هل يمكن التعايش مع جائحة كورونا؟

  • 6/21/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الحقيقة لا أعرف الإجابة عن هذا السؤال، وكذلك لا أعرف إن كان لا بد من التعايش مع فيروس كورونا، وحتى الآن لم يتمكن أحد من العلماء والأطباء الإجابة عن هذا التساؤل وبقية الأسئلة المعلقة المرتبطة بفيروس كوفيد-19 فكل الأمور معلقة وكل الموضوعات غامضة، إذن ما الحلول المطروحة؟ لذلك أطرح هذا الموضوع للنقاش لمن لديه رأي، وأرجو أن أكون واضحًا فإننا هنا نتحدث عن آراء علمية موضوعية ولا نريد فتاوى أو آراء شخصية لا تمت للحقيقة أو للواقع بصلة، فالمرحلة القادمة من حياتنا وحياة أولادنا لا شك أنها ستأخذ منحى آخر غير الحياة التي تعودنا عليها في الماضي، فهل سنستمر نلبس الكمامات إلى الأبد؟ هل ستكون المطهرات جزءا مهمًّا من السلع المنزلية التي سنشتريها باستمرار؟ هل سنلغي الاجتماعات والتجمعات الأسرية؟ وماذا عن عيد الأضحى؟ والمساجد؟ وبقية أنماط الحياة التي كنا نعيشها؟سوف أحاول أن أطرح الموضوع من خلال 10 مرافق حياتية التي أعتقد أنها مهمة نوعًا ما، هذا لا يعني أن الأمور الأخرى غير مهمة، ولكن يصعب هنا طرح كل مرافق الظروف الحياتية، ونحن هنا سنطرح بعض الحلول التعايشية مع كورونا وإن كان هذا لا يعني -مرة أخرى- أنها نهاية الكلام ولكن لنعتبرها بداية لفتح باب الحوار حول كيفية التعايش مع جائحة كورونا للمرحلة القادمة.أولا: الاجتماعات والتجمعات الأسريةنحن من أشد المشجعين على التجمعات الأسرية الأسبوعية، بل وندعو إلى تنمية هذه العادة الاجتماعية وتشجيعها بين الأبناء والأحفاد على الأقل مرة في الأسبوع، ولا نحب أن نفرط فيها أيًّا ما كانت الظروف إلا في ظروف هذه الجائحة التي تحيط بنا، وإلى أن يجد العالم لقاحًا لهذا الفيروس فإنه يفضل:1- أن يكون اللقاء في البيت العود كما نقول، أي في بيت الجد والجدة، أو الأب والأم، أو أي بيت يتم الاتفاق عليه وإن كان هذا الأمر صعبًا نوعًا ما، لذلك فإنه يفضل أن يقتصر الكلام على بيت الأب والأم.2- في ذلك البيت (البيت العود) لا يتم لقاء بين أكثر من عائلة نواة واحدة، بمعنى يوم الجمعة -مثلاً- أنا وأسرتي الصغيرة، ويوم الأحد أخي وأسرته الصغيرة، ويوم الاثنين أختي وأسرتها الصغيرة، وهكذا، وهذا يعني أنه لا يفضل أن تجتمع الأسرة كلها على صعيد واحد، إلا أنه لا مانع من أن تجتمع أسرتان صغيرتان مرة واحدة في حالة أن يكون المنزل كبيرا أو الصالة كبيرة بحيث يمكن ترك مسافة بمقدار مترين بين كل شخص وآخر.3- فور الوصول إلى المنزل (البيت العود) يفضل غسل الأيدي وتعقيمها، وترك الأحذية في الخارج، وتعقيم الأكياس وما نحمل من الخارج، وبعد ذلك يمكن أن نتبادل التحية، إلا أنه يحظر تبادل القبلات والأحضان.4- الحرص على ترك مسافة آمنة -مترين- بين كل فرد وآخر.5- في حالة وجود شخص مشتبه فيه فإنه يجب ألا يحضر هذه التجمعات أبدًا.6- يجب عدم تناول الطعام في أدوات طعام مشتركة، ويفضل استخدام أدوات أحادية الاستعمال أو ملعقة اغتراف مركزية في كل وعاء.7- بعد الانتهاء من الزيارة يجب غسل الأيدي مرة أخرى وتعقيمها قبل الخروج من المنزل وفور دخول منازلنا الشخصية، وكذلك فإنه يفضل تهوية المنزل (البيت العود) بقدر الإمكان بعد مغادرة الجميع.