بغداد : «الخليج»، وكالات كشف مصدر سياسي عراقي، أمس الاثنين، أن العراق قدم عرضاً لتركيا بشأن حزب العمال الكردستاني، يتضمن فتح حوار شامل حول كل الملفات العالقة، مشيراً إلى أن وفداً تركيّاً سيزور بغداد قريباً للتباحث بهذا الملف، فيما أكدت وزارة الخارجية العراقية أن من واجب الدول الأخرى احترام سيادة العراق، في وقت واصلت القوات التركية عدوانها على شمال العراق لليوم السادس على التوالي، وأعلنت مساء الأحد عن مقتل أحد جنودها في اشتباكات مع المقاتلين الأكراد. وبحسب المصدر السياسي، فإن «العراق عرض على السفير التركي فاتح يلدز، خلال استدعائه الخميس الماضي، فتح حوار شامل حيال الملفات التي لا تزال عالقة بين البلدين، منذ سنوات طويلة، وأبرزها موضوع حزب العمال الكردستاني، والوجود العسكري التركي شمالي العراق، وملفي نهري دجلة والفرات والحدود المشتركة، فضلاً عن قضايا تجارية أخرى، تتعلق بمشاريع تصدير العراق للنفط عبر ميناء جيهان التركي، وفتح معبر حدودي جديد بين البلدين والاستثمار في العراق». ورأى المصدر، أنّ «ما بين العراق وتركيا مشتركات ومصالح كثيرة يمكن الاعتماد عليها كأساس لتفاهم طويل المدى»، لافتاً إلى أن «الجانب التركي لم يبدِ أي اعتراض على مسألة فتح حوار شامل حول الملفات العالقة، لكنه متمسك في الوقت ذاته بما يعتبره (حقه الحالي) بعمليات استباقية ضد مسلحي الكردستاني داخل العراق، قبل تنفيذهم عمليات تهدد أرواح مواطنيه داخل تركيا». وتابع أن «الجانب التركي قدم سلسلة وثائق تشير إلى هجمات لحزب العمال في تركيا، كان منطلقها من العراق بالتخطيط والتنفيذ، وأنه في ظلّ عدم تحرك العراق لوقف احتلال هذا الحزب لأراضيه واستخدامها لضرب مصالح تركيا، فإنّ من حق أنقرة التحرك»، على حد تعبير المصدر، موضحاً أن «ملف حزب العمال شائك وهو نتاج إهمال الحكومات السابقة لأكثر من عشر سنوات». وتوقع المصدر«وصول وفد تركي رفيع المستوى إلى بغداد خلال الأيام المقبلة، للتباحث مع العراق حول ملف الأمن والعمليات الأخيرة لتركيا والقصف الذي تعرضت له المناطق العراقية، وكذلك الوجود التركي العسكري»، معتبراً أنّ هذه الملفات «لا يمكن حلها من دون التوصل لاتفاق بين البلدين، بما فيها مسألة لجوء تركيا للخيار العسكري من دون العودة للعراق». من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان، إن وزير الخارجيّة فؤاد حسين أكد في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسيّ جان إيف لودريان؛ أن «من الواجب على الدول الأخرى احترام سيادة العراق، واتباع مبدأ عدم التدخل، وحلّ المشاكل عن طريق الحوار»، مشيراً إلى أن «السياسة العراقية الجديدة تستند إلى خلق علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار». وأكّد أنّ «الحوارات ستستمرّ مع حلف الناتو حول آليّة العمل المُشترَك في محاربة داعش». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي الأحد، خلال مواجهات مع أكراد في تلك المنطقة. وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن جندياً جرح خلال مواجهات هناك وقضى لاحقاً في المستشفى. ويعد هذا الجندي الثاني الذي يقتل بعد مصرع جندي يوم الجمعة.
مشاركة :