتنمية للمجتمع ويقوم على أكتافهم بناء الدولة العصريّة بمرافقها المختلفة، والنهوض بهذا الوطن، إذ أثبتت الأيام بُعد نظره الثاقب في هذا المجال، إضافة إلى أنه لم يقتصر الابتعاث على مواطني الدولة، بل شملت هذه المساعدات الآلاف من الناس في مختلف الأقطار، كما أمر بعدها بإنشاء جامعة الإمارات العربيّة المتّحدة التي تُعدّ مفخرة الدولة، وتتويجاً للجهود المضنية والمثمرة الّتي بذلها المغفور له الشيخ زايد، ونجاحاً كبيراً للمنظومة التعليمية التي حرص على إنشائها، ودعمها، وتابع مسيرتها تحقيقاً للحلم الكبير الذي كان يحلم به منذ تحمّله لمسؤولية الحكم، وكان هذا هو الاستثمار الحقيقي للثروة الذي كان ينادي به. ومن جانبه، أكد سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ،أدرك قيمة الإنسان، واعتبر أن الحضارة لا تبنى إلا على المحبة، وأن الإسلام دين رحمة، كما دعا إلى الرحمة تطبيقاً لمنهج الشريعة، كما أدرك، رحمه الله، تميز قيم الإسلام من رحمة وأخلاق، وانتقد فرقاً تدعي الإسلام وهو منها براء، مضيفاً: الإسلام دين رحمة، ونحن طلاب أخلاق ووسطية، ولن نسمح لمن يخطف سماحة واعتدال ووسطية ديننا وزايد كان من دعاة ذلك، كما أنه ،رحمه الله، علم أن الإسلام رسالة عالمية لكل إنسان، فاهتدى بالهدي الإسلامي، وطبق منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب فكر نهضوي وحضاري.أما الداعية حمزة يوسف هانسن، فتحدث في كلمته عن اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بالبيئة.
مشاركة :