الجزائر تلعب ورقتها الأخيرة باستقبال السراج بعد عقيلة | صابر بليدي | صحيفة العرب

  • 6/21/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - حل فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بالجزائر، في زيارة غير معلنة لبحث تطورات الأزمة الليبية، بعد استقبالها في وقت سابق رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، في وقت تقول فيه أوساط ليبية إن الجزائر تلعب ورقة التفاوض الأخيرة في ملف بات أقرب إلى الحسم العسكري منه إلى الحلول السياسية، وذلك بعد التصريحات القوية التي أطلقها السبت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتلويح بالتدخل المباشر لمواجهة التمدد التركي. ووصل السراج، السبت، إلى العاصمة الجزائرية في زيارة يرجح أن تبحث مبادرة سياسية أطلقتها الجزائر من أجل حلحلة الأزمة الليبية عبر استضافتها لحوار ليبي – ليبي على أراضيها. ووجد السراج في استقباله بمطار الجزائر الدولي، رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد ووزيري الخارجية والداخلية صبري بوقادوم وكمال بلجود، فضلا عن استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون. ويأتي المسعى الجزائري للجمع بين أطراف الصراع في ليبيا بالموازاة مع دعوة مصر لانعقاد دورة لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة. ويحذر مراقبون من أن تعدد المبادرات العربية يسهم في إضعافها ويفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية، وهو ما كان حذر منه الرئيس الجزائري في تصريح سابق حين لفت إلى “تداخل المبادرات السياسية مما ساهم في تعطيل حل الأزمة الليبية”. وعبر حينها في تصريح لوسائل إعلام محلية بأن “أطراف الصراع في طرابلس كانت على وشك التوقيع على اتفاق سلام في الجزائر، وأن رئيس حكومة الوفاق (السراج) وقائد الجيش (حفتر) لم يعترضا على المبادرة الجزائرية، لولا تدخل أطراف أخرى أجهضت المسعى الجزائري، ومع ذلك تبقى الجزائر على استعداد لاحتضان حوار سياسي بين جميع الأطراف”. وذكرت وسائل إعلام حكومية جزائرية بأن “زيارة السراج للجزائر تدوم يوما واحدا، وتندرج في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية”. وكان المسؤولون الأتراك والروس قد تبادلوا اتصالات دبلوماسية مؤخرا لبحث الأزمة الليبية، ولا يستبعد أن يكون المسعى الجزائري الجديد تجسيدا لبوادر “صفقة سياسية” نسجت خيوطها بين أنقرة وموسكو ويراد للجزائر أن تكون منفّذا لها. وعبرت الجزائر في أكثر من مناسبة، على لسان أكثر من مسؤول، عن إدراج جهودها في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة الليبية، واعتبرت أن مبادرتها لا تكون إلا تتويجا لمسار المجموعة الدولية وبموافقة جميع الأطراف الفاعلة في المشهد المحلي، وأنها عازمة على التزام الحياد بينها والوقوف على مسافة واحدة بين جميع الأطراف. الجزائر لديها أيضا مخاوفها الأمنية من الجار الليبي الجزائر لديها أيضا مخاوفها الأمنية من الجار الليبي وسبق للسراج أن زار الجزائر في العديد من المرات، لكن الزيارات لم تسفر آنذاك عن أيّ تقدم في الملف بسبب انزعاج الجزائر من طلائع الجيش التركي والميليشيات المسلحة المستقدمة بدعوى الدفاع عن العاصمة طرابلس. وفتحت الدبلوماسية الجزائرية قنوات الاتصال مع العديد مع العواصم الدولية والإقليمية، خاصة لدى الجوار، من أجل الحصول على دعم لجهودها الرامية إلى تحقيق توافق دولي وإقليمي على مخرجات أيّ حوار ينطلق بين أطراف الصراع في ليبيا، وتعبئة جميع المبادرات في مسار واحد يستهدف إنقاذ البلاد من أتون حرب مدمرة. وترى الجزائر، التي تتقاسم نحو ألف كلم من الحدود البرية مع ليبيا، أن أيّ انزلاق أمني أو عسكري سيفتح البلاد والمنطقة عموما على سيناريوهات مدمرة، خاصة مع وجود أكثر من محرك في المشهد، لاسيما الجماعات الجهادية التي تستفيد كثيرا من الانفلات الأمني بالمنطقة. ودعا تبون في هذا الشأن جميع الأطراف إلى “التوقف عن الاقتتال وسفك الدماء لأنهم في النهاية سيعودون إلى المفاوضات، فلماذا لا يختصرون الوقت ويبدأون بالحوار لأن الدم الذي يسيل هو دم ليبي وليس دم الأطراف التي تخوض الحرب بالوكالة”. ولفت إلى أن “ما حدث في سوريا يجري الآن في ليبيا، ونفس الأطراف تتصارع مجددا، وفي حال تفاقم الأزمة فلا أستبعد أن تتحول ليبيا إلى صومال جديدة”. وشدد على أن “هناك من يريد جرنا إلى الصراع في هذا البلد، لكن أؤكد أنه لا توجد لدينا أطماع توسعية ولا اقتصادية.. نحن نتألم لما يجري في هذا البلد الشقيق، المجموعة الدولية تعترف أن الجزائر قادرة على إنهاء هذا الصراع، وكل الأطراف الليبية، من قبائل ومسؤولين، تثق في الجزائر”.

مشاركة :