ترامب يستأنف تجمعاته الانتخابية بـ«حشود قليلة»: بايدن «دمية» في ي...

  • 6/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متحدياً شراسة فيروس كورونا المستجد، استأنف دونالد ترامب تجمعاته الانتخابية، السبت، لكن من دون الحشود المتوقعة لإعطاء دفعة قوية لحملة إعادة انتخابه المتعثرة، وأكّد أنّه بصحّة جيدة، نافياً الإشاعات التي سرت حول صحّته قبل أسبوع أثناء مشاركته في حفل بدت عليه خلاله أمارات التعب.كما هاجم الرئيس الأميركي، أمام مناصريه الذين احتشدوا في قاعة مغلقة في مدينة تالسا في ولاية أوكلاهوما، بعدما طلب من الحاضرين توقيع وثيقة يتعهدون فيها عدم القيام بأي ملاحقات قانونية في حال إصابتهم بالفيروس، بعنف خصمه الديموقراطي جو بايدن، واصفاً إياه بأنه «دمية» بيد «اليسار الراديكالي» والصين، وقدّمه على أنه سياسي «لم يحقّق شيئاً أبداً» خلال مسيرته المهنية في واشنطن على مرّ نصف قرن.وفي خطاب غير مترابط استغرق نحو ساعتين، طرح ترامب نفسه كمدافع عن «القانون والنظام»، ودعا الأميركيين إلى الإدلاء بأصواتهم في الثالث من نوفمبر المقبل، لانتخابه لولاية ثانية تستمرّ أربع سنوات.لكن القاعة التي كان يُفترض أن تُظهر عودة صاخبة للتجمعات الانتخابية، لم تكن ممتلئة. ولم تساهم المقاعد الكثيرة الشاغرة في إعطاء صورة مرشّح عرف كيف يؤمن زخماً جديداً لحملته.وأقرّ مدير حملته براد بارسكال، بأن الأعداد كانت أقلّ من التوقعات، مشيراً إلى أن الجهة المسؤولة عن ذلك هي «المتظاهرون الراديكاليون» و«أسبوع من التغطية الإعلامية» لتظاهراتهم.وأُلغيت في اللحظة الأخيرة كلمة مقتضبة أولى للرئيس كانت مقررة في البداية خارج القاعة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الدخول.وكان ترامب أكد الاثنين في تغريدة، أن «قرابة مليون» شخص طلبوا بطاقات لحضور هذا التجمّع.وحمل الرئيس الاميركي، الذي تنبأ بأن أول مؤتمراته الشعبية منذ شهور سيكون ملحمياً، وسائل الإعلام مسؤولية تثبيط همم أنصاره عن الحضور، واستشهد أيضاً بسوء تصرفات المتظاهرين في الخارج، لكنه لم يسلم بالتحديد بأن عدداً كبيراً من المقاعد في مركز بوك الذي يسع 19 ألفاً، كان خالياً. بصحة جيدةوحاول ترامب (74 عاماً) أن يستعيد نبرة التجمعات التي لعبت دوراً أساسياً في فوزه المفاجئ عام 2016، بعد أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته لأزمة فيروس كورونا ومقتل جورج فلويد الأميركي الأسود الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، تحت ركبة شرطي أبيض في 25 مايو الماضي، في مدينة مينيابوليس، فأكد أنه بصحة جيدة، على خلاف خصمه البالغ 77 عاماً.وقال: «إذا كانت هناك مشكلة سأبلغكم بها»، مخصصاً قسماً كبيراً من خطابه للتحدث عن ظهور علامات تعب عليه خلال حفل الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت.