تراجعت واردات الهند من النفط الخام الشهرية في أيار (مايو) الماضي إلى أقل مستوى لها منذ أكثر من خمسة أعوام، حيث يضر الحجر الصحي الصارم المفروض في مختلف أنحاء البلاد بالطلب على الوقود في البلاد. ووفقا لـ"الألمانية" استوردت الهند 14.6 مليون طن من النفط الخام، الشهر الماضي بتراجع 23 في المائة، عما كان عليه قبل عام، طبقا لوزارة النفط الهندية أمس، وهو أقل إجمالي شهري للواردات منذ شباط (فبراير) 2015. وتراجع استهلاك الوقود في الهند، وهي ثالث أكبر سوق نفطية في العالم، بواقع 70 في المائة، في مرحلة واحدة في نيسان (أبريل) الماضي، بعد أن أعلن رئيس الوزراء، ناريندرا مودي إغلاقا كاملا في مختلف أنحاء البلاد، بدءا من 25 آذار (مارس)، لمواجهة تفشي فيروس كورونا. وطبقا لما ذكرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أجبر ذلك مصافي النفط في الهند، التي تستورد نحو 85 في المائة، من متطلباتها على خفض عملية المعالجة، ما أدى إلى تراكم النفط الخام وخفض الواردات في أيار (مايو) الماضي. وسعت الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، منذ أبريل الماضي، إلى زيادة مخزونها من نفط الشرق الأوسط، وسط تراجع الأسعار، وفقا لتصريحات مسؤولين لوكالة "بلومبيرج". وقال المسؤولون إن تلك الخطوة تمثل رسالة تضامنية مفادها أن الهند تسعى إلى استقرار الأسواق. وعلى الرغم من أن لدى الهند سعة تخزينية صغيرة نسبيا، إلا أن مشترياتها تعد رسالة مهمة، تشير إلى أن المستهلكين الرئيسين يقومون بدورهم لعودة السوق إلى التوازن الذي تضرر من أزمة كورونا. وتصل القدرة التخزينية النفطية للهند في الوقت الحالي نحو 39.14 مليون برميل، فيما تسعى الحكومة إلى إضافة سعات تخزينية أكبر لتصل إلى 47.7 مليون برميل، وهو ما يكفي احتياجات البلاد لنحو 11.57 يوم. إلى ذلك، تلقت شركة أويل إنديا الهندية المحدودة التي تديرها الحكومة أمرا بوقف جميع عمليات التنقيب والإنتاج في حقل نفط يقع في شمال شرق البلاد، بعد انفجار وقع الشهر الماضي في إحدى الآبار أسفر عن مقتل اثنين من الموظفين وإصابة أربعة آخرين. ووفقا لـ"الألمانية"، نقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن شركة أويل إنديا قولها في بيان "إنها ستطعن أمام القضاء في الأمر الصادر عن مجلس مراقبة التلوث في ولاية آسام". وفي حين تم احتواء الانفجار في حقل بغجان النفطي في معظمه، لا يزال فم البئر يحترق، وفقد آلاف الأشخاص في المنطقة منازلهم. كما تسبب الحادث الذي وقع في 27 أيار (مايو)، وما تلاه من احتجاجات من جانب المواطنين المحليين، في خسائر في الإنتاج بلغ مجموعها 8013 طنا من النفط الخام، و10.24 مليون متر مكعب قياسي من الغاز الطبيعي، وفقا لبيان الشركة.
مشاركة :