6 تحديات تواجه أبناء خط الدفاع الأول خلال الدراسة عن بُعد

  • 6/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:عماد الدين خليل بينما يكافح أفراد الكوادر الطبية في خطوط الدفاع الأولى للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» يعاني أبناؤهم ضعفاً في مستوياتهم الدراسية؛ نظراً لغياب أحد والديهم عنهم، الأمر الذي أرق الطلبة من ناحية، وأولياء أمورهم من الكوادر الطبية من ناحية أخرى، بالتفكير والقلق عليهم خلال دراستهم عن بعد.إذن، هناك تحديات واجهت كل واحد منهم على حدة، وفي ظل الوضع الراهن يبادر عدد من أعضاء هيئة التدريس في جامعة زايد، إلى مد يد العون لهؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم من خلال مبادرة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي المخصصة للدعم التربوي لأطفال الكادر الطبي والتمريضي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الأمر الذي يؤكد تكاتف كافة الأشخاص والمؤسسات في دولة الإمارات، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».ورصدت «الخليج» خلال لقائها عدداً من أولياء الأمور من الكوادر الطبية وأعضاء هيئة التدريس، 6 تحديات تواجه أطفال أبناء الكوادر الطبية، بدءاً من مدارس رياض الأطفال وحتى الصف السادس الابتدائي خلال الدراسة عن بعد، والتي شملت ضيق وقتهم عن تقديم الدعم لأطفالهم ومتابعتهم المستمرة، وعدم كفاية الحصص الافتراضية، وطريقة التواصل بين المعلم والطالب التي تتطلب مزيداً من الوقت، وضعف مستوى الطلاب نتيجة انشغال الوالدين عنهم، وإتمام الواجبات المنزلية التي يتم إلزامهم بها من قبل المعلمين. الدعم اللازم وفي البداية تقول سارة مسلم رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي رداً على سؤال حول التحديات التي تواجه أطفال الكوادر الطبية في مرحلة التعليم المبكرة: «نؤمن في دائرة التعليم والمعرفة بضرورة توفير التعليم النوعي لجميع الطلبة دون استثناء، لذلك بادرنا منذ بداية الأزمة إلى وضع الحلول المبتكرة لتمكين التعليم وضمان جودته واستمراريته، وقد عملنا بتفانٍ خلال الفترة الماضية، بالتعاون مع شركائنا من المدارس والمتخصصين في قطاع التعليم والتكنولوجيا، لإطلاق نظام التعليم عن بعد بسلاسة وفي فترة قياسية، ونحن ملتزمون بدعم مسيرة تعليم الطلبة في ظل الظروف الراهنة، وسنتابع العمل مع شركائنا لضمان استمرارية العملية التعليمية».وتضيف: «ندرك حجم الضغوطات التي يواجهها موظفو القطاع الصحي؛ كونهم في خط الدفاع الأول في مواجهة انتشار «كوفيد 19»، فهم يبذلون جهوداً متميزة لحماية مجتمعنا والحفاظ على صحتنا وصحة عائلاتنا، كما أن عملهم على مدار الساعة يتطلب منهم التضحية بأوقاتهم مع أبنائهم؛ لذلك لن يتمكنوا من توفير الدعم اللازم لأطفالهم، خاصة في ظل التحول إلى منظومة التعليم عن بعد. ونظراً لظروفهم الاستثنائية، رأينا أنه يمكننا توفير الدعم التربوي لأبنائهم كعربون شكر وتقدير لجهودهم وتضحياتهم، ومن هنا جاءت فكرة عقد الشراكة الاستثنائية مع جامعة زايد، لإطلاق برنامج الدعم التربوي لأطفال الكادر الطبي والتمريضي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، حيث سيقوم المتطوعون من جامعة زايد بمتابعة الطلبة وتوفير الدعم اللازم لمساعدتهم على الاستمرار في مسيرتهم التعليمية لغاية نهاية العام الدراسي الحالي». رد الجميل ويوضح الدكتور عادل الجنيبي جراح أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، العبء الكبير الذي يقع عليه من حيث الموازنة بين عمله الذي يتطلب وجوده على مدار الساعة، والالتزام بمتابعة شؤون أولاده في الدراسة، خاصة الأسر التي لديها أكثر من أربعة أطفال وتتطلب وجود الوالدين مع الأبناء لمساعدتهم على المواظبة على تحصيل دروسهم، من خلال منظومة التعلم عن بعد.وحول التحديات التي تواجه أولاده يضيف: «عندي 8 أولاد في مراحل دراسية مختلفة، ويشكل تراكم الدروس عبئاً كبيراً عليهم، إضافة إلى متابعة شؤونهم بشكل مكثف، وخاصة في حال انشغال الأب أو الأم. وبعد تفعيل نظام التعلم عن بعد افتقدنا أشياء كانت مهمة في متابعة شؤون الأطفال، من خلال اجتماع أولياء الأمور عبر التواصل مع المعلمين للوقوف على نقاط ضعف وقوة الطالب وسلوكه».