“حفل مبهر يؤكد تقارب الشعبين المصري والصيني”، هكذا علق الشاب المصري يوسف محمد (26 عاما) على حفل موسيقي نظمته دار الأوبرا المصرية والمركز الثقافي الصيني بالقاهرة عبر شبكة الإنترنت اليوم (السبت)، احتفالا بمرور 64 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين. وشارك في الحفل، الذي بثته وزارة الثقافة المصرية على قناتها بموقع يوتيوب، عازفون من فرقتي أوركسترا القاهرة وأوركسترا لياونينغ السيمفونية الصينية. وقال محمد، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إقامة هذا الحفل على الرغم من أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) يؤكد عمق العلاقات بين مصر والصين. وأضاف “أتمنى تكرار مثل هذه الحفلات للاستمتاع بالفن المصري والصيني معا”، مشيرا إلى أنه يحب الفن والثقافة الصينية. وقدم العازفون المصريون والصينيون، خلال الحفل مجموعة من المؤلفات الموسيقية الصينية مثل زهرة الياسمين، وافتتاحية اغمونت، والنهر الأصفر، وافتتاحية سلاح الفرسان، إلى جانب الأغنية المصرية “فيها حاجة حلوة”. وشمل الحفل أيضا أغنية “الأيد فى الأيد”، وهي من كلمات المستشار الثقافي للسفارة الصينية في مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة شي يوه وين، وأداء المطربة المصرية ريهام عبدالحكيم. وأبدى الشاب المصري، إعجابه الشديد بالأغنية، منوها بأنه تفاجأ عندما علم أن الأغنية من كلمات دبلوماسي صيني. وقال مدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة شي يوه وين، إن هذا الحفل هو استمرار لمجموعة “مسيرة النصر” التي بدأها موسيقيون صينيون ومصريون قبل أيام قليلة على الإنترنت، وشارك فيها ما يقرب من 100 فنان من البلدين. وأضاف شي، لـ ((شينخوا))، أن هؤلاء الفنانين لم يقدموا فقط عروضا فنية على مستوى عال للجماهير في البلدين، بل أيضا جسدوا مثالا ناجحا للتبادل الثقافي والفني من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في ظل أزمة فيروس كورونا. واستغرقت فترة التجهيز لهذا الحفل نحو شهرين، حيث واجهت التحضيرات العديد من الصعوبات، حسب الدبلوماسي الصيني الذي كان أحد منظمي الحفل. وتابع شي، أن “استخدام تكنولوجيا 5G في هذا الحفل محاولة جيدة وناجحة، واعتقد أننا يمكن أن نقدم عروضا فنية رائعة للشعبين المصري والصيني في المستقبل”. بدوره، قدم رئيس دار الأوبرا المصرية مجدي صابر، التحية والسلام للشعب الصيني بمناسبة مرور 64 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين. وأثنى صابر، في كلمة تخللت الحفل، على العلاقات المصرية الصينية بقوله إن “كلها صداقة وتآخ وتبادل ثقافي وفني بشكل مميز جدا”. واعتبر أن “الصين دولة صديقة وعزيزة علينا جدا.. وهناك تبادل كبير جدا في مجال الموسيقى والغناء والعزف بيننا”. أما محمد حلمي، منسق الحفل من الجانب المصري فقال إن كل أوركسترا اختارت خلال الحفل الموسيقى التي تمثل ثقافتها، ما خلق جسرا ثقافيا بين البلدين. وأضاف حلمي، في تصريح لـ ((شينخوا))، “لقد أردنا أن نوصل رسالة في ظل الظروف الحرجة التي نمر بها بسبب انتشار فيروس كورونا، مفادها أنه لا شيء يستطيع وقف تواصلنا الإنساني والثقافي مع أصدقائنا في الصين”. ورأى أن “حفل اليوم رسالة أيضا لكل العالم بأن إغلاق الحدود لا يعني أنه لا يمكن لنا أن نتواصل، فاستخدام التكنولوجيا يقربنا من بعض حتى انقضاء هذه الازمة”. وأردف “لقد تابعت ردود فعل المشاهدين الذين يقدرون بالآلاف، والعديد منهم تفاعل مع العرض، وأبدى انبهاره بالمعزوفات من الجانبين”. وواصل أنه “بالنسبة للجمهور المصري، لم تعد الموسيقى الصينية غير مألوفة لهم، لأن التعاون الثقافي خاصة في مجال الموسيقى وصل إلى مراحل متقدمة جدا، حيث أقام العديد من الفرق الفنية الصينية حفلات في مصر خلال الأعوام السابقة”. وختم قائلا إن “عدد المشاهدين على قناة وزارة الثقافة المصرية التي بثت الحفل بلغ عدة آلاف، ما يعكس مدى اهتمام المصريين بالفن الصيني، ويدل على عمق العلاقات بين البلدين في كل المجالات”.
مشاركة :