استشاري: المملكة لم ولن تتجه إلى المناعة الجماعية وتواصل بقوة إجراءات مواجهة كورونا

  • 6/20/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشف استشاري الأبحاث الفيروسية الدكتور بندر العصيمي، أن المملكة لم ولن تتجه إلى منهجية المناعة الجماعية أو كما تسمى مناعة القطيع، والسبب في ذلك أن مفهوم المناعة الجماعية يقتضي فتح الباب على مصراعيه لانتشار العدوى دون أي قيود، بينما كل الدعوات المتكررة والإجراءات الاحترازية والإلزامات الوقائية ما زالت تفرض مبادئ عديدة مثل التباعد الجسدي ولبس الكمامات، ولا يزال هناك تعليق للرحلات الدولية والعمرة، ولا تزال وزارة الصحة تقوم بالعديد من الإجراءات المكثفة للحد من انتشار الفيروس كالمسح الميداني والتقصي النشط... كل هذه الدلائل تؤكد لنا عدم قابلية تطبيق منهج المناعة الجماعية. وقال الدكتور "العصيمي" عبر مداخلته في برنامج MBC في أسبوع: إن "منهج مناعة القطيع هو مصطلح بيطري (أُسيء استخدامه) في هذه الأزمة؛ لسببين: أولاً هذا المفهوم مختص بالماشية التي من المقبول أن يكون فيها خسائر مادية وتجارب عكس الإنسان، ثانياً هذا المفهوم يستخدم عند وجود (لقاح) فيقومون بتطعيم 60% من الماشية والتي بدورها ستمنح مناعة لبقية الماشية وتمنع سلسلة انتشار العدوى". وأضاف: "في الوقت الحالي مع كورونا، لا يوجد لقاح حتى الآن، واستخدام منهج المناعة الجماعية بترك الفيروس ينتقل في 60% من المجتمع سيكون ضرباً من الجنون، نتحدث عن إصابة 18 مليون شخص في السعودية، لا قدر الله، سيحتاج 900 ألف منهم للرعاية الطبية (5% الحالات الحرجة) وستصل الوفيات إلى 180 ألفاً، على افتراض أن معدل الوفيات 1%"، ولا يمكن أبداُ أن يكون تخفيف الإجراءات في المرحلة الثالثة في المملكة بأي حال من الأحوال يقارب منهج المناعة الجماعية، بل لا يمكن طرح هذا الافتراض أساساً". وتابع: "هناك مشكلتان كبيرتان مع هذه المنهجية؛ أولاها أنها في أفضل الأحوال ستستغرق سنتين كما ذكر الدكتور نيل فيرغسون البروفيسور في إمبريال كولج لندن، وفي ذلك الحين سيكون قد توفر لقاح بإذن الله، وثانيها هل المناعة المكتسبة من كورونا ستدوم للأبد أم إنها مؤقتة؟ استقراءً من الفيروسات المشابهة ذكر أنتوني فاوتشي، المستشار الطبي للحكومة الأمريكية أن المناعة ستدوم على الأقل من 2-3 سنوات". ومضى قائلاً: "كما أن دراسة على فيروس السارس أثبتت أن المناعة دامت لأكثر من 12 سنة، ما زالت الإجابة عن هذا السؤال غامضة، بل حتى الذين ادعوا أنهم أصيبوا بفيروس كورونا مرة أخرى في كوريا لم يكن ذلك صحيحاً، فقد قام مركز مكافحة الأمراض الكوري باستزراع عينات 108 من أولئك المدعين ولم يستطع الفيروس النمو في الخلايا المخبرية، مما يعني أن الموجود في عينات بعض من أولئك المرضى هو رفات الفيروس من بقايا المادة الوراثية الـ RNA وليس الفيروس المعدي نفسه".

مشاركة :