عمومًا، مازلنا نفضل التخفيف من هذه التجمعات الأسرية، على الأقل في هذه المرحلة، وعدم ترك الحبل على الغارب كما يقال، فالسلامة لا تخصني وحدي أو تخصك وحدك، وإنما تشمل كذلك والدي وجدي وجدتي، وكذلك أطفالي وأطفالك، فالسلامة قضية كبيرة والجائحة لم تنته حتى الآن. ثانيًا: العمل عندما نتحدث عن العمل فإننا نتحدث عن رافد اقتصادي مهم، يهمني أنا كفرد وأسرة ورب عمل وجميع الناس، لذلك فإن على المؤسسات المهنية -أيًّا كانت سواء وزارات الدولة، شركات، مصانع وغيرها- وخاصة التي تتعامل مع العملاء أن تعيد هندسة عملياتها بحيث على الأقل أن تستخدم التقنيات والحاسوب في تحديد المواعيد وبعض الأمور الأخرى حتى تقلل من مراجعة العملاء لموقع العمل، على أن تكون الأمور منظمة حتى لا يتوه العميل ولا يعرف ماذا يفعل كما حدث مع بداية الجائحة، وبعد ذلك يجب أن يتم: 1- تنظيف وتطهير المكاتب على مدار 24 ساعة ويفضل أن يعين شخص محدد كمشرف للإشراف على هذا العمل اليومي. 2- الحد من التزاحم، سواء من العاملين أو العملاء، بحيث ألا يزيد عدد الموجودين في الغرفة الواحدة أو في القاعات الأمامية عن العدد الآمن، أو الحفاظ على مسافة مترين بين العاملين أو وضع فواصل لمنع انتقال الرذاذ بين الموجودين في القاعة. 3- يتم منع دخول أي شخص إلى المؤسسة إلا بتنظيم معين وعدد معين، ويجب أن يرتدي الكمامة. كما يجب التقييم الصحي للمراجع عند نقطة الدخول.4- يجب الحرص على تنظيف وتطهير الأماكن المشتركة بين العاملين والمكاتب، والحرص على تطهير الحمامات بعد كل استخدام، والتأكد من تطهير مداخل أماكن العمل وأماكن الزوار بشكل مستمر.5- ويجب غلق أماكن التجمع والترفيه كالمطابخ وأماكن تناول القهوة والاستراحات تمامًا داخل أماكن العمل.6- تزويد الموظفين والعملاء بمطهرات الأيدي ومناديل ورقية وأوعية قمامة.7- مسح فتحات التهوية ومكيفات الهواء، وإذا كانت مكيفات نافذة فإنه يجب أن يلتزم الشخص القائم بتنظيف الفلتر بارتداء قناع عالي الكفاءة وعدم رج الفلتر لتلافي تدافع الغبار، وضرورة إجراء ذلك على الأرض وبعيدًا عن بيئة العمل والعملاء. 8- عدم السماح للموظفين الذين تظهر عليهم الأعراض بالذهاب للعمل.9- ضرورة توفير المستلزمات الوقائية اللازمة للعاملين داخل المؤسسات، مثل المطهرات والكمامات والمناديل الورقية وأوعية قمامة.10- ويجب استخدام الأكواب الورقية الأحادية الاستخدام، أو الأكواب والأدوات الخاصة فقط. ثالثًا: المؤسسات التعليميةنحن نتحدث هنا عن جميع المراحل التعليمية من دور الحضانة حتى المرحلة الجامعية، فنحن أمام رضع وأطفال وشباب ومراهقين ورجال ونساء وغيرهم، وهذه فئة كبيرة من المواطنين وقطاع كبير يحتاج منا إلى رعاية واهتمام خاص حتى نبعدهم عن هذا الفيروس وهذه الجائحة، لذلك فإننا وخلال المراحل القادمة يجب علينا أن ننشط منصة التعلم الإلكتروني ونعلم التلاميذ والطلاب كيفية استخدام هذه المنصة، وكذلك يجب أن ننمي مهارات المعلمين والمعلمات لكيفية استخدام هذه المنظومة التعليمية فخلال هذه الفترة وجدنا العجب، ولا نريد أن نتحدث في هذا الموضوع الآن، عمومًا في حالة عودة الطلاب إلى المدارس فإنه يفضل أن: 1- يُقلل عدد الطلبة في الفصل الدراسي، وأن تكون المسافة بين كل طالب وآخر حوالي مترين، هل يمكن تطبيق ذلك؟ لا أعلم، وإنما يمكن إعادة التفكير في عدد الطلبة في الفصول الدراسية بطريقة أو بأخرى.2- يُقلل الاحتكاك بين الطلبة، وخاصة في حصص الرياضة وهذا يعني أنه يجب التخفيف والتقليل من الأنشطة الجماعية، ولكن هذا ربما ينافي العمل في المختبرات وفي التخصصات العلمية لذلك فإنه يمكن تشجيع الطلبة على لبس الكمامات وما شابه ذلك أثناء حصص المختبر والأنشطة العلمية.3- يجب المحافظة على نظافة وتطهير الحمامات، الساحات الداخلية والخارجية، وجميع المرافق التي تحتاج إلى تنظيف وتطهير.4- بالإضافة إلى تنظيف المكيفات وفتحات التهوية، ومناطق شرب الماء وإن كنا نفضل أن تقفل مثل هذه المناطق فلا نريد مناطق للتجمعات أيًّا كانت. 5- يجب التركيز وتعليم الطلبة كيف يكون التنظيف والتعقيم الشخصي بالطريقة العملية، أو كجزء من المنهج الدراسي، أو بالأحرى كجزء من الحياة وذلك من أجل نشر الوعي.6- وقف بيع المواد الغذائية في المدرسة أو المطاعم الموجودة في الجامعات، أو على أقل تقدير إلغاء مناطق التجمعات التي يتم تناول الطعام فيها.7- عزل ومعالجة أي حالة مشتبه فيها، بأي طريقة كانت، بالإضافة إلى تكثيف الاتصال بأولياء الأمور وخاصة في هذه المرحلة وذلك من أجل تخفيف الأعباء الواقعة على المدارس بصورة خاصة.