ظروف استثنائية أما الدكتورة هبة إبراهيم أحمد صيدلانية في مستشفى خليفة الطبي، فتقول: «الجميع يمرون بظروف استثنائية صعبة خلال الفترة الحالية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لكن صحة وسلامة المجتمع من أهم أولويات الكوادر الطبية، والوقت الحالي حان لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء، وكلي فخر بأن أكون جزءاً من خط الدفاع الأول لكي نسابق الزمن في محاربة الفيروس، بفضل توجيهات الجهات المعنية في الدولة ودعم القيادة الرشيدة لتحويل كافة التحديات إلى فرص».وتضيف: «طفلي يبلغ 8 سنوات وهو في الصف الثالث، وتجب متابعة شؤونه الدراسية التي لا يستطيع إنجازها بنفسه، وأقوم بالعمل في اليوم الواحد من 10 إلى 12 ساعة يومياً، على حسب ضغط العمل، من أجل تأمين الأدوية وتجهيزها سواء لمرضى الحجر الصحي أو المرضى في منازلهم، إضافة إلى توصيل جميع الأدوية لجميع شرائح المجتمع، ومع هذا المجهود في ظل الظروف الحالية، من الصعب توفير الوقت الكافي لمتابعة دروس أبنائنا ومراجعة دروسهم نظراً لهذا الضغط، لكن نحن في بلد استثنائي وفي ظل هذه الظروف الصعبة ينشغل تفكيرنا نحن الكوادر الطبية، وجميع العاملين في خط الدفاع الأول، بمحاربة الفيروس، لكن إدارتنا تقوم بالتفكير بدلاً منا إلى أبعد مدى، للحفاظ على مصلحة أبنائنا المستقبلية، حيث وفرت كوادر جامعية لتدريس أبنائنا».وحول التحديات التي تواجهها تقول: «قلة الوقت لدينا وتقديم الدعم لأطفالنا صعبة، إضافة إلى المتابعة المستمرة معهم، وعدم كفاية الحصص الافتراضية». زايد العطاء ويضيف بهاء الدين خنفر ممرض في مستشفى خليفة الطبي: : «كون موضوع التعليم عن بعد جاء استجابة للتطورات التي حتمت البحث عن بديل لطرق التدريس التقليدية ولم يكن مخططاً له من قبل معظم، فإن مدارس الدولة واجهت صعوبات، وابني في الصف الثالث، علماً بأنه ولله الحمد من الطلاب المتفوقين والمتميزين على مستوى مدرسته. وكون وظيفتي تحتم علي أن أكون مستعداً في أي لحظة أن ألبي نداء الواجب في هذه الظروف، فقد زاد العبء على زوجتي التي تعتني بطفلين آخرين، وابني الذي يتعامل مع التعليم عن بعد لأول مرة، في هذا الوقت الحرج تلقيت رسالة إلكترونية، فحواها أن فريقاً من متطوعي جامعة زايد مستعدون لتقديم العون والمساعدة لعائلتي لتسهيل الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد، ومتابعة دراسة طفلي يومياً، وكنت قد طلبت هذه المساعدة قبل فترة عن طريق المستشفى الذي أعمل به». المرحلة الأوليةمن جانبها أكدت الدكتورة خديجة الحميد أكاديمية بكلية التربية في جامعة زايد، أن تطوعها لدعم أبناء الكوادر الطبية يدعو للفخر لرد جزء بسيط من المجهود الذي يقومون به في محاربة وباء كورونا، معربة عن شعورها بالسعادة للقيام بدور الأم والأب، خاصة أنها تقوم بتدريس مرحلة عالية وتتطوع لتدريس ومتابعة شؤون الطلاب في المرحلة الأولية من الدراسة. آلية المتابعة وحول آلية المتابعة قال عامر مالبنجي مدرس رياضيات في الكلية الجامعية بجامعة زايد، إنه يتم الاجتماع مع الطلاب بشكل أسبوعي بالتنسيق مع أولياء الأمور عن طريق استخدام برامج Zoom أو و«اتس أب» لمتابعة دروس الطلاب وتعليقاتنا عليها، لكن مساعدتنا لا تقتصر على ذلك، حيث نقدم الدعم بطرق مختلفة يمكن أن تكون تقنية في علوم المواد وفي وضع عدم الاتصال، في بعض الأحيان نوفر موارد من مكتبتنا، أو نعد مواد مناسبة لمستوى الطالب.ويضيف: «ظهرت العديد من التحديات في بداية المتابعة مع الطلاب؛ لأنه وضع جديد بالنسبة لنا جميعاً، لكن تم تفاديها بالتواصل مع أولياء الأمور وإثبات أننا نعمل لمساعدة أطفالهم، وبناء الثقة بين الآباء والمعلمين». 30 دقيقة ويقول لويس جرينود، مدرس في الكلية الجامعية في جامعة زايد، إنه جرت مكالمة هاتفية مع جميع أعضاء هيئة التدريس يسألون عما إذا كنا نرغب في المساعدة، وكنت حريصاً جداً على محاولة تقديم القليل لدعم أطفال العاملين في مجال الصحة، الذين يقدمون مثل هذه التضحية الكبيرة لنا جميعاً».ويضيف: «ألتقي مرتين في الأسبوع مع الطالب وتكون الجلسات حوالي 30 دقيقة، وأقوم بتنظيم الاجتماعات مع الطلاب من خلال والديهم، وتقديم كافة أشكال المساعدة بشأن واجباتهم المدرسية الرئيسية في مادة اللغة الإنجليزية».

مشاركة :