تلتقي الدول الكبرى وايران، اليوم (الاثنين)، في فيينا في الساعات الاخيرة من المفاوضات الهادفة الى ابرام اتفاق تاريخي حول برنامج طهران النووي لا يزال غير مؤكد التحقق بعد سنوات من المباحثات. وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اليوم انه مازالت توجد بعض الخلافات بين ايران والقوى الست الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني المتنازع عليه قبل الموعد النهائي للتوصل لاتفاق نهائي لإنهاء هذا النزاع المستمر منذ 12 عاما يوم غد (الثلاثاء). كما أضاف ظريف للصحافيين، "ليس هناك شيء واضح بعد..مازالت توجد بعض الخلافات ونحاول أن نعمل بجد". ويهدف الاتفاق الذي تجري مناقشته بين ايران والقوى الست الى الحد من النشاط النووي الايراني الحساس لمدة عشر سنوات أو أكثر مقابل تخفيف العقوبات التي تشل الاقتصاد الايراني. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد صرح في وقت سابق أمس (الأحد)، بأنه بالامكان التوصل لاتفاق نووي مع ايران هذا الاسبوع اذا قبلت طهران "خيارات صعبة"، ضرورية لكن ان لم تفعل ذلك فان الولايات المتحدة مستعدة للانسحاب من المحادثات. ويتعين على ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عرض الاتفاق على الكونغرس في التاسع من يوليو (تموز) من أجل التعجيل بمراجعة تستمر 30 يوما. وعقد كيري وظريف سلسلة اجتماعات أمس في محاولة للتغلب على العقبات المتبقية ومن بينها رفع عقوبات الامم المتحدة عن ايران وما هي الابحاث المتقدمة وأعمال التطوير التي يمكن أن تقوم بها طهران. وبدأ وزراء الخارجية الآخرون في العودة الي فيينا امس ايضا للمساعدة في تحقيق اتفاق سريع. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قد التقى يوم الخميس المنصرم مع الرئيس الايراني حسن روحاني ومسؤولين أخرين في طهران، لمناقشة احدى أكثر المسائل صعوبة في المحادثات النووية. وفي المنعطف الأخير كثف وزراء خارجية الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) بوضوح الضغط على ايران. وحول التثبت من عدم وجود شق عسكري في البرنامج الايراني وهي نقطة اساسية في الملف، اكد امانو حصول "تقدم" في المباحثات. وستكون الوكالة الضامن الحقيقي لتنفيذ الاتفاق بما انها مكلفة تفتيش المواقع المشتبه بها وتقديم تقارير الى مجلس الامن الدولي بشأن احترام الاتفاق من عدمه. وتريد القوى أن تمنح ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرية وصول أكبر والرد على أسئلتها بشأن النشاط النووي السابق الذي ربما كانت له أغراض عسكرية. كما تخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من استخدام ايران برنامجها النووي المدني كستار لتطوير قدرة على انتاج أسلحة نووية. وتنفي ايران ذلك وتقول ان برنامجها للأغراض السلمية. يذكر أنه كشف عن البرنامج النووي الايراني في العام 2000 وبدأت مفاوضات منذ 2003 بين الاوروبيين وايران في مسعى لنزع فتيل الخلاف لكن بلا جدوى ليصبح الملف احد اكثر الملفات الدولية حساسية. لكن المفاوضات استؤنفت فعليا بلقاءات سرية في 2012 بين دبلوماسيين اميركيين وايرانيين وخصوصا بعد تولي الرئيس حسن روحاني السلطة بعد انتخابه رئيسا في 2013 مع وعود بإنهاء العقوبات الدولية على البلاد.
مشاركة :