طرابلس - وكالات: استنكر رئيسُ المجلس الأعلى للدولة الليبيّ خالد المشري، أمس تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول الأزمة الليبية، واعتبرها «مساسًا بالسيادة وتدخلًا سافرًا في شؤون ليبيا». ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» الخاصة، عن المشري قوله: «ما جاء في تصريحات السيسي غير مقبول، ومساس بالسيادة وتدخل سافر في شؤون ليبيا». كما استنكر الجيش الليبي تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال فيها إن «سرت والجفرة خط أحمر»، وعدها «إعلانًا واضحًا للحرب وتدخلًا سافرًا» في شؤون ليبيا. جاء ذلك في تصريح للعميد عبد الهادي دراه، الناطق باسم «غرفة عمليات سرت الجفرة» التابعة للجيش الليبي، نشرته الصفحة الرسمية للغرفة. وقال دراه «تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خطّ أحمر حسب وصفه هو تدخل سافر في شؤون بلادنا، ونعتبره إعلانًا واضحًا للحرب على ليبيا». وأضاف «قواتنا البطلة عازمة على تكملة المشوار وتحرير كامل المنطقة من ميليشيات الكرامة الإرهابية (ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر) ومرتزقتهم وداعميهم». وكان عبد الفتاح السيسي قد لوّح بقرب التدخل العسكري المصري المباشر في ليبيا، قائلًا إن «أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية. في الإطار ذاته، أعلنت حكومة الوفاق الوطني أنها لن تشارك في الاجتماع القادم للجامعة العربية المخصص لبحث النزاع الذي تخوضه منذ أكثر من عام ضد قوات اللواء الانقلابي خليفة حفتر. وذكرت وزارةُ الخارجية في حكومة الوفاق على صفحتها في موقع فيسبوك موقف ليبيا الرافضة لدعوة مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة عبر الدوائر المغلقة خلال الأسبوع القادم»، مشيرة إلى أنه لم يتم التشاور معها مسبقًا. وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت في وقت سابق عن عقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجية من أجل بحث تطوّرات الأوضاع في ليبيا. وتدعم مصر المتمرّد حفتر الذي منيت قواته بعدة انتكاسات في نزاعها مع حكومة الوفاق الوطني، المتمركزة في طرابلس، والتي تدعمها تركيا. وأكّد وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية يوسف بن علوي «أن الرفض الليبي نابع من عدم اتباع الإجراءات والقواعد المعمول بها في أي اجتماع حتى يحقق الغاية المرجوة منه». وأوضح «وعلى رأس ذلك التشاور مع ليبيا باعتبارها الدولة المعنية بالاجتماع وهو ما لم يحدث». وأضاف «كما أن الاجتماع المغلق عبر الفيديو لا يصلح لمناقشة ملفات شائكة تحتاج إلى مداولات ونقاشات معمقة». واعتبر أن «إهمال» هذه المعايير «يؤدّي إلى تعميق الهوة» بين الدول العربية و»إحداث الانقسام».
مشاركة :