الخارجية المصرية تكثف الجهود الدبلوماسية للتصدي لـ{الإرهاب}

  • 7/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقد السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية، أمس، اجتماعا موسعا مع سفراء ورؤساء البعثات الأوروبية في القاهرة، بحضور 40 سفيرا أوروبيا، وذلك بهدف استعراض التطورات الداخلية التي تشهدها مصر، لا سيما الأحداث الإرهابية التي وقعت مؤخرا تزامنا مع الذكرى الثانية لثورة «30 يونيو» (حزيران). ويأتي هذا الاجتماع في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة والمستمرة تجاه المجتمع الدولي للتحذير من مخاطر ظاهرة الإرهاب والتشديد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتصدي لهذه الآفة واقتلاعها من جذورها. وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حدادا على ضحايا الإرهاب في مصر، تبعته كلمة للسفير سيف النصر أوضح فيها أن مصر شعبا وحكومة تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، مشددا على اصطفاف الشعب المصري بقوة خلف قيادته والقوات المسلحة والشرطة في الحرب ضد الإرهاب. كما أبرز أن العمليات الإرهابية والمحاولات البائسة للتنظيمات والجماعات الإرهابية لنشر حالة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد لن تنال من عزيمة وإصرار الشعب المصري في بناء دولته الديمقراطية تأسيسا على مكتسبات ثورتي «25 يناير» (كانون الثاني)، و«30 يونيو»، والمضي قدما نحو الانتهاء من خريطة المستقبل السياسي والاقتصادي. وقال السفير سيف النصر إن «تزامن العمليات الإرهابية الأخيرة في شمال سيناء مع الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو والبيانات الصادرة عن الجماعة الإرهابية تعقيبا على عملية الاغتيال السياسي للنائب العام المستشار هشام بركات، يؤكد أن الشعب المصري كان محقا في انتفاضته وثورته الشعبية ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية وآيديولوجياتها التي لا تعرف سوى أعمال العنف والقتل والتخريب». وأضاف أن الفاشية الدينية والآيديولوجية المسمومة تعد أساس الموجات الإرهابية التي تواجه مصر والمجتمع الدولي، وصلب الفكر المتطرف الذي يتخذ من العنف والقتل والترويع والإرهاب منهجًا له، موضحا أن الممارسات والمنهجية الفكرية لجماعة الإخوان تعد المرجعية الفلسفية لكل التنظيمات الإرهابية القائمة على القتل والترويع. وأشار السفير سيف النصر إلى أن العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر وتونس والكويت وفرنسا ونيجيريا تؤكد صحة ما سبق لمصر أن حذرت منه بالنسبة لعالمية ظاهرة الإرهاب، وأن كل الدول ليست بمنأى أو بمعزل عنها، مبرزا أن هذه الحوادث الإرهابية تدفع إلى الذهاب بما لا يدع مجالا للشك نحو أن هناك تنسيقا عملياتيا بين كل التنظيمات الإرهابية، وأن محركها هو آيديولوجية التطرف لجماعة الإخوان الإرهابية، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفاعلة والصارمة للتصدي لتلك التنظيمات على حد سواء والقضاء على الإرهاب أينما وجد. وتابع أن «مصر تقوم في هذا الإطار بدورها في الحرب على الإرهاب»، لافتا إلى «أننا نتطلع إلى التضامن معنا في هذا الخصوص». وأشار السفير سيف النصر إلى أنه في الوقت الذي تقدر فيه مصر الإدانة الواضحة من كثير من الدول الأوروبية للأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا، إلا أنه طالب بضرورة حسم الدول أمورها وعدم التردد أو التهاون في التعامل مع الإرهاب الذي طال أوروبا وكل أنحاء المعمورة، مبرزا ملف المقاتلين الأجانب ونجاح التنظيمات الإرهابية في تجنيد شباب أوروبا. وأكد على حتمية تعزيز التعاون بين جميع الشركاء في الحرب على الإرهاب من خلال تبادل المعلومات واتخاذ الإجراءات الفاعلة لتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية والعمل معا على نشر الفكر المعتدل الوسطى والاستفادة من علم الأزهر الشريف في هذا الخصوص. وقد عكس الاجتماع رفضا وإدانة واضحة للأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر مؤخرا، من قبل المشاركين، وحرصا على دعم مصر في حربها على الإرهاب، وضرورة التعامل بجدية مع مخاطر الإرهاب التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وعلى صعيد ذي صلة، التقى السفير عبد الرحمن صلاح، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، صباح أمس، بوفد من حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني برئاسة عارف الزوكا، أمين عام الحزب، وعضوية كل من أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني الأسبق وياسر العواضي الأمين العام المساعد، حيث أعرب الوفد عن خالص تعازي الحزب لمصر جراء الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مؤخرًا، مؤكدًا حرص الحزب على علاقاته مع مصر واعتزازه بمواقفها العربية والقومية. وتم استعراض تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، والتأكيد على الموقف المصري الثابت المساند لليمن ووحدة واستقرار وسلامة أراضيه وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية بين مختلف المكونات اليمنية بما يحقن الدماء ويضمن استمرار العملية الانتقالية وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم «2216». كما تناول الاجتماع التسهيلات التي تقدمها مصر في منح تأشيرات الدخول لليمنيين الوافدين والمقيمين على أراضيها، وطلب الوفد اليمني من الحكومة المصرية التوسع في تلك التسهيلات، وأبدى تقديره لكل ما تقدمه مصر لمساعدة الشعب اليمني خلال الأزمة الراهنة، بما يتسق مع العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط الشعبين الشقيقين.

مشاركة :