استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر البطين في أبوظبي مساء أمس محاضرة بعنوان تطور قطاع المساعدات الخارجية الإماراتي ومستقبله. وشهد المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو لي عهد أبوظبي وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة، حيث ألقت المحاضرة الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية. وفي بداية المحاضرة قالت الشيخة لبنى القاسمي: أنتهز أيام شهر رمضان المبارك وأدعو العلي القدير أن يوفق القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي هذه الأيام نستذكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، صانع مسيرة العطاء، مشيرة إلى أن الإمارات أسست على تقديم الخير، وأن الثروة لم تصرف على أبناء الإمارات فقط وإنما كان للفقراء والمحتاجين في دول العالم نصيب منها، وهي الأسس التي غرسها فينا فقيد الأمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتحدثت عن مرحلة التوسع والتمدد لمظلة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات بمشاركة المجتمع المدني، وتم في ذلك الوقت إنشاء العديد من المؤسسات الإنسانية والخيرية منها هيئة الهلال الأحمر التي لها وجود ونجاحات عالمية، ثم مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وغيرها من المؤسسات التي ارتفع عددها إلى 45 مؤسسة حتى عام 2015، و أظهرت البيانات الموثقة بلوغ المساعدات الخارجية الإماراتية خلال الفترة من 2009 - 2013 نحو 42.69 مليار درهم إماراتي بين منح وقروض، حيث بلغت قيمة المنحة 32.65 مليار درهم إمارتي أي بنسبة 77%، أما القروض فكانت 10.04 مليار درهم إماراتي، وتركزت معظم المساعدات الخارجية في قارتي آسيا وإفريقيا، وبلغت نسبة المشاريع التنموية 90%. واستعرضت التوزيع الجغرافي للمساعدات الخارجية الإماراتية التي غطت جميع قارات العالم وأكثر من 170 دولة، حيث استحوذت قارة إفريقيا على النصيب الأكبر بنحو 21.71 مليار درهم خلال تلك الفترة، تلتها قارة آسيا بنحو 17.43 مليار درهم، أما الدول الرئيسية الأكثر تلقياً للمساعدات الإماراتية خلال تلك الفترة، فقد احتلت جمهورية مصر العربية المرتبة الأولى بتلقيها لنحو 17.22 مليار درهم كمساعدات خلال الفترة من 2009 حتى 2013، تلتها المملكة الأردنية الهاشمية بنحو 2.08 مليار درهم، ثم فلسطين بنحو 1.11 مليار درهم. وألقت الضوء على جهود وإسهامات دولة الإمارات في ظل توجيهات قيادتها الرشيدة في القضاء على الأمراض حيث تم توجيه نحو 219.35 مليون درهم في هذا المجال مع تخصيص مبلغ 121.2 مليون درهم لدعم التحالف العالمي للتطعيم ومكافحة شلل الأطفال، مشيرة إلى أن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان أسهمت في خفض نسبة الإصابة بحدود 71%، ثم تخصيص 38.2 مليون درهم للتطعيم ومكافحة الأمراض المعدية. وقالت إن مرحلة التخصص كمرحلة رئيسية من تطور قطاع المساعدات الخارجية الإماراتية، شهدت إيلاء الاهتمام بتقديم دولة الإمارات لمساعدات لإنشاء مشاريع للطاقة المتجددة في الدول الفقيرة في موارد الطاقة منها بناء شراكات مع دول المحيط الهادي ليبلغ إجمالي المساعدات نحو 572.43 مليون درهم خلال الفترة من 2009 حتى 2013 استأثرت فيها مشاريع الطاقة الشمسية بنحو 239.7 مليون درهم تلتها الطاقة الحرارية بنحو 222.6 مليون درهم، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بمشاريع حماية البيئة والتنوع البيولوجي. واستعرضت مرحلة القيادة والتي بدأت مع احتلال دولة الإمارات للمرتبة الأولى عالمياً في عامي 2013 و2014 كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية بنسبة 1.43% و1.17% على التوالي من الدخل القومي الإجمالي، مشيرة إلى أن الإمارات في عام 2010 كانت في المركز 23 عالمياً وقفزت إلى المركز الأول في عام 2013 و2014. اهتمام بالابتكار والاستدامة أكدت الشيخة لبنى القاسمي أن جائزة زايد لطاقة المستقبل كان لها دور مهم في تشجيع الأطفال وغيرهم من فئات المجتمع على تقديم مشاريع ابتكارية، كما أسهمت في الكثير من الحقول في مجال الابتكار. وقالت إن الإمارات تولي اهتماماً للابتكار والاستدامة في مساعداتها الخارجية، مشيرة في ذلك إلى مشاريع مصدر الرائدة في العديد من دول العالم التي تقدم حلولاً ناجعة بتوفير الطاقة المتجددة في العديد من المناطق النامية والمناطق البعيدة. الإمارات تمول 300 مشروع في 60 دولة بمليارات الدولارات أكدت الشيخة لبنى القاسمي في معرض ردها على أسئلة الحضور على الدور الرائد لصندوق أبوظبي للتنمية، حيث يركز على الانتقال من مرحلة الاحتياج إلى مرحلة النمو الاقتصادي وتمكن من تمويل 300 مشروع في أكثر من 60 دولة مشيرة إلى أنه في الصندوق جهاز قوي لتقييم المشاريع واتخاذ القرارات المناسبة فيما يتصل بتمويلها. وتطرقت إلى المساعدات الإماراتية لجمهورية مصر مؤكدة أن هذه المساعدات والتي وصلت إلى أكثر من 12 مليار دولار أسهمت في تعزيز الأمن والسلام في مصر التي مرت بمراحل حرجة، حيث تم بناء 50 ألف وحدة سكنية وانشاء 100 مدرسة و78 مركز رعاية صحية وترميم وبناء 25 صومعة للقمح بسعة اجمالية 1,5 مليون طن وتوفير الكهرباء من الطاقة الشمسية لأكثر من 30 ألف مسكن وسيكون لمشاريع التنمية والبنى التحتية التي تنفذها الإمارات في مصر تأثير إيجابي على أكثر من 10 ملايين مصري و توفير 900 ألف فرصة عمل جديدة. واضافت: مصر استطاعت بسبب موقف الإمارات ودول الخليج الداعمة لمصر من استقطاب 175 مليار دولار في المؤتمر الأخير الذي استضافته مصر، وهذا يعتبر نقطة تحول تاريخية. لبنى القاسمي في سطور تم تعيين الشيخة لبنى القاسمي في منصب وزير التنمية والتعاون الدولي في سنة 2013، وفي سنة 2008 شغلت منصب وزيرة التجارة الخارجية، وتقلدت منصب وزيرة الاقتصاد ما جعلها أول امرأة تتسلم حقيبة وزارية في دولة الإمارات وذلك في سنة 2004. تشغل الشيخة لبنى القاسمي منصب رئيسة جامعة زايد منذ 3 مارس / آذار 2014، كما تشغل منصب رئيسة اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية. عيادات متحركةلمساعدة اللاجئين عرضت الشيخة لبنى القاسمي خلال المحاضرة فيلماً وثائقياً عن دور المساعدات الإماراتية في تحسين ظروف وحياة المحتاجين، وأبرز الفيلم دور الإمارات في تمويل المشروعات الموجهة للمجتمع، ومنها مشروع العيادات المتنقلة لتقديم الخدمات الصحية للاجئين السوريين في منطقة المفرق في الأردن.وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع اللجنة الدولية للإغاثة واستفاد منه 18 ألف لاجئ، وساعد المشروع على الوصول إلى الفئات التي يصعب الوصول إليها .
مشاركة :