نظمت جمعية سيدات مصر، مساء أمس الأول، في فندق ميركوري في أبوظبي، تحت رعاية المستشار الثقافي في سفارة جمهورية مصر العربية لدى دولة الإمارات العربية، المتحدة الدكتور أمجد الجوهري، أمسية احتفائية بالذكرى الحادية عشرة لرحيل القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعنوان: حكيم العرب وفقيد الأمة، بالتعاون مع الأرشيف الوطني، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ومركز زايد للدراسات والبحوث، ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام. حضر الأمسية حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والدكتور راشد المزروعي، مدير مركز زايد للدراسات والبحوث، والدكتور أمجد الجوهري، والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق لجمهورية مصر العربية، ورئيس محكمة النقض في أبوظبي، وجمع غفير من المهتمين. بدأت وقائع الأمسية بقراءة الفاتحة على روح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان. وقال حبيب الصايغ: في التعريف الأول قيل إنني شاعر الإمارات، وأنا أضيف الآن أنني شاعر الإمارات ومصر، وسوف أحاول أن أثبت ذلك، من خلال قراءة نصين الأول قصيدتي الجديدة بمناسبة الذكرى الحادية عشرة، وأنا أكتب عن زايد منذ سنة 1968، ولكن بعد رحيل هذا الرجل العظيم لم أستطع أن أكتب عنه إلا في الذكرى الثالثة، ومنذ ذلك الحين أصبحت أكتب في كل ذكرى مثل هذه قصيدةً جديدةً. يستهل الصايغ هذه القصيدة بمطلع طافح بالشعرية، استخدم فيه معجماً لغوياً قرآنياً ثرياً، نفذ من خلاله إلى عمق خصال الراحل وفريد شمائله وصفاته، ويقول: عليك من سُوَرٍ محفوظةٍ سُورُ يا شاكراً وهو في الدارين مشكورُ وحولك العصرُ والآيات قاطبةً والشمسُ والفتحُ والرحمنُ والنورُ والنصرُ والناسُ والإخلاصُ في قَصصٍ من المعارجِ والأنفالِ والطورُ وأنت زايدُ هذا العصر زِيدَ بِهِ قدرٌ وقدرٌ، وتقديرٌ وتقديرُ فهل أصدّق ما قد كان من زمني وحيلتاي له صبرٌ وتصبيرُ؟ أم هل أصدقُ يا ربي ومعتمدي لو أنني بسوى التصديقِ مأمورُ؟ عقدٌ وعامٌ كما لو دَهرُ منتظرٍ أو لحظةٌ سرّها بادٍ ومستورُ أو غفلةٌ، لفتةٌ، إغفاءةٌ، حُلمٌ مشوارُ برقٍ إلى المعنى، مشاويرُ إيماءةٌ، سَفَرٌ، تحليقُ أمنيةٍ جنّاتُ عدنك يا ربّاهُ والحُورُ كأنما الوقتُ لا وقتٌ وليس له لمسٌ وما فيهِ تقديمٌ وتأخيرُ عُدْ نحو قلبيَ يا دمعي، ومن وطني لك التباشيرُ؛ جودي يا تباشيرُ واغمرْ وجوهَ عَطاشى الروحِ يا مطراً كأنه همسُ روحٍ وهو منثورُ وختم الصايغ قصيدته بذكر شمائل الراحل الكبير وصفاته ومآثره وخصاله التي عزّ نظيرها في زمانه، ولم يبلغها أحد في أوانه، ويقول: وعَيتُ أن ضفافَ الخُلدِ ما ابتعدتْ إلا لتدنوَ حيثُ الشيخُ مذكورُ وحيث زايدُ مذكورٌ ومتّبَعٌ وواضحٌ وطليعيُّ ومشهورُ وساطعٌ وجناحا حُلمهِ أثرٌ من نفسهِ خالدٌ باقٍ، وتأثيرُ جودُ الوجود، وموفورُ الوعودِ، وفي كفيه نهرانِ: موفورٌ وموفورُ فاهنأ فإنكَ من جمعٍ خُلاصتُهم خيرٌ، وهمْ، منذ أن كانوا، المغاويرُ جمعٌ إذا اجتمعوا عُدّوا أو افترقوا عُدوّا وإن قيل: من للصعبةِ؟ اختيروا رضوانُ في هذه الدنيا وجسرُهمُ إلى القيامة تهليلٌ وتكبيرُ وفي القيامة رضوانٌ كأنهمُ لم يُحشروا وكأنْ لم يُنفخِ الصورُ فاهنأ أيا زايداً واهنأ بلا عددٍ فالشعبُ مثلك مشتاقٌ ومسرورُ أما القصيدة الثانية فهي قصيدة مصر ويقول فيها: مصرُ يا مصرُ يا حكايةَ شعبٍ صاغَ أشكالَ مجدنا أشكالا الرجالُ الرجالُ كم من رجالٍ لم نكنْ قبلهم رجالاً رجالا دمك المستهامُ يركضُ فيناً أسمرَ الوجهِ واضحاً مختالا ماهراً في الوثوبِ نحو المرامي ومريداً ومارداً وغزالا إن نقلْ مصرُ فالمكانُ نديمٌ ثملٌ يسردُ الزمانَ اختزالا أو نقلْ مصرُ فاسمُها يسبقُ الفعلَ ويحكي الأسماءَ والأفعالا كنت دوماً يا مصرُ أماً رؤوماّ وأبا حانياً وعمّاً وخالا كم تحمّلتِ بالنيابة عنّا وتحملتنا عصوراً طوالا واستعرض الدكتور راشد أحمد المزروعي المحطات المهمة في حياة الشيخ زايد ودوره في قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة، وفي بناء نهضتها الحديثة، وركز على دوره المهم في تمكين المرأة وإشراكها في بناء دولتها، بعد أن أحسن إعدادها وتعليمها وتدريبها، والدور البارز لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، في تنفيذ توجيهات القائد المؤسس وترجمتها. وختم بقصيدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، يعدّد فيها نعم المولى تعالى على شعب الإمارات. وقال الدكتور أمجد الجوهري إن المغفور له، بإذن الله، تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكيم العرب وفقيد الأمة، أنموذج يحتذى، في حكمته وفطنته ومواقفه وقراراته وعطاءاته وإنجازاته، ومن منا ينسى أياديه البيضاء تجاه الشعب المصري والمؤسّسات التعليمية والطبية التي أمر الشيخ زايد رحمه الله بإنشائها في مصر ومازالت تقدّم خدماتها لمئات الآلاف من المصريين. وأكدت منال عمر في كلمتها التي ألقتها باسم جمعية سيدات مصر، أن بقاء الإنسان وتخليد ذكره في الآخرين، مقرون بما قدّمه للناس من أعمال ومساعدات، ترفع قدره، وتحييه في الناس، وتضيف إلى عمره أعماراً، وهذا ما يتجلى بوضوح في سيرة الراحل الكبير، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وفي ختام الأمسية تمّ عرض فيلم وثائقي يتناول حياة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
مشاركة :