هل يلجم “الإنذار” المصري أطماع أردوغان في ليبيا؟

  • 6/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثار تحديد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منطقتي سرت والجفرة الليبيتين ”خطا أحمر“ أمام حكومة الوفاق الليبية، المدعومة من تركيا، تساؤلات حول مستقبل العمليات العسكرية، في الدولة التي تمزقها الحرب منذ سنوات، وما إذا كانت أنقرة ستمضي في مشروعها، الذي غير موازين القوة في غرب ليبيا. وقال الرئيس السيسي السبت، إن أي تدخل لبلاده في ليبيا ”بات شرعيا، لحماية وتأمين الحدود الغربية المصرية من تهديدات المرتزقة وحقن دماء الشعب الليبي“، والأمر الذي ترفضه تركيا وحلفاؤها الليبيون، ممثلون بحكومة الوفاق. وتعليقا على التصريحات المصرية قال مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، إن تركيا أدركت بعد تدخلها في ليبيا وسيطرتها على العاصمة طرابلس، أنها ”خرجت خالية الوفاض“، لأن النفط لا يزال بعيدا عنها، لذا تسعى من خلال حكومة الوفاق إلى مد سيطرتها على مناطق الهلال النفطي في شرق ليبيا. واعتبر المحجوب في تصريحات لـ ”إرم نيوز“، أن ”الإنذار الذي وجهه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن سرت والجفرة خط أحمر، كان حاسما، وينطلق من حقيقة أن أمن ليبيا من أمن مصر، الأمر الذي ألجم الأطماع التركية في نفط ليبيا“. وأكد المحجوب على أن الجيش الوطني الليبي قادر على الدفاع عن مناطق سيطرته، مشيرا إلى أن ”مصر هي الشريك الحقيقي لضمان أمن ليبيا“. وأشار المحجوب إلى أن الجيش الوطني الليبي، ”استطاع رغم ظروفه الصعبة أن ينهض من جديد، ويبني وحداته العسكرية التي حررت غالبية ليبيا، غير أن دخول العدوان التركي على الخط، بقدراته العسكرية، يحتاج إلى توازن استراتيجي، وهو ما يمثله الجيش المصري“. وقوبلت تصريحات السيسي، بترحيب واسع في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، يوم الأحد، عبر بيان له نشر بموقع مجلس النواب الليبي، إن ”كلمة السيسي جاءت استجابة لطلبه أمام البرلمان المصري بضرورة تدخل الجيش المصري لمساعدة الجيش الليبي في وقف اعتداءات المليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من تركيا“. وأضاف أن ”مواقف مصر كانت ولا تزال تدفع باتجاه الحل السياسي وتحقيق التوافق بين الليبيين، وتعاطت مع كافة الأطراف دون تحيز، في سبيل الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية“. وبحسب البيان فإن ”مصر شاركت بفاعلية في كل المؤتمرات واللقاءات في العواصم الدولية وخاصة في مؤتمر برلين والذي توجت مخرجاته باتفاق القاهرة المتضمن وقفا لإطلاق النار وتفعيل المسار السياسي ودعوة الليبيين للجلوس والتفاوض لحل الأزمة“. من جانبه، قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، أحميد حومه، إن تصريحات السيسي جاءت ”متناغمة مع إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية. وأضاف حومة أن مصر ”تهدف لوقف الاقتتال بين الأشقاء الليبيين، والحفاظ على الأمن القومي العربي، خاصة مع تدخل تركيا في الشأن الليبي“. بدوره اعتبر المحلل العسكري العميد متقاعد عبد المجيد الكاسح، أن ”ورقة الحرب صارت قوية لدى قيادة الجيش الليبي بعد أن عززت قواتها الجوية بطائرات حديثة“ مشيرا إلى أن الدعم المصري ”سوف يضيف قوة جديدة إلى هذه العوامل“. أما المحلل السياسي مصباح الهمالي، فاعتبر أن ”الوضع الحالي وخط الجفرة سرت شبيه بالوضع الأصلي الذي قامت عليه الدولة الليبية مع اختلافات طفيفة الآن، وبالتالي فإن من يسيطر على هذه النقطة أي إقليم برقة شرق ليبيا، سوف يمتلك ورقتي السلم والحرب، تساندها ورقة النفط، وإذا وضعا على طاولة التفاوض الشامل سيكون الطرف الآخر أضعف بكثير“. وأشار الهمالي في تصريح لـ ”إرم نيوز“، إلى أن ”السعي لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك مع مصر، لمواجهة التواجد التركي لوجستيا، وعناصر المرتزقة التركمان من سوريا ومن تركيا على الأرض، سيكون أمرا فاعلا لتقوية جانب الجيش الليبي وإقليم برقة في مواجهة الحشد التركي ومرتزقته“. بدوره اعتبر الناشط الاعلامي خالد بن طاهر، أن سياسة ”حافة الهاوية التى بدأت تتشكل في ليبيا، تقترب أكثر مما يمكننا أن نسميه من مفهوم الحرب الإقليمية“. وقال بن طاهر في تصريح لـ ”إرم نيوز“ إن ”هذا الأمر سيوقف الحرب أكثر مما قد يظن الكثيرون، بدل أن يظل الليبيون يحاولون استجداء السلام من شخصيات واهنة سياسيا، كشخصيات حكومة الوفاق“. وأضاف بن طاهر: ”التقسيم في ليبيا أصبح أمرا قريبا، خصوصا بعد أن أصبحت وحدة ليبيا غير مهمة بالنسبة للمتنفذين في الغرب، وإذا ما تم تركهم على هذه الحال، فسوف يتحول شطر ليبيا الغربي إلى ميدان للصراع الأيديولوجي التكفيري بدعم من تركيا وقطر، ما سيعمل على زعزعة المحيط الإقليمي لسنوات طويلة“.

مشاركة :