اعتبر الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، أن تركيا تستخدم لغة القوة وتستمر في إرسال آلاف المقاتلين إلى ليبيا. ودعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، للتوصل إلى وقف للنار بين الأطراف الليبية، واستئناف محادثات 5+5. وقال بوريل، إن تركيا تتحدث بلغة القوة وأرسلت آلاف المسلحين المرتزقة إلى ليبيا. وأضاف بوريل، في تصريح خلال مقابلة على هامش منتدى بروكسل 2020، أن تركيا في ليبيا، على سبيل المثال، تتحدث لغة القوة، وأرسلت 7 آلاف جندي وغيرت اللعبة. وتابع: «أرسلت آلاف المرتزقة السوريين للقتال من أجل حكومة الوفاق في صراعها مع الجيش الوطني الليبي». وتأتي تعليقاته في الوقت الذي كان يلتقي قائد القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم) الجنرال ستيفين تاونسند في مدينة زوارة الليبية مع كبار مسؤولي حكومة الوفاق، حسب وسائل إعلام ليبية. هذا وكان مصدر في مطار مصراتة أكد، أمس الأول الأحد وصول طائرة من تركيا على متنها 129 مقاتلاً من المرتزقة. يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد سابقاً ارتفاع عدد المقاتلين المرتزقة في ليبيا، وكذلك ارتفاع حصيلة أعداد الوفيات بينهم. كما أوضح أن 417 من هؤلاء المرتزقة قُتلوا خلال المعارك، ومن بين القتلى نحو 30 طفلاً حاربوا ضمن صفوف الفصائل الموالية لحكومة الوفاق. إلى ذلك، شدد الاتحاد على ضرورة تعزيز الوجود العسكري الأوروبي في الساحل الإفريقي لحماية أمن أوروبا. تأجيج النزاع بدوره، قال المتحدث الرسمي الأوروبي بيتر ستانو رداً على سؤال للعربية في المؤتمر الصحفي التفاعلي: «ندعو الأطراف الإقليمية الفعالة في الأزمة الليبية إلى خفض التصعيد وتشجيع جهود المفاوضات». وأضاف «ليبيا ليست في حاجة للمزيد من التصعيد والتدخلات الخارجية تؤجج النزاع». على صعيد متصل، أكد وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، لنظيره الإيطالي، خلال زيارة لمقر عملية «ايريني» (لمراقبة حركة السفن والسلاح في المتوسط) بحسب ما أفادت الخارجية أمس، أن منع وصول السلاح لليبيا مهم لألمانيا وإيطاليا، مضيفاً «لهذا نحتاج إلى المزيد من المساهمات الطموحة من جانب دول الاتحاد الأوروبي». وقال ماس إن برلين تعتبر «إيريني» عملية أساسية لعملية برلين وفي جهود الاستقرار المحلي الليبي، في إشارة إلى مؤتمر برلين الذي عقد في يناير/ كانون الثاني الماضي، مشدداً على أن «أوروبا مستعدة لتحمل المسؤولية دولياً». روما تسعى لتجنب محاولات التقسيم بدوره، شدد وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو على أن بلاده ستسعى لتجنب أية محاولات تقسيم لليبيا بسبب النزاع العسكري الراهن هناك، داعياً إلى حل داخلي «توافقي» بين الأطراف الليبية. وأضاف خلال لقائه ماس: «إيطاليا ستفعل كل شيء لتجنب أي محاولة لتقسيم ليبيا، وهناك حاجة إلى عملية ليبية - ليبية شاملة» لتجاوز الأزمة الراهنة. وأشار دي مايو إلى معاناة الشعب الليبي كثيراً، وأحقيته في صنع مصيره من دون تدخلات خارجية. (وكالات)
مشاركة :