وأضاف: «هناك خطب ما في ما يتعلّق ببايدن، هذا أمر بوسعي أن أؤكّده لكم».ورغم توقف حملته الانتخابية بسبب العزل، سجّل بايدن، النائب السابق للرئيس باراك أوباما، أخيراً تقدماً في استطلاعات الرأي على ترامب. دمية بيد اليساروشنّ الرئيس الأميركي هجوماً عنيفاً على منافسه الديموقراطي، وقال إنّه «في أميركا التي يريدها جو بايدن يتمتّع السارقون والأجانب المقيمون بطريقة غير شرعية بحقوق أكثر من الأميركيين الذين يحترمون القانون».وأضاف أنّ بايدن لم يحقّق أي إنجاز خلال سيرته المهنية في واشنطن على مرّ نصف قرن.وقال إنّ بايدن «لم يحقّق شيئاً أبداً، لقد كان سناتوراً، وكان نائباً للرئيس (...) جو بايدن ليس زعيم حزبه، جو بايدن دمية في يد اليسار الراديكالي».وتابع: «لقد استسلم جو بايدن لعصابة الجناح اليساري. بصراحة، هل هناك أحد يعتقد فعلاً أنّه يسيطر على هؤلاء الراديكاليين المهووسين؟».وحذّر الملياردير الساعي للفوز بولاية ثانية الأميركيين من أنّه «إذا انتُخب بايدن فهو سيسلّم بلدكم لهذه العصابات، هذا أمر مؤكّد 100 في المئة». وشكّك ترامب بقدرات بايدن الذهنية، وأضاف: «هل تعلمون ماذا يقول (بايدن) لزوجته عندما لا يخلط بينها وبين أخته؟ أخرجيني بحقّ الله من هنا، هؤلاء الناس مجانين. هذا ما يقوله. هو لا يسيطر على شيء بتاتاً».واتّهم بايدن بأنّه لا يفهم حتى معنى الردود التي تصدر باسمه. وتابع: «عندما أقرأ عبارات معقّدة للغاية ومكتوبة بكلمات منتقاة بعناية أقول: جو لم يقل هذا، جو لا يفهم حتّى معنى هذا الكلام». «ابطئوا إجراء الفحوص»! وعلى غرار الرئيس، لم يضع أي من الحاضرين تقريباً قناعاً واقياً ولم يبدوا حريصين على الحفاظ على مسافات بين بعضهم البعض باستثناء قلة قليلة من بينهم. وقبل ساعات قليلة من هذا التجمع، تبيّن أن ستة أفراد من فريق حملة ترامب مصابون بالفيروس ووُضعوا في الحجر الصحي. وأكد المنظمون أن هؤلاء لم يحتكوا بالرئيس.لكن الرئيس دافع بشراسة عن قراراته في إطار مواجهة «كوفيد - 19» الذي وصفه من جديد بـ«الفيروس الصيني». وقال: «أنقذت مئات آلاف الأرواح، لكن أحداً لا يشيد يوماً بعملنا».وأودى «كوفيد - 19» بحياة أكثر من 122 ألف أميركي حتى الآن، من بين ما يزيد على مليونين و350 ألف إصابة، شفي منها نحو 975 ألفاً. واعتبر رئيس القوة الأولى في العالم، أن إجراء الفحوص «سيف ذو حدين»، موضحاً أنه «عندما نقوم بهذا الكمّ من الفحوص، نكتشف عدداً أكبر من الإصابات».وتابع بنبرة تبدو أقرب إلى السخرية، «إذاً قلت، ابطئوا اجراء الفحوص».وفي وقت لاحق، أكد مسؤول في البيت الأبيض، أن الرئيس كان «يمزح بالطبع للتنديد بالتغطية الإعلامية السخيفة». وبحسب فريق حملة ترامب، تم قياس حرارة جميع المشاركين عند الدخول وتم توفير معقمات لليدين وكمامات لمن يريد.