اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو الأكثر تداولا اليوم بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وليبيا بالأساس وفي دول أخرى. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الصورة من مشاركة السيسي في مؤتمر برلين بشأن ليبيا في يناير 2019 يرتبط تداول اسم السيسي اليوم بليبيا والوضع الأمني فيها بعد الكلمة التي ألقاها أمس والتي قال فيها إن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية" وبنى ذلك على حق الدفاع عن النفس الذي تضمنته مواثيق الأمم المتحدة. وقبل الوصول إلى هذا التصريح قال السيسي إن ما وصفه بسيطرة "القوى الخارجية الداعمة بقوة للميليشيات والمرتزقة" لم تسمح بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار في ليبيا وقال إنها دفعت "لانتهاك سيادة ليبيا" وتوجيه "رسائل عدائية لدول الجوار" وقال السيسي إن قيادات هذه القوى الخارجية أمرت ما يصفها بالميليشيات والمرتزقة بالاستعداد "للاعتداء المباشر على مقدرات الشعب الليبي" والتقدم شرقا في ليبيا "لتهديد حدود مصر الغربية ومصالحها بشرق المتوسط". ووجه السيسي، من المنطقة العسكرية الغربية، إلى الضباط والجنود والقبائل رسالة بلهجة المستعد للحرب في ما وصفها باللحظة الفارقة، عدد فيها أهداف التدخل المباشر لمصر في ليبيا. على الجانب الليبي لقيت تصريحات السيسي ترحيبا من برلمان طبرق في الشرق برئاسة عقيلة صالح والداعم لخليفة حفتر: بينما اعتبرته حكومة الوفاق في طرابلس "إعلانا للحرب" وقال عضو مجلسها الرئاسي "محمد عماري زايد" إن المجلس "يرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي ويعتبره استمرارا في الحرب على الشعب الليبي". وعلى تويتر بدأت صفحة منسوبة للمتحدث باسم الجيش الليبي محمد قنونو وأخرى للمركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التي أطلقتها القوات المسلحة التابعة لحكومة طرابلس في مواجهة قوات حفتر قبل أشهر، وصفحاتُ داعمين بنشر وسم "#ليبيا_أكبر_من_السيسي".السيسي وأردوغان وارتبط اسم السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. إذ أن كثيرا من المغردين تداولوا تصريحات الرئيس المصري على أنها رسالة مباشرة لنظيره التركي الذي يدعم حكومة الوفاق الليبية في طرابلس عسكريا. بينما تُتهم الدولة المصرية بالوقوف وراء قائد قوات شرق ليبيا أو ما يعرف "الجيش الوطني الليبي"، والذي شن هجوما دام أشهرا على العاصمة طرابلس، خليفة حفتر. النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري ترجم خطاب السيسي على أنه "رسالة تحذير مباشرة لأردوغان" كما يقول في سلسلة تغريدات: مواقف دولية رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي زاد تصريح السيسي مواقف بعض الأطراف الدولية والمحلية وضوحا وأصبح الخط الفاصل بين المعسكرات المؤيدة لهذا أو ذاك أكثر استقامة. الحديث الآن بات واضحا وضاق مجال التأويلات. وأكدت الدول المعلنُ دعمها لمصر موقفها مجددا. أعلنت وزارة الخارجية السعودية، دعم المملكة الكامل لما قالت إنه "حق مصر في حماية حدودها الغربية من الإرهاب" وألحقت التصريح الوارد على صفحتها على تويتر ببيان سابق أيدت فيه إعلان القاهرة بشأن ليبيا، في السادس من هذا الشهر. أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش فقد أشاد بما وصفه بـ"الدعم العربي الكبير لكلمة السيسي": على الجانب الآخر نشر ياسين أقطاي، مستشار رجب طيب أردوغان كرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، سلسلة من التغريدات على صفحته الرسمية على تويتر يتهم فيها الرئيس المصري بالتحجج لغزو ليبيا: عاصفة التكهنات والتحليلات ما لم يعلن السيسي بوصفه قائدا للقوات المسلحة المصرية ساعة الصفر لانطلاق عملية عسكرية مصرية في ليبيا فإن باب التكهنات والتحليل لتصريح السيسي وردود الفعل الرسمية عليه سيبقى مفتوحا. "نظريات" كثيرة تحاول تحليل تصريح الرئيس المصري في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعضها تساؤلات مجردة لمحاولة فهم ما يحدث وبعضها مستند على اصطفاف إيديولوجي أو ميل لطرف دون آخر. بعضها "نظريات مؤامرة" تتهم السيسي بالتآمر على ليبيا مع الدول الداعمة له لحماية مصالح اقتصادية. وبعض النظريات جيوسياسية تقول إنه لولا الوجود العسكري التركي و"السيطرة التركية على القرار الليبي في طرابلس" لما فكر السيسي في هذه الخطوة. ونشر الصحفي الليبي "علي أوحيدة" سلسلة طويلة من التغريدات فيها رأي وتأويل وتحليل لتصريح السيسي: وفي إحداها اختزال "للمعركة" في حماية النفط الليبي: وقال الصحفي الكويتي ورئيس تحرير صحيفة السياسة، أحمد الجارالله، إن "التدخل المصري مشروع" وإن "الوضع الجغرافي يخدم مصر" هل يعتبر الوضع في ليبيا أولوية مصرية؟ يرى الداعمون لتصريح السيسي فيه تعزيزا لدور مصر الإقليمي والدولي وتأكيدا على سيادتها واستعدادا دائما من جيشها لمواجهة أي تهديد خارجي. وربما رسالة مقصودة لإعلان هذا الاستعداد. بينما يتساءل من لا يرى في الوضع الليبي أولوية مصرية عن تأثير هذا التصريح، إذا تحول إلى فعل، على الشعب المصري الذي يرزح تحت وضع اقتصادي مترد وأزمة صحية لن تقتصر تبعاتها على فترة انتشار وباء كورونا فقط. ويرى مصريون أن أزمة سد النهضة مع أثيوبيا والتي وصل التصعيد فيها مستوى ينذر بالخطر، أولى بتركيز الدولة واهتمامها.
مشاركة :