برلين – يعاني بعض الأشخاص من رائحة سيئة غير مبررة تلازمهم طوال الوقت، وقد تتسبب للكثيرين منهم في الحرج، وينطبق هذا على بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة رائحة السمك. وقد يتأثر بعض الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة بالاكتئاب أو الرغبة في الانعزال التام عن الآخرين أو البيئة المحيطة بسبب هذه الرائحة السيئة. وأكد المركز الاتحادي للتوعية الصحية أن بعض الأشخاص يعانون من انبعاث رائحة كريهة من جسمهم تشبه رائحة السمك الفاسد. وأشار المعهد إلى أن هذه الحالة الصحية تعرف باسم متلازمة رائحة السمك، وهي خلل أيضي وراثي نادر الحدوث. وهي أيضا اضطراب نادر يؤدي إلى عجز الجسم عن استقلاب مركب ثلاثي ميثيل أمين المادة الكيميائية ذات الرائحة الكريهة التي تشبة رائحة السمك أو البيض المتعفن أو النفايات. وتتراكم هذه المادة في الجسم نتيجة الخلل الجيني ثم يتم إفرازها عن طريق البول أو الزفير. وأكد الخبراء أن هذه المتلازمة تصيب النساء أكثر من الرجال دون أسباب معلومة حتى الآن، مفسرين ذلك بأن هرمونات النساء مثل الأستروجين تسبب تفاقم هذه الروائح، وتختلف درجة الرائحة نتيجة التأثر بعدة عوامل، ومنها احتواء النظام الغذائي على المواد التي تزيد من المركبات النيتروجينية المسببة لهذه المشكلة، كما أن معدل الهرمونات في الجسم له دخل في شدة وضعف هذه الرائحة. وأوضح المركز أن هذا الخلل يحدث نتيجة لنقص في إنتاج إنزيم “أحادي الأوكسجينيز 3 الحاوي للفلافين”، ويعمل هذا الإنزيم على تحليل مادة “ثلاثي ميثيل أمين”، التي تنتج من عملية هضم بعض الأغذية، إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين، وبالتالي فإن نقص الأنزيم يعمل على تراكم “ثلاثي ميثيل أمين” في الجسم وإفرازه في العرق والبول وهواء الزفير مضفيا عليها رائحة تشبه رائحة السمك الفاسد. متلازمة نادرة متلازمة نادرة ويعد قياس نسبة الثلاثي ميثيل أمين إلى نسبة أكسيد الثلاثي ميثيل أمين في البول الاختبار النموذجي لتشخيص المرض؛ فزيادة النسبة تعني زيادة حدة المرض والعكس صحيح. ولا يوجد علاج محدد لهذا المرض في الوقت الحالي، ولكن يمكن تخفيف حدة الرائحة من خلال تجنب تناول البيض والأسماك وبعض أنواع اللحوم والأغذية المحتوية على الكولين والكارنتين والنيتروجين والكبريت مثل أحشاء الحيوان والبقوليات والكرنبيات ومنتجات الصويا. وينصح الخبراء أيضا بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مركب ثلاثي ميثيل أمين. وعدم شرب الحليب الذي يكون مصدره الأبقار التي تتغذى على القمح، وذلك لاحتوائه على مركب ثلاثي ميثيل أمين بشكل كبير. وفي المقابل ينصحون بتناول المضادات الحيوية التي تعمل على تقليل كمية الجراثيم المعوية، ولكن بجرعات منخفضة. وبتناول الملينات أو المسهلات بعد فترة من تناول الطعام الذي يحتوي على مركب ميثيل أمين، وذلك للمساعدة على طرح هذا المركب في البراز. كما ينبغي استخدام مستحضرات العناية وتنظيف الجسم قليلة الحامضية ذات أس هيدروجيني يقع بين 5.5 و6.5.
مشاركة :