اشتهرت بعذوبة مياهها التي تدفقت قديماً بغزارة عبر سبعة جداول تروي واحة صفوى البالغ تعداد نخيلها آنذاك 50 ألفاً، والأنهر التي كانت تتفرع منها تسمى بالقميح الذي كان يتجه نحو الشمال، حيث نخيل الزعافرينيات والصبيبحات ومن بعدها حارة بارزان، واندثرت بشكل كلي في أواخر السبعينيات الميلادية، هي العين الجنوبية بصفوى، تاريخ لا يمكن تجاوزه، وذكريات تبقى لكل من وصل عمره 40 عامًا، فكانت الفعاليات بأنواعها تقام فيها، ومكنت بتدريب أبطال في السباحة نافسوا عالميا على العديد من البطولات الدولية.وكانت هناك محاولات فردية تطوعية لإحياء أمرها، وإعادة تدفق مائها، وتبقى الأمنيات معلقة على المسؤولين بإحياء التراث.الصادق: تخرج فيها 200 بطل محليا ودولياأكد السباح الدولي ولاعب المنتخب السابق حسين الصادق، أن صفوى عرفت بـ«الصفا»، نسبة لعين الصفا، أو داروش الشهيرة في المنطقة، ومن العيون المتواجدة العين الجنوبية الشهيرة أيضًا، وكانت تتواجد في صفوى أكثر من 20 عينًا، حفرت من مئات السنين.وقال الصادق: مارسنا السباحة في العين الجنوبية، التي لا تتجاوز مساحتها 2000 متر مربع، خرجت أكثر من 200 بطل على المستويين المحلي والدولي، وخير مثال البطل السباح علوي آل إبراهيم، الذي عبر بحر المانش، وكثير منهم رفع راية الوطن بحصده بطولات دولية.وأضاف: احتكر نادي الصفا بأبطاله، بطولات المملكة في السباحة، الذين خرجتهم العين هذه، متابعًا: كانت الفعاليات تقام باستمرار، والتدريبات، والغطس تحت الماء، وغيرها من المسابقات.وبيَّن الصادق: استبشرنا خيرا قبل 8 سنوات، بعدما عاد بعض من مائها بعد حفرها، وبقي الأمر بعد ذلك على ما هو عليه، لأن الأمر يتطلب تضافر الجهود، وقيام الجهات ذات العلاقة بذلك، فالعين الجنوبية بصفوى تاريخ عريق، وكل مَنْ وصل عمره 40 عامًا قد كانت له ذكريات فيها، وكان له ارتباط بهذه العين التي ضمت مئات الفعاليات.وأكمل: «قبل عام وتحديدًا في يوليو 2019، تم طرح موضوع العين الجنوبية بالمجلس البلدي بالقطيف للاستثمار، وذلك وفقا لقرار المجلس البلدي رقم 168 من الدورة الأولى، وأقر المجلس بالإجماع، الموافقة على طرح موقع العين الجنوبية للاستثمار، بعد دراسة ذلك، وعملت بلدية محافظة القطيف متمثلة ببلدية صفوى على تسوير العين الجنوبية للمحافظة».العوامي: إهمال التراث يؤدي لاندثارهقال المواطن جابر العوامي: إن صفوى تزخر بالعيون الأثرية، وعلى امتداد 300 متر طولي، نجد 3 عيون من أهم عيون المدينة والمنطقة، ضاربة بجذورها في التاريخ، أولها عين داريوش أو ما تسمى بـ «داروش»، ويعتقد أنه تم بناؤها بين 521 – 485 قبل الميلاد.وأضاف: تأتي العين الوسطية جنوب عين داروش، ثم العين الجنوبية جنوبًا، وجميع العيون هذه تحتاج إلى إعادة تهيئة واهتمام من الجهات ذات العلاقة، محذرًا من أن إهمال هذا التراث سيؤدي لاندثاره، وطمسه، فالأجيال القادمة تحتاج لاستقصاء المعلومة، ونحن مسؤولون لإيصال التراث والمعلومة الصحيحة لهم.وشدد: البقاء على التراث وكينونته واجب علينا، والحفاظ عليه دليل تحمل مسؤوليتنا، ولن يكون ذلك إلا بالاهتمام به، وعدم إهماله، فإما أن تقوم الجهات ذات العلاقة بالمهمة، أو عرضه وتركه على مستثمرين.وأبان العوامي بأن كثيرًا من المهتمين بصفوى، ناشدوا مرات ومرات، المسؤولين، بالمحافظة على المقومات التاريخية، خاصةً التي لها تأثير وجداني على الموطنين والبيئة والأرض.وطالب كثير من المهتمين بآثار وتاريخ العيون بشكل مجمل، الجهات ذات العلاقة، بأهمية وضرورة الحفاظ على ما تبقى من العيون الأثرية، التي تزخر بها محافظة القطيف.وأكمل: قرأنا أن محافظة القطيف يتواجد فيها أكثر من 350 عينًا، كانت تتدفق بغزارة والتي تروي بساتين ونخيل واحة القطيف، مؤكدا أن بعض هذه العيون كانت للسباحة، وبعضها لشرب الماء.وأشار إلى أن بلدية القطيف في عام 2016، نفذت مبادرة لتسوير العين الجنوبية؛ للحفاظ على ما قام به متطوعون من حفر العين والاهتمام بها قبل سنوات، وهذا الإجراء جاء كشراكة مجتمعية، بعد مطالب من المهتمين والأهالي آنذاك.السادة: متطوعون وجدوا بها «تجوري» و«مقتنيات نادرة»أكد الحاصل على الماجستير في الإدارة البيئية، المهتم بالبيئة المائية زكي السادة، أنه في شهر مارس من العام 2012، شمر عدد من المتطوعين سواعدهم؛ لإعادة نبض الحياة في العين الجنوبية التي يصل ماؤها إلى مسافات بعيدة قد تتجاوز 5000 متر طولي سابقا، وعملوا فترة طويلة استمرت نحو 3 أشهر، وكان العمل على دفعات، وبإمكانات ضعيفة، وبمجهودات فردية تطوعية من قبل أفراد، وذلك على أمل إعادة تدفق المياه.وأوضح أن المتطوعين وجدوا العديد من المقتنيات، منها صندوق تجوري (خزنة الأموال والودائع)، وعملة معدنية يرجع تاريخها إلى عام 1962، وأزاحوا أكثر من 150 إطارًا، و55 برميل نفايات، و15 دراجة هوائية، ووصل الحفر في تنور العين بين 18 و20 مترًا، بعرض قطري يبلغ بين 10 إلى 15 مترًا تقريبًا.وأشار إلى أنه تمت إزاحة أكثر من 50 طنا في جميع فترات العمل، ما جعل قليلا من الماء يتدفق من تنورها، فعاد ذلك الأمل لكثير من الناس بعودة الحياة فيها، وبدأ العمل في ذلك بمناسبة الفعاليات التي أقيمت لإحياء يوم المياه العالمي، الذي يصادف 22 مارس من كل عام.وأكد السادة أن نبض الماء من العيون يرجع لأسباب عديدة في المنطقة، وكان ذلك التوقف تم قبل حوالي 30 عامًا، ولكن لا يزال الحلم بالاستفادة من هذه العيون في كثير من المناسبات والفعاليات، أو إقامة أماكن استثمارية فيها.
مشاركة :