قصف طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة أمس الاثنين المقر العام في صنعاء لحزب المؤتمر الشعبي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حليف المتمردين الحوثيين حسب ما اعلن الحزب في بيان له أمس. واوقع الهجوم الليلي «قتلى» في صفوف الموظفين وحراس المبنى الواقع في حدة جنوب العاصمة اليمنية. ونفذ الهجوم في حين التقى قادة المؤتمر الشعبي العام في مكان آخر من المدينة موفد الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد حسب ما افادت مساعدة الامين العام للحزب فائقة السيد. ووصل إلى صنعاء الاحد المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد في محاولة جديدة للتوصلِ إلى هدنة إنسانية. وتسعى الأمم المتحدة لإقرار هدنة إنسانية جديدة في اليمن بعد إعلانها أقصى درجة من حال الطوارئ الإنسانية والتحذير من انهيار القطاع الصحي في البلاد. فتحقيق هدنة إنسانية في اليمن يشكل تحديًا كبيرًا للمبعوث الأممي الذي يقوم بجولة جديدة لتقريب وجهات النظر بحثًا عن حل للأزمة اليمنية أو على الأقل إقناع أطراف النزاع بالموافقة على هدنة يفرضها الوضع الإنساني الكارثي في البلاد. وبعد انتهاكات مليشيات الحوثيين وصالح للهدنة السابقة، التي لم تستمر لأكثر من 5 أيام أعلن ولد الشيخ أحمد عن ضمانات للالتزام بالهدنة الجديدة في حال تم إقرارها. ويبدو ولد الشيخ أحمد أكثر تفاؤلًا هذه المرة في إقرار الهدنة خاصة بعد لقائه في مسقط بممثلين عن مليشيات الحوثي لمناقشة المقترح وأساسيات الهدنة وآلية توزيع المساعدات الإنسانية. ويبدو أن ضغوطًا دولية وأممية تبذل للتوصل إلى الهدنة خلال ما تبقى من شهر رمضان وأثناء عيد الفطر، وإن كانت الحكومة اليمنية تشترط انسحاب المليشيات من المدن والمحافظات قبل الموافقة على أي هدنة إنسانية، حيث طالبت واشنطن بهدنة تسمح بوصول المساعدات والأدوية. ويأتي ذلك بعد إعلان الأمم المتحدة أقصى درجة من حالة الطوارئ الإنسانية في اليمن، والتحذير من انهيار وشيك للقطاع الصحي في البلاد. وأفادت تقارير اعلامية محلية وعالمية بقصف التحالف مواقع عسكرية للحوثيين شمال شرق صنعاء، ومحطة رادار لهم في «المخا»، علاوة على منزلي عمار صالح، ابن شقيق المخلوع، والقيادي الحوثي يحيى الشامي، ومقر اللجنة الدائمة لحزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء. وذكرت مصادر صحافية في عدن أن طائرات التحالف شنت غارات جوية وسط البحر على زوارق كانت محملة بمليشيات التمرد قادمة من الحديدة وكانت متجهة إلى صلاح الدين، وفي الضالع قتلت المقاومة الشعبية قائدًا عسكريًا كبيرًا من جماعة الحوثي و4 من مرافقيه في كمين نصب لهم في منطقة سناح الحدودية التي تشهد معارك كبيرة بين الجانبين بعد فشل المتمردين في اقتحام مدينة الضالع. كما اندلعت معارك عنيفة شهدتها جبهات قتال عدة في اليمن بين المليشيات المتمردة والمقاومة تحت غطاء جوي لطائرات التحالف العربي. وكثفت مقاتلات التحالف من غاراتها مدمرة مخازن أسلحة ومقرات أمنية ومنازل قيادات كبرى من المقربين للمخلوع صالح وللحوثيين في صنعاء. وتزامنت هذه الغارات مع هجمات مكثفة للمقاومة الشعبية في عدن ولحج استطاعت فيها تكبيد المتمردين خسائر في الأرواح والمعدات بعد كمائن نفذتها، خاصة في الوهط ودار سعد. يأتي ذلك فيما نفذت المقاومة أيضًا كمائن وهجمات ضد أهداف لمليشيات الحوثي في المحافظات التابعة لإقليمي أزال وتهامة شمال غرب اليمن، حيث تلقى المتمردون ضربات أفقدتهم الكثير من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها. وفي مأرب دارت معارك عنيفة في جبهة صرواح بين المقاومة الشعبية والمليشيات المتمردة، بالتزامن مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من مليشيات الحوثي في غارة لطيران التحالف استهدفت مركزًا لتجميع المجندين الجدد غرب محافظة مأرب. من جهته، قال الشيخ ناصر الفضلي ابرز قيادات الحراك الجنوبي ان على مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح الانسحاب من مدينة عدن كبرى مدن الجنوب وباقي المدن الجنوبية. واكد الشيخ الفضلي في تصريح لـ»المدينة» ان مدينة عدن تقصف من قبل مليشيا الحوثي المنقلبة على الشرعية في اليمن ودمرت البيوت والمنشآت وقتلت الأبرياء من المواطنين. وأضاف «عدن بحاجة ماسة للإغاثة الحقيقية، فسكان عدن يعانون ظروفا صعبة ومعقدة جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية». ورحب الشيخ الفضلي بأي تدخل عربي لتحرير مدينة عدن من الحوثيين الغزاة. وأضاف ان الحراك الجنوبي السلمي تحول الى قوة ومقاومة ضاربة لمواجهة الحوثيين في الميدان حيث قدم الحراك الجنوبي المئات من الشهداء الذي دافعوا عن العرض والشرف.