إعداد: بنيمين زرزور كل الآمال التي كانت معلقة على عودة الافتتاح التدريجي لقطاعات الاقتصاد الأمريكي فقدت بريقها وقدرتها على منح الأسهم في «وول ستريت» القدرة على الصمود في وجه التقارير الاقتصادية المحبطة. ووسط التقلبات الشديدة في السوق، تتزايد قناعات المحللين المختصين بأن الأسهم سوف تواجه المزيد من المتاعب قريباً. وتتزايد قناعات قوى السوق التي كانت تواقة إلى وضع كل ما ترتب على تفشي الوباء وراء ظهرها، متفائلة بانتعاش على شكل الحرف V، بأن تلك الأحلام كانت أكثر من وردية. مع الارتفاع الأخير في أعداد المصابين بالفيروس والإحباط الناتج عن البيانات الاقتصادية، يبدو أن السوق عالق وسط موجة تذبذب متصاعدة، وقال محللو السوق إن المستثمرين يجب أن يتوقعوا المزيد من الاضطرابات لأن التعافي الاقتصادي من المرجح أن يواجه الكثير من المطبات. وقال برايان ليفيت، المحلل الاستراتيجي المختص في أسواق الأسهم لدى شركة «إنفيستكو»: «لقد تم تسعير الأسهم بالرهان على استمرار الانتعاش وأعتقد أن هناك مبالغة في التفاؤل، قد نشهد موجات صعود لكن التحسن سيبقى بطيئاً وغير متكافئ خاصة في سوق الوظائف». وتعرضت الأسهم لضغوط في وقت سابق من الأسبوع الماضي بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع عدد طلبات إعانات البطالة الأسبوعية فوق المتوقع، وبقي الرقم فوق مليون طلب للأسبوع الثالث عشر على التوالي. وعلى صعيد الفيروس، أبلغت كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا وأريزونا عن ارتفاع في الإصابات الجديدة ونزلاء المشافي، وسط محاولات يائسة لإعادة فتح الاقتصاد. وقالت شركة «أبل» يوم الجمعة إنها ستغلق مرة أخرى بعض المتاجر في فلوريدا ونورث كارولينا وأريزونا بسبب الارتفاع في الإصابات، ما أثار موجة بيع في السوق، خاصة أسهم التجزئة. ويبدو أن الرهان على النشاط البشري السريع في بعض القطاعات خاصة الطيران وخطوط الرحلات البحرية والفنادق، يفقد زخمه، حيث تراجع أداء أسهم كل من «دلتا إيرلاينز» و«أميريكان إيرلاينز» إضافة إلى شركات خطوط بحرية منها «كارنفال» و«نروجيجيان كروز»، حيث أعلنت الشركات عن وقف طوعي للرحلات حتى الأول من سبتمبر، بعد أن قادت صعود الأسهم خلال الأسبوعين الماضيين وسط تفاؤل بعودة سريعة. ويتابع المحللون تأثير العناصر الفنية في دفع المؤشرات مثل شراء الأسهم المنخفضة، وما إذا كان مؤشر «إس أند بي 500» سوف يتمكن من الصمود فوق حاجز 3 آلاف نقطة أم لا. وفي حين لعب منحنى الفيروس المستوي دوراً كبيراً في انتعاش السوق، فإن التحفيز غير المسبوق للاحتياطي الفيدرالي كان محركاً رئيسياً في حماية الأسهم من التراجع بفعل تأثير الفيروس على الاقتصاد. ويطلق المجلس مبادرة جديدة هذا الأسبوع حيث يبدأ في شراء سندات الشركات. ورغم ما يتسبب به دعم المجلس من رفع لمعنويات المستثمرين وضبط لمعايير تذبذب الأسهم، إلا أنه قد لا يتمكن من الاستمرار في تحقيق نفس النتائج في حال تدهورت أسعار الأصول نتيجة موجة ثانية من تفشي الوباء. ومما يزيد من صعوبات المعادلة التي يحاول الاحتياطي الفيدرالي الإمساك بها، أن انتعاش الاقتصاد قد يستغرق سنوات وأن مطبات أخرى متوقعة على الطريق ما يجعل صبر المستثمرين على التعامل مع طفرة الأسهم رغم ضعف الأداء الاقتصادي أمراً مستحيلاً. وقد أقر جيرومي باول رئيس المجلس في شهادته الأسبوع الماضي أمام الكونجرس بأن توقيت الانتعاش غير مؤكد، وفي الوقت ذاته هناك من يحذر باستمرار من النتائج غير المقصودة التي تترتب على ضخ الأموال بلا طائل لتحفيز الأسواق.
مشاركة :