وإن كنا نفضل أن تكون نمطية التعليم خلال هذه المرحلة عبر منصة التعلم الإلكتروني وخاصة المواد النظرية على الأقل، إلا أن هذا لا يمنع من عودة الطلبة إلى المدارس والجامعات، ولكن مع أخذ الاحتياطات والاحترازات العديدة السابقة أو أي احتياطات يمكن أن تطرح مستقبلاً.رابعًا: المساجد ودور العبادةمن أكثر المناطق التي يتجمع فيها البشر هي المساجد ودور العبادة، ولكن هذه المناطق أيضًا ستعود لفتح أبوابها في المراحل القادمة وفي مرحلة التعايش مع الفيروس، فإذن نحتاج إلى اتخاذ العديد من الاحترازات، ربما منها:1- أن تقتصر المساجد ودور العبادة خلال الفترات القادمة على الفئة التي نعتقد أنها ذات قدرة جسدية على مقاومة الفيروس، أما الفئات التالية فإنه لا يفضل أن تؤم المساجد خلال المرحلة القادمة، وهي: أ- المسنون.ب- المصابون بأمراض مزمنة صعبة من جميع الأعمار.ت- المصابون بأمراض دائمة للمسالك التنفسية بما في ذلك الربو.ث- المصابون بأمراض في جهاز المناعة الذاتي.ج- المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية.ح- المصابون بالسكري.خ- المصابون بأمراض وحالات تؤثر على جهاز المناعة.د- المصابون بأمراض خبيثة.2- الوضوء يفضل أن يكون في المنزل، ليأتي المصلي جاهزًا ومباشرة إلى الصلاة.3- تقلص الفترة ما بين الأذان والإقامة بحيث لا تتجاوز 10 دقائق فقط.4- وتقليص فترة الصلاة والإقامة تنطبق كذلك على خطبتي وصلاة الجمعة.5- التباعد بين المصلين، والاحتفاظ على المسافة الآمنة فيما بينهم بحيث لا تقل المسافة عن مترين بين مصلٍّ وآخر.6- تمنع التجمعات في المساجد ودور العبادة، فلا شرب للشاي والجلوس والكلام، بمعنى أن تغلق المساجد ودور العبادة بعد الصلاة بمدة لا تزيد على 10 دقائق وذلك حتى ينتهي المصلون من صلوات السنة البعدية.7- لا أعرف إن كان من المقبول الصلاة بالكمامة أم لا، وهذه تحتاج إلى فتوى لذلك فإننا نعتقد أنه من المهم أن نعرف، فإن كان من الممكن ذلك فإنه من الأفضل أن تتم الصلاة بالكمامات، وإن كان الأمر غير مقبول فإنه على الأقل تنزع الكمامة أثناء فترة الصلاة نفسها ويتم إعادتها بعد الصلاة مباشرة.8- تزود المساجد بالمطهرات عند الباب، وذلك من أجل أن يقوم كل مصلّ بالتطهير والتعقيم قبل دخول المسجد وبعد الخروج.9- يفضل أن يأتي كل مصلّ بالسجادة الخاصة به، وهذا لا يمنع من أن يتم تنظيف سجاد المساجد وتعقيمه قبيل كل صلاة وبعد كل صلاة، أو بعد كل صلاة فإنه أمر يكفي.ما ذكرناه هنا هو بعض الأمور التي تخص أربعة مرافق فقط، ونحن قلنا في البداية إنه يمكننا أن نتحدث عن 10 مرافق، مثل: وسائل النقل وخاصة المشتركة مثل الباصات والقطارات، الطائرات والسفر، المستشفيات والمراكز الصحية، الجمعيات والأندية الرياضية والصالات الرياضية، وكذلك سكن العمالة الوافدة، كل هذه المرافق وغيرها تحتاج منا ومن الجهات التنفيذية إلى أن تعيد التفكير فيها، فكيف يمكن أن تعود كل هذه المرافق للتعايش مع كوفيد-19 خلال المراحل القادمة؟هذا موضوع كبير، لذلك نفتح هذا الملف للمناقشة ونطرحه على الجهات التنفيذية في البلاد، فنحن مقبلون على مرحلة التعايش مع الفيروس، شئنا ذلك أم أبينا، لذلك فإن الناس تتساءل كيف يمكن أن نتعايش مع مخلوق لا نراه ولا نعرف كنهه وماهيته؟ ليس ذلك فحسب وإنما لا يوجد تكافؤ في التعامل مع كوفيد-19 فهذا المخلوق أثبت أنه الأقوى والأشرس، فكيف نتعايش معه؟  Zkhunji@hotmail.com

مشاركة :