أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الثلاثاء عدم تواني مصر في اتخاذ كل إجراء كفيل بمنع وقوع ليبيا تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وشدد شكري خلال مشاركته في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والتي عُقدت بطلب من مصر، وذلك عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، على موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية، حيث حرصت القاهرة على العمل عبر الوسائل الدبلوماسية كافة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الليبيين من أصحاب التوجهات الوطنية. كما انخرطت مصر في «جميع المبادرات الدولية الهادفة للتوصل لتسوية سياسية في ليبيا وصولاً إلى احتضان المبادرة السياسية الليبية/ الليبية التي أطلقها رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بمشاركة ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم السادس من يونيو الجاري، والتي جاءت متسقة بشكل كامل مع خلاصات برلين والقرارات الدولية ذات الصلة بليبيا». وأكد شكري اهتمام مصر البالغ بإنجاح مسارات برلين السياسية والاقتصادية كافة، فضلاً عن مسار ٥ + ٥ الذي سيضع الترتيبات الأمنية والعسكرية المتوافق عليها، مؤكداً دعم مصر بقوة لهذا المسار بالتنسيق مع جهود الأمم المتحدة. وأشار إلى أهمية العمل على استعادة الاقتصاد الليبي عافيته، «عبر إصلاح المؤسسات تحت نظر البرلمان، وتفعيل مؤسسة النفط والبنك المركزي في إطار من الشفافية والتوزيع العادل للثروة والرقابة على أوجه الصرف، وهي الأمور التي ستناقش ضمن المسار الاقتصادي الذي تساهم مصر بقوة في دفعه». وأكد شكري أن «مصر دأبت على التحذير من خطورة انتشار الإرهاب في ليبيا،»، مُحذراً من «تبعات مواصلة التدخلات الأجنبية على الأراضي الليبية لدعم تلك الجماعات والميليشيات، وسياستها التخريبية عبر نقل المرتزقة الأجانب والإرهابيين من سورية إلى ليبيا، بما يزعزع الاستقرار والأمن الداخلي الليبي، ويمثل تهديداً جسيماً للأمن القومي العربي على نحو يحتم تكاتف الدول العربية لوضع حد لتلك الممارسات المزعزعة للسلم والأمن الإقليمي والدولي». وشدد وزير الخارجيّة العراقي، فؤاد حسين، على موقف العراق الرافض للتدخّلات الخارجيّة في الشُؤُون الداخليّة لليبيا، داعيا إلى الحفاظ على وحدتها حُكُومة وشعباً. وقال إن العراق يدعم حُقُوق مصر والسودان في مياه نهر النيل، ويُؤيّد جُهُودهما في التوصّل إلى اتفاق نهائيّ لقسمة عادلة تضمن حُقُوقهما. ودعا الوزير العراقي، خلال الاجتماع، الجانب الإثيوبيّ إلى التفاهم مع الدول العربيّة المعنيّة لضمان حُقُوقها في مياه نهر النيل. وأكد أهمية حلّ الخلافات بالطرق السلميّة، وتوحيد الكلمة، لمنع التدخّلات الخارجيّة في الشأن العربيّ، مشددا على دعم العراق لجميع المُبادرات الإقليميّة والدوليّة التي تُساعِد في تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد التمسك بالحفاظ على سيادة واستقلال دولة ليبيا، وسلامة أراضيها، ووحدتها الوطنية. وقال أبو الغيط، في كلمته خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، إن «أية ترتيبات لوقف إطلاق النار في ليبيا، لن تنجح أو تصمد طويلاً، ما لم تكن مصحوبة بالتزامات وأحكام واضحة، لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، وكذلك تفكيك وتسريح الميليشيات المسلحة، والحيلولة دون استمرار التدخلات العسكرية، والتي لا تهدف إلا لتحقيق أطماع ومصالح القائمين عليها». وشدد أبو الغيط على رفض أي مخططات لتقسيم ليبيا، إلى مناطق نفوذ، وإحداث شرخ دائم، في النسيج المجتمعي الليبي، ودان أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية كافة في ليبيا. وأضاف: «هدفنا إيقاف القتال وخفض حالة التصعيد العسكري الخطيرة في ليبيا والتوصل إلى تهدئة فورية على خطوط المواجهة كافة وخاصة حول سرت». وشدد أنه «لا سبيل سوى الحل السياسي الشامل لتسوية الأزمة الليبية بجوانبها كافة، مؤكدا الرفض المطلق لأية حلول عسكرية للوضع الليبي». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :