رسالة فخر واعتزاز نبعثها لكل من أسهم في جعل إماراتنا الحبيبة آمنة ومطمئنة، وتتخطى الآثار السلبية التي خلفتها أزمة وباء كوفيد 19 بكل ثقة. وصدقاً نقول إن جميع الجهود قد تضافرت لجعل الإمارات تعود إلى طبيعتها بصورة تدريجية ومنظمة تبعث على التفاؤل والأمل. وراء كل تلك الجهود يقف أناس كان كل همهم أن نتخطى هذه الأزمة بهمة عالية وثقة في النفس: فمن جنود الصفوف الأمامية من الطواقم الطبية ومقدمي الخدمات الصحية ورجال الأمن وإلى أولئك الملتزمين بالإجراءات الصحية والوقائية والذين لولا التزامهم لما استطاعت الإمارات تجاوز آثار هذه الجائحة والخروج منها بهذه السلاسة. تضافر الجهود خلال هذه الأزمة والمسؤولية التي أظهرها معظم الناس هما السبب في بث روح الطمأنينة والأمان التي شعر بها الجميع. والشكر والتقدير لقيادة السفينة التي قادتنا في بحر الأزمة المتلاطم بكل اقتدار ومهارة جعلتنا نشعر أننا في أمان. الأمان الذي شعرنا به مرده التطمينات التي كانت ترسلها القيادة السياسية بين الفينة والأخرى. فقد شعرنا بأن هناك من يحمل عنا مسؤوليات جساماً وأعباء ضخمة. تطمين القيادة لنا جعلنا نشعر بأن هناك من يقف خلفنا ويشد أزرنا ويبث فينا السلام والأمان. فالقيادة هي خط دفاعنا الأول واعترافاً بما قدمته لنا نحن الآن أكثر أمناً واستقراراً. لقد تعلمنا من هذه الأزمة دروساً كثيرة ومنها أن إدارة الأزمات والكوارث هي فن ومهارة يتقنها فقط من تمرس بها. فقد أدركنا أهمية القيادة الحكيمة التي تمسك بدفة سفينتنا في مثل هذه الظروف الصعبة. فحكمة قيادة السفينة هي التي جعلتها تجتاز العاصفة وتصل إلى بر الأمان. فهي ليست فقط قيادة حكيمة بل ومتعاطفة أخذت بأيدينا جميعاً إلى الأمام بسلاسة وسلام وبإنسانية رائعة تخطت الحدود. من ناحيتها كانت القيادة مدركة أن أهم مسؤولياتها هي قيادة السفينة بتأنٍ وصبر. فأي خطوة غير محسوبة سوف تكون آثارها سلبية على الجميع. لقد أنتجت الأزمة الأخيرة آثاراً كبيرة متعددة الجوانب منها ما هو صحي واقتصادي أو اجتماعي وديمغرافي. وتهاوت اقتصاديات عالمية عدة وتأثرت قطاعات حيوية كثيرة. وبما أن العالم عبارة عن قرية صغيرة فقد أثرت تلك التداعيات على مجتمعات العالم جميعاً. بعض دول العالم تخلخلت من الداخل حيث كشفت الأزمة عيوباً جوهرية ومفصلية في هياكلها الإدارية أثرت على جوانب أخرى من الحياة العامة ومنها الجوانب الأمنية. فلم تنهر الأنظمة الصحية لتلك الدول فقط بل انهارت معها الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ففي بعض الدول نزلت القوات الأمنية إلى الشوارع لتفريق المظاهرات وتخويف الناس وإرجاعهم إلى بيوتهم. وعلى النقيض مما حدث في بعض البلدان كانت قواتنا الأمنية هي حصننا الأول الذي حافظ على الأمن وأسهم في تقديم المشورة والدعم النفسي واللوجيستي حين الحاجة. فقد أسهمت الجهود الشرطية في توعية الناس وفي تقديم الخدمات خاصة لكبار المواطنين وأصحاب الهمم. بالإضافة إلى ذلك فقد اتخذت الجهات الحكومية المسؤولة خطوات في غاية الأهمية في بث روح الأمن والاستقرار في نفوس المقيمين. فإدراكاً منها بتنوع مجتمع الإمارات الديمغرافي ووجود أعداد كبيرة من العالقين نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها معظم الدول والتي أدت إلى إغلاق الحدود والأجواء، فقد سارعت الجهات الأمنية بالتخفيف عمن تضرر وأعلنت عن مجموعة من الإجراءات التي أسهمت في التخفيف عن كل من تخلف في الخروج من الدولة من المخالفين والذين انتهت إقامتهم القانونية. هذا الأمر أسهم كثيراً في بث روح الطمأنينة والاستقرار في نفوس المقيمين. إن دولة الإمارات محظوظة بقيادة إنسانية شعر بها ليس فقط من يقيم على أرض دولتنا بل وشعر بها ملايين البشر حول العالم. فبينما كانت الجائحة تضرب دولة بعد أخرى مخلفة وراءها ملايين الضحايا، كانت قيادة الإمارات تصنع الفرق في الداخل والخارج. داخلياً كانت تشد أزر الناس وتبث بينهم الأمان وتتكفل بالأيتام الذين فقدوا معيلهم وتساعد الشباب الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في المستقبل، وخارجياً تساعد ملايين البشر في صورة مساعدات صحية وغذائية استفاد منها ليس فقط الطواقم الطبية ولكن ملايين من البشر حول العالم. إنها فعلاً قيادة تصنع الفرق. إن المستقبل سوف يحمل الكثير من المتغيرات ولكن شيئاً واحداً سوف يظل ثابتاً لا يتغير وهو إحساسنا بالفخر والامتنان تجاه من قادنا في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، إنها حقاً قيادة تصنع الفرق. * جامعة الإماراتطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :