أصدر مجلس الفتوى التابع للمجلس العلمي في اسبانيا بيان حول قرار المملكة العربية السعودية قصر الحج لهذا العام ١٤٤١هـ – 2020 م على الجنسيات المقيمة بالمملكة، وقال المجلس في البيان قرار المملكة قرار حكيم تظهر فيه خشية الله تعالي والحرص على إقامة دينه وتوفير شعائره. وجاء صدور البيان بعد اعلان وزارة الحج مايلي:- بسم الله الرحمن الرحيم ” نتيجة للظرف الوبائي الطار ئ يعلن مجلس الفتوى التابع للمجلس العلمي في أسبانيا أنه يؤيد تلك الخطوة الحكيمة التي قامت بها حكومة المملكة من قصر الحج على الجنسيات المقيمة داخل المملكة، وذلك حفاظًا على إقامة فريضة الحج، بالتوازي مع المحافظة على صحة وسلامة الحجاج. وقد أيدّ المجلس تلك الخطوة بناءًا على مقاصد الشريعة والنظر في عموم أدلتها ومن ذلك:- ١- يقول عزّ وجلّ ؛ “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ” سورة البقرة ١٩٥، ويقول سبحانه وتعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ” سورة النساء ٢٩، هذا وغيره كثير في المحافظة على سلامة الفرد والمجمتع، والتي عدّها فريضة مؤيدة بنصوصه الحكيمة من قرآن كريم وسنة شريفة وإجماع علماء المسلمين في كل العصور. ٢- توارد النصوص الشرعية برفع الحرج عن المسلمين؛ أفرادًا وجماعاتٍ، إذا ألمّ بهم ما يمنع من تحقيق إقامة الفروض والشعائر على قدر ما يسعهم من الجهد والطاقة. ٣- ترك النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية إيثارًا لحقن الدماء ورفعًا للضرر المحتمل الوقوع. ٤- قاعدة التكليف التي اتفق عليها العلماء أن التكليف على قدر السعة والوجد، وأن المحصور عن شيء لا يكلف فوق طاقته. ٥- لأول مرة يجتمع العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، على صعيد واحد لمواجهة تلك الجائحة التي عمّ مصابها واشتد خطبها، فلم ينجُ من فحيحها بلد، ولم يُستثنَ من شررها مكان، ومن الواجب علينا شرعًا وعقلًا إظهار ما يمليه علينا الدين من محافظة على الصحة والسلامة العامة، ولما كانت الدول جميعا قد اتفقت على ضبط الحراك العام للناس حتى لا يقعوا تحت براثن هذا الداء العضال، والمرض القتّال، والمسلمون جزء من العالم يحرصون على خيره ويلتزمون بره وصلاحه، وجب عليهم تقنين التجمعات العامة وضبطها. بناءًا على ما تقدم فإن المجلس يرى من حسن التعقل وجميل التدبر الاقتصار على عدد قليل من الحجاج، وأن ما قامت به المملكة من اقتصار الحج على المقيمين من ذوي الجنسيات المختلفة لهو قرار حكيم تظهر فيه خشية الله تعالى والحرص على إقامة دينه وتوفير شعائره. وعلى الذين نووا الحج هذا العام فلم يستطيعوا فهم كالمحصور، فلو جعلوا نفقة حجهم في عمل صالح؛ من نفقة طالب علم، أو تزويج شابين، أو معاونة صاحب عيال بفتح تجارة بسيطة تعينه، أو بسداد دين غارم، أو بغير ذلك من سبل البر وأبواب الخير، وما أكثرها وأوسعها، نرجوا أن يتقبل الله صدقته وأن يزيده من فضله أجر حجه الذي لم يستطع الوصول إليه. وليس بخاف ما قامت به من المملكة من جهود عبر سنوات طويلة في تسيير شئون الحج وما تقدمه من خدمات جليلة لزوار بيت الله الحرام، وهي جهود يشهد بها ويشيد بفضلهاكل من شرّفه الله بأداء فريضة الحج، ولا يضار في هذا أحد ولا يماري فيه ذو فهم ودين. والله نسأل أن يديم نعمة الأمن والأمان على المملكة وأن يبارك في قيادته وأن ينفع بهم دينه ودعوته. نسأل الله أن يوفق ولاة أمور المسلمين وأن يسلك بهم سبيل الصالحين الحريصين على خير دين شعوبهم ودنياهم. مجلس الفتوى التابع للمجلس العلمي في أسبانيا عنهم : د. محمد كمال مصطفى الزمراوي الشيخ : محمد محمود صالح
مشاركة :