دخل لقاح «أكسفورد» المعروف باسم «ChAdOx1nCoV-19» المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية لاعتماده كلقاح رسمي لرفع المناعة أمام فيروس كورونا «كوفيد 19»، الأمر الذي يبشر بأمل جديد للتخلص من الفيروس الذي وصل عدد مصابيه في العالم إلى أكثر من 9 ملايين إصابة ونصف مليون وفاة على مستوى العالم. الدكتور أحمد سلمان، أستاذ علم المناعة واللقاحات بجامعة أكسفورد، أكد أن هناك ثقة تصل لنحو 80% من نجاح التجارب على اللقاح الجديد، إذ وصل إلى المرحلة الثالثة بالفعل التي تعد المرحلة الأهم والنهائية لبدء اعتماده رسمياً، والعمل على صرفه للأسواق بعد الحصول على موافقات من منظمة الصحة العالمية. وقال سلمان لـ«الاتحاد» إن اللقاح في حال استمرار نجاح تجاربه المستمرة إلى هذه اللحظة، قد يكون متوافراً قبل شهر سبتمبر، ليبدأ استخدامه على الحالات الخفيفة والشباب وأصحاب المناعة القوية بالفعل، مشيراً إلى أنه لا يمكن الجزم بالنتائج النهائية قبل منتصف شهر يوليو المقبل، والذي سيكون نهائياً في مدى إظهار تقدم حقيقي في نزول اللقاح للأسواق والحصول على موافقات بذلك. وقامت عدة دول عربية وشرق أوسطية بالتعاقد مع «أكسفورد» لتوريد كميات من اللقاح الجديد، حيث أشار الدكتور علي عوف، رئيس غرفة صناعة الأدوية في مصر، إلى أن اللقاح الجديد المخطط طرحه في السوق من شركة «استرازينكا» تم التعاقد عليه بالفعل ليكون موجوداً في الأسواق المصرية بمجرد طرحه في المملكة المتحدة والعالم. وأضاف عوف في حديثه لـ«الاتحاد» أن اللقاح الجديد أثبت فعالية كبرى في التجارب السريرية القائمة إلى هذه اللحظة، مشيراً إلى أن الوصول للمرحلة الثالثة يعد حاسماً في قرب الانتهاء من هذه التجارب، وبدء الحصول على الموافقات من الجهات المختصة دولياً لتصديره وتوريده للأسواق. ومن جهته، أشار الدكتور فايد عطية، أستاذ الفيروسات، إلى أن هناك فروقاً بين اللقاح والعقار متمثلة في أن العقار يتم منحه للأشخاص المصابين بالفعل، فيأتي كعلاج اضطراري من أجل مساعدتهم على الشفاء، في الوقت الذي تعمل فيه اللقاحات على تقوية المناعة للأشخاص غير المصابين، وهو الأمر الذي تأمل «أكسفورد» أن تحققه في تطوير «ChAdOx1 nCoV-19». وأضاف لـ«الاتحاد» أن لقاح أكسفورد حقق نتائج جيدة إلى هذه اللحظة، ويتوقع اعتماده من منظمة الدواء والغذاء الأميركية، ومنظمة الصحة العالمية، على أمل أن يحقق نجاحاً في رفع المناعة للأفراد في مواجهة فيروس كورونا. ووفقاً لما حققه اللقاح في التجارب، تعاقدت «أكسفورد» مع «استرازينكا» لتوريده لكل دول العالم، على أن يتم السماح لبعض البلدان بإنتاجه بعد التفاوض معها، وذلك بعد الحصول على الموافقات كافة من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الدواء والغذاء الأميركية، وهو ما يفصله عنه شهر واحد فقط.