تونس (رويترز) - اندلعت مواجهات عنيفة يوم الاثنين بين محتجين غاضبين، يطالبون بالتنمية والوظائف، والشرطة التونسية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم في مدينة تطاوين بجنوب البلاد، في تصعيد للاحتجاجات التي بدأت يوم الأحد. ويطالب مئات المحتجين الحكومة بتطبيق اتفاق سابق يقضي بتوفير تمويل ومشاريع لامتصاص البطالة في المنطقة، وهي من أعلى المعدلات في البلاد بحوالي 30 بالمئة مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ 15 بالمئة. وبعد نحو عقد من الزمن من الإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لا تزال الدولة الواقعة في شمال أفريقيا تكافح من أجل توفير فرص للشباب العاطلين في المناطق المهمشة مثل تطاوين. وقال إسماعيل صميدة وهو من سكان تطاوين لرويترز ”الوضع خطير في المنطقة.. إني أرى من شباك بيتي قوات الشرطة تطلق الغاز بشكل عشوائي وتلاحق الشبان وسط الأحياء والأنهج..“. وقال شاهد آخر إن أعداد أفراد الشرطة كبير وإن متظاهرين بالمئات يلقون الحجارة ويغلقون الطرق احتجاجا على التهميش والبطالة. ويردد المحتجون الغاضبون شعارات ”الرخ لا (أي لن نتنازل)..“ و“نريد حقنا في التنمية والشغل“. وبدأت الحركة الاحتجاجية في تطاوين منذ 2017 حين عطل المحتجون بشكل كامل إنتاج الغاز والبترول في الولاية التي توفر حوالي 40 في المئة من إجمالي إنتاج البلاد من الغاز والبترول. وعقب ذلك توصلت الحكومة إلى اتفاق أنهى الاحتجاجات وتضمن توفير وظائف في شركات النفط وتخصيص ميزانية لمشاريع تنموية. لكن المحتجين يقولون إنه بعد ثلاث سنوات لم يتحقق شيء. وتونس البلد الوحيد في المنطقة المضطربة الذي حقق انتقالا ديمقراطيا سلسا منذ ثورة 2011، لكن كل الحكومات المتعاقبة فشلت في معالجة مشكلات البطالة والتنمية خصوصا في المناطق الداخلية من البلاد.
مشاركة :