واثار أول تجمّع للرئيس الجمهوري منذ توقف حملته الانتخابية على الأرض بسبب تفشي الوباء في مطلع مارس الماضي، جدلاً واسعاً، إذ إن كثيرين أعربوا عن قلقهم حيال التداعيات الصحية لاحتشاد عدد كبير من الأشخاص قدموا من كل أنحاء الولايات المتحدة.وفي وقت تراجع الوباء في نيويورك وشمال شرقي البلاد، إلا أنه يواصل تفشيه في أنحاء أخرى من الولايات المتحدة. وحتى الآن كانت ولاية أوكلاهوما، المحافظة الواقعة في الجنوب، بمنأى نسبياً عن الفيروس إلا أنها تشهد حالياً ارتفاعاً في عدد الإصابات.وكانت السلطات المحلية توقعت أن يتظاهر نحو مئة ألف شخص بينهم مناصرون لترامب ومتظاهرون ضد العنصرية، في تالسا الواقعة في ولاية أوكلاهوما المحافظة في الجنوب.وسار نحو ألف متظاهر نحو مكان التجمع هاتفين شعارات مناهضة لترامب والعنصرية.وقال أحد المشاركين في التجمع ويدعى براد: «نحن هنا اليوم لنظهر دعمنا للرئيس ترامب، واننا، الشعب، سنفوز في انتخابات 2020، بغض النظر عما يقوله الإعلام المضلل والشركات الكبرى الليبيرالية واليسارية المسيطرة على العقول».وفي شأن المخاوف من الفيروس، أضاف براد: «هراء! يكذبون لناحية الأعداد».وبالإضافة إلى الجدل القائم على خلفية مخاطر تفشي الوباء، ثمة جدل واسع أيضاً بسبب اختيار ترامب استئناف التجمعات الانتخابية في خضمّ فترة إحياء ذكرى إنهاء العبودية، وفي مدينة شهدت أسوأ الاضطرابات العرقية في التاريخ الأميركي حين قُتل 300 أميركي من أصل أفريقي على أيدي حشود من أصحاب البشرة البيضاء عام 1921.واعتبر مسؤول محلي من حركة «حياة السود تهمّ» أن هذا الأمر «صفعة حقيقية». وكانت الحركة نظمت تجمعاً قبل مهرجان ترامب في حديقة في المدينة.وفي خضمّ تظاهرات تاريخية ضد العنصرية وعنف الشرطة، اختار ترامب في البداية تنظيم مهرجانه في 19 يونيو في يوم الذكرى الـ155 لـ«يوم التحرير» الذي يطلق عليه «جونتينث» (دمج يونيو و19 وفق لفظهما بالانكليزية)، وهو اليوم الذي أدرك خلاله «العبيد» في غالفستون في تكساس أنّهم صاروا أحراراً.إلا أن بعد تعرّضه لوابل من الانتقادات، أرجأ ترامب اللقاء إلى اليوم التالي. حرق العلم واستغل الرئيس الأميركي المناسبة لانتقاد بعض المحتجين. وقال: «يحاول الهمج اليساريون المعتوهون تخريب تاريخنا وتدنيس نصبنا التذكارية الجميلة وهدم تماثيلنا ومعاقبة أي شخص لا يتوافق مع مطالبهم بالسيطرة المطلقة والكاملة وإلغائه واضطهاده. ونحن لن نتوافق».كما اقترح أن يتم تشريع عقوبة لمدة عام لمن يحرق العلم الأميركي. وقال موجهاً كلامه إلى النائبين الجمهوريين في أوكلاهوما جيم إنهوف وجيمس لانكفورد وسط الحشد: «يجب أن نتوصل إلى تشريع مفاده السجن لمن يحرق العلم الأميركي لمدة عام واحد». وتابع: «علينا أن نفعل ذلك. نتحدث عن حرية الكلام... ولكن هذا تدنيس».يذكر أن حرق العلم الأميركي، لا يعد عملاً إجرامياً، حيث حكمت المحكمة العليا عام 1989 بأن حرق العلم هو حرية التعبير المحمية دستورياً، بموجب التعديل الأول.

مشاركة :