شدّد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قبضته على السلطة الأحد بعد تحقيق حزبه فوزاً كبيراً في الانتخابات التشريعية على حساب المعارضة التي اعتبرت ما حصل انحرافاً سلطوياً. وأعلن الرئيس حصول الحزب التقدّمي الصربي (وسط اليمين) على 63 بالمئة من الأصوات، وقال معلقا "أنا ممتنّ للشعب على هذا الدعم التاريخي". وأضاف "فزنا في كل مكان، فزنا حيث لم نفز قطّ". ووفق تقديرات معهد إبسوس، حصل الحزب الاشتراكي الصربي (وسط اليسار)، الشريك في التحالف الحاكم المنتهية ولايته، على 10 بالمئة من أصوات الناخبين. وهيمن شخص الرئيس على هذه الانتخابات، الاقتراع الوطني الأول الذي تشهده أوروبا منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19. ورغم أن فوتشيتش نفسه غير مرشح، فان اسمه ورد في اللوائح الانتخابية كرئيس الحزب التقدمي الصربي. وساهمت مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية للاقتراع في هذا النصر الانتخابي، وقد اعتبرت هذه الأخيرة أن الانتخابات لا يمكن أن تكون حرةً بسبب عدم توازن المشهد الإعلامي والديموقراطي. رغم الدعوات التي وجهت لهم لالتزام منازلهم بسبب المخاوف المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، لم تتراجع نسبة مشاركة الناخبين بشكل كبير، إذ بلغت 50 بالمئة وفق تقديرات الحزب الحاكم. لكن ذلك لم يمنع أحزاب المعارضة التي دعت إلى المقاطعة من إدانة الانتخابات التي اعتبرتها "مزيفة" وإعلان نجاح دعوتها. واختار 20 تنظيما معارضا آخر المشاركة في الانتخابات، لكن عدداً محدوداً منها فقط حصل على أكثر من 3 بالمئة من الأصوات، الحد الأدنى المطلوب لدخول البرلمان. وقال الأستاذ في معهد الدراسات الأوروبية سلوبودان زيشيفيتش لتلفزيون "آر تي إس" إنه "في هذا النظام الانتخابي، يمثّل تحقيق 40 بالمئة من الأصوات نتيجة جيدة، ويمكن أن نعتبر حصول الحزب التقدمي الصربي على 62 بالمئة تسونامي انتخابياً". ويمنح الدستور الرئيس موقعاً فخرياً، لكنّ ألكسندر فوتشيتش (50 عاما) لا يلتزم بذلك، بل هو الشخصية التي تتّخذ القرارات في الحكومة. وزادت أزمة فيروس كورونا المستجدّ من شعبية فوتشيتش التي ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق، وفق ما أظهرت استطلاعات رأي.قاعدة انتخابية واسعة رغم ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس من جديد مع بدء رفع العزل، نجحت صربيا التي أودى فيها الوباء بأرواح 260 شخصاً، بتفادي السيناريوهات الكارثية التي حصلت في الخارج. وتم توزيع الكمامات والقفازات في مراكز اقتراع هذه الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في نيسان/أبريل. وبعيداً عن إدارة الوباء، يتمتّع الرئيس، الذي كان سابقاً قومياً متشدداً واختار التوجّه نحو الغرب والاتحاد الأوروبي، بقبول من يعتبرونه قريباً من الشعب. ويستفيد الحزب الحاكم من مشهد إعلامي تهيمن عليه الصحافة الموالية للحكومة، ومن قاعدة انتخابية واسعة مكونة من موظفي القطاع العام وأقاربهم، وفق محللين. وتعتبر منظمة فريدوم هاوس أن صربيا لم تعد ديموقراطية، بل صارت "نظاما هجينا". وفي إمكان الرئيس التعويل على افرقاء داعمين على الساحة الدولية. وإضافة إلى روسيا والصين، يستطيع الاتكال على الغرب الذي يعتبر أنه قادر على حلّ الخلاف مع كوسوفو، الاقليم السابق الذي تصر صربيا على رفض الاعتراف باستقلاله. ومن المتوقع أن يستأنف الرئيس الصربي الحوار المجمّد منذ أكثر من عام مع بريشتينا. ويلتقي فوتشيتش الأسبوع المقبل المبعوث الأوروبي لصربيا وكوسوفو، وسيتوجه إلى موسكو قبل أن يلتقي بممثلين عن كوسوفو في البيت الأبيض. وأولى الرئيس أهمية لمشاريع البنى التحتية، وتعهّد على سبيل المثال مضاعفة الراتب الشهري حتى 900 يورو بحلول عام 2025. واعتبر رادوجكو سوفرليتش المهندس البالغ من العمر 58 عاماً "أن (فوتشيتش) يستحق الدعم"، مضيفاً "أقام طرقات وأنفاقاً وجسوراً ودور حضانة". صربيا تعيد مئات المهاجرين إلى مراكز اللجوء بعد وصولهم إلى الحدود مع المجرالرئيس ألكسندر فوتشيتش غير مرشّح ولكنه يهيمن على الانتخابات التشريعية في صربيا
مشاركة :