سجلت لبنان أطول فترة في تاريخها بدون رئيس للدولة حيث مر اليوم الثلاثاء - 409 يوما منذ أنهى الرئيس ميشال سليمان ولايته، معلنا فترة طويلة من المشاحنات السياسية بشأن من سيخلفه. وكانت أطول فترة سابقة للبنان بدون رئيس وهي 408 أيام في أواخر ثمانينيات القرن الماضي لدى اقتراب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد فيما بين عامي 1990-1975 من نهايتها. وقد اجتمع مجلس النواب اللبناني - المنقسم إلى فصائل متعارضة بشدة يؤيد كل منها كتلة إقليمية متنافسة- حتى الآن 25 مرة لانتخاب خليفة لسليمان، ولكن دون جدوى. ويلقي كل جانب باللائمة على الآخر بسبب الوصول إلى هذا الطريق المسدود. وقال ائتلاف الثامن من أذار/مارس الذي يقوده حزب الله اللبناني القريب من إيران ومن نظام الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيواصل مقاطعة البرلمان حتى يتم انتخاب مرشحه المفضل، ميشال عون. ويعارض ائتلاف 14 آذار/مارس الموالي للسعودية ترشيح عون (80 عاما) وهو قائد عسكري سابق أثناء الحروب الأهلية في البلاد، بزعم أنه يخدم جدول أعمال حزب الله، وقد ساهمت الحرب الأهلية الدائرة في سورية - التي يلعب فيها حزب الله دورا قياديا بدعمه لقوات الأسد المنهكة - في تفاقم العلاقات السيئة أصلا بين الكتلتين سوءا. وكان ائتلاف 14 آذار/ مارس قد أعلن مؤخرا انه سيوافق على رئيس توافقي. ويعد المرشح المفضل للائتلاف هو سمير جعجع، الذي قاد خلال الحرب الأهلية ميليشيات حاربت قوات عون للسيطرة على المناطق المسيحية. وقال جعجع في مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) انه يرفض ترشيح عون لأنه "ليس الرئيس المناسب للبنان في الوقت الحالي نظرا لأجندته السياسية."
مشاركة :