مَن يرد أن يعرف إيران حاضرها فلابد وأن يعود إلى ماضيها، هكذا بدأ المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكويت الدكتورعباس خامه يار الكلام عن السياحة في بلده، لافتاً إلى أن السياحة في إيران هي جزء من ثقافة البلد والشعب، وإلى أن طهران تملك ثقافة وحضارة تمتد لآلاف السنين حتى قبل الميلاد. وكشف يار خلال مقابلة مع «الراي» أن أكثر من 100 ألف تأشيرة تصدر سنوياً لكويتيين يزورون إيـــــران، وأن الكويت تعتبر من البلدان الأولى التي يهتم السائح فيــــها بــــزيـــــارة ايــــران. وأشار إلى أن لدى ايران مميزات سياحية كبيرة منها السياحة الدينية والعلاجية والترفيهية والثقافية، والتي تؤهلها لأن تكون من ضمن البلدان التي تستقطب عدداً كبيراً من السائحين سنوياً من جميع دول العالم، لافتاً إلى أنها تقدم أفضل الخدمات للسائحين، وأن السائح الذي يريد أن يدخلها سيحصل على جميع أنواع السياحة في بلد واحد، من خلال مجموعة واحدة ومتكاملة من الخدمات. ونوه يار إلى أن إيران تتمتع بالتقدم الطبي وتضاهي بذلك الدول الأوروبيـــة، إضــــافة إلى مجال السياحة الدينية والترفيهية والطبـية، مشيراً إلى أن كثيــراً من الإعــــلامييـــــن الذين قامــــوا بزيارة الدولة وصفــــوا شمالها بأنها الجنة المفقودة. وقال «نحن مقصّرون في التعريف بالسياحة في إيران، ولكن كل من يزورها يعد مرشداً للسياحة ما يساهم بشكل كبير من زيادة عدد السائحين إلينا سنوياً». وبين يار أن ايران مثلها مثل أي دولة أخرى تبحث عن زيادة عدد السياح لديها، مشيراً إلى أن الوضع الامني في الدولة يعطي مردوداً إيجابياً ومميزاً للسياحة، ومتوقعاً زيادة أعداد السائحين نظراً لما تشهده بعض البلدان العربية من أحداث. وعن جمال السياحة والطبيعة في إيران قال يار«إذا كنت أديباً عليك أن تحزم حقائبك وتتجه إلى (طوس) لتحلق في أجواء شاهنامة الفردوسي أحد أكبر شعراء الملاحم في العالم، ثم تنتقل إلى شيراز لتحل ضيفاً على سعدي طائراً في روضته (كلستان)، ومن بعدها تنتقل إلى الحافظية حيث يستقر فيها شاعر القرن الثامن حافظ الشيـــــرازي الذي اثارت غزلياته إعجاب كبار شعراء العالم». ولفت يار إلى أن من يريد التعمق بالمعارف الإسلامية ومخطوطات القرون الأوائل للهجرة في الدولة، فهناك مدينة قم التي تملك واحدا من أكبر المعاهد الإسلامية في العالم، والذي مضى على تأسيسه عدة قرون، وقد تحول اليوم إلى صرح ثقافي علمي كبير يقصده الطلاب والباحثون من جميع انحاء العالم. وذكر أن السياحة الدينية تتمثل في المزارات الدينية، التي يفوح منها عطر الرسالة المحمدية ويقصدها رجال من مشارق الأرض ومغربها، إذ انه في مدينة خرسان ترتفع قباب ومآذن ذهبية مسورة بجدران زرقاء حملت آيات من ذكر الله يقصدها اناس من مختلف الأعراف. وأوضح أنه لعشاق الطبيعة، فشمال إيران بانتظار من يعشق الطبيعة من غابات مترامية الأطراف تطل على بحر خزر (قزوين) تنصب وسطها جبال بلون الربيع، يتطاير منها ضباب يحمل نياسيم مزارع الأرز والــــقمح والشاي، كلســــــتان ومازندران وجيلان ومحافظات، متابعاً أن جنوب إيران بما يملكه من جزر خضراء خلابة وأنهار جياشة هي الاخرى محطة لابد من التوقف فيها والتأمل بجمال طبيعتها، حيث هناك مئات الأنواع من الطيور المهاجرة والمقيمة التي تحلق في سمائها إلى الأحياء المائية المختلفة التي تملأ شواطئها، حيث كانت جزيرة قشم منذ القدم مرفأ لصيد اللؤلؤ والمرجان وتحولت اليوم إلى مناطق تجارية حرة تستقبل المئات من التجار ورجال الأعمال، إضافة إلى السياح حيث العمل والراحة والاستجمام». ولفت إلى أن في إيران آثاراً تاريخية تغني الباحثين على مختلف توجهاتهم، إذ انه بإمكان المهتمين بالتاريخ التوجه إلى مدينة أصفهان التي تضم منشآت ومؤسسات تظهر روعة العمارة الإسلامية والخط الإسلامي، داعياً جميع المهتمين بجميع أنواع السياحة إلى ضرورة زيارة إيران.
مشاركة :