أعلنت وسائل إعلام النظام السوري، ليل الاثنين، عن قيام دفاعاته الجوية بالتصدي لطائرات مسيرة، في أجواء مدينة "جبلة" الساحلية التابعة للاذقية السورية. ولم تكشف وسائل إعلام النظام، عن مصدر انطلاق تلك الطائرات التي اكتفت بوصفها بالمسيرة والإشارة إلى أن وسائل دفاع النظام "أحبطت" عشرات "الاعتداءات" بطائرات مسيرة، باتجاه مطار "حميميم" مقر القاعدة الجوية الروسية، في اللاذقية، بحسب خبر "سانا" الناطقة باسم النظام. الإعلام الروسي الناطق بالعربية، نقل بدوره عن وسائل إعلام النظام، خبر الهجوم المذكور الأخير، في حين لم تعلّق وزارة الدفاع الروسية على أنباء الهجوم، ولم يصدر بيان عن القاعدة الروسية المتمركزة في المكان، كما سبق وجرت العادة.مقرب من النظام يهدّد المرصد السوري لحقوق الغنسان، رفض الجزم بمصدر الطائرات المسيّرة التي قامت بالهجوم، إذا ما كانت تابعة لفصائل يصفها بالمتشددة عادة ما تقوم بمثل تلك الهجمات، أو تابعة لميليشيات إيرانية تريد إمرار رسائل إلى الروس، في سوريا، بحسب المرصد. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقناة "العربية" تعليقا على خبر الهجوم الأخير بطائرات مسيرة فوق منطقة "جبلة"، إن هذا الهجوم قد يكون من قِبل ميليشيات موالية لإيران، أو إرسال رسائل إيرانية للقوات الروسية، في سوريا. ونقل عن أحد "المقربين" من النظام السوري، قوله إن روسيا إذا ما فكّرت بالانقلاب على بشار الأسد، فإن مؤيديه في الساحل السوري يستطيعون استهداف مطار "حميميم" الذي هو مقر القاعدة الجوية الروسية. ومن الجدير بالذكر أن الهجوم الأخير بطائرات مسيرة فوق منطقة جبلة اللاذقية، الاثنين، لم يكن الهجوم الأول مجهول المصدر، فقد تعرضت منطقة "جبلة" في شهر آب/ أغسطس، من العام الماضي، إلى هجوم بطائرات مسيرة، تحدثت عنه "سانا" ثم نقل عنها الإعلام الروسي وأكدته وزارة الدفاع الروسية، فيما أكد أنصار النظام، أن مثل الهجوم، لم يحصل.الهجوم الأول الغامض الطائرات المسيّرة الغامضة التي قامت بهجوم شهر آب/ أغسطس الماضي، تسببت بجدل واسع بين أنصار النظام السوري في منطقة اللاذقية، في ذلك الوقت، فقد أجمعوا على أنه لم يكن هناك أي انفجار في سماء المنطقة، ولم يسمعوا أصوات تحليق الطائرات المسيرة، ولم يكن هناك أي صوت لأي صاروخ أطلق لإحباط مثل ذلك الهجوم، إلى الدرجة التي سخروا فيها بقولهم: يبدو أن الطائرات المسيرة والصواريخ التي أسقطتها، مزودة بكاتم للصوت.عضو ببرلمان النظام يهدد قوات روسيا التهديد الذي نقلته شخصية "مقربة" من النظام السوري، بأن أنصار الأسد قد يهاجمون قاعدة "حميميم" إذا ما فكّرت روسيا بالانقلاب على الأسد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، سبق وأُعلن على لسان نائب في برلمان النظام السوري، ويدعى خالد العبود، عندما توجه بتهديد مباشر، في السابع من شهر أيار/ مايو الماضي، للقوات الروسية، بعمليات ضدها في اللاذقية، ردا منه على تسريبات روسية تتحدث عن إمكانية أن تنخرط روسيا في حل للأزمة السورية يقوم على تنحي الأسد وتشكيل حكومة جامعة بين المعارضة والنظام.هذا ما طلبه الحرس الثوري الإيراني من الأسد وكانت القوات الروسية، قد عملت على حلّ أشهر الميليشيات التابعة للنظام السوري، كمغاوير البحر، وصقور الصحراء، وميليشيات "البستان" التي كانت تتبع لرامي مخلوف، ابن خال الأسد ورجل الأعمال الذي سيطر النظام على مختلف نشاطاته الاقتصادية. فيما لم يعرف مصير ميليشيات "سرايا الوعد" التي يتوقع أنها حُلّت مطلع العام الجاري. وتم الإبقاء خاصة في محافظات اللاذقية، وحماة، وريف دمشق، ودير الزور، ومناطق أخرى، على ما تعرف بميليشيات "الدفاع الوطني" التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، تدريباً وتمويلاً. وفيما سعى نظام الأسد لتقليص انتشار "الدفاع الوطني" بدءا من عام 2018، عبر سحب الرخص الخاصة من عدد من عناصرها، ودمج عدد منهم في قوات جيشه، فلا يزال لتلك الجماعات المسلحة، حضور إلى جانب الميليشيات الإيرانية، في مناطق دير الزور، وبعض مناطق ريف دمشق المحاذية للحدود السورية اللبنانية. وكان الحرس الثوري الإيراني قد دعا الأسد، رسميا، لمنح ميليشيات الدفاع الوطني، شرعية، في نهاية عام 2017. وقال اللواء محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في ذلك الوقت، إن على حكومة الأسد وبرلمانه، إصدار قانون يعترف "بشرعية" الدفاع الوطني.
مشاركة :