الحوثيون يصعدون ضد السعودية للتغطية على أزمتهم الداخلية الحادة | | صحيفة العرب

  • 6/24/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

استهداف جماعة الحوثي للأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بشكل مكثّف واستعراضي في هذا الظرف بالذات، جاء انعكاسا لحاجتهم الشديدة لصرف الأنظار عن الأزمة الداخلية الخانقة التي يعيشونها بسبب جائحة كورونا وتضاؤل الدعم الإيراني لهم، ما شكّل تهديدا جديا لسلطة الأمر الواقع التي يديرونها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. الرياض- وجّه المتمرّدون الحوثيون وابلا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخّخة إيرانية الصنع باتجاه الأراضي السعودية، وذلك في أوج أزمة غير مسبوقة تواجه سلطة الأمر الواقع التي يقيمونها على أجزاء من الأراضي اليمنية من بينها العاصمة صنعاء، بسبب جائحة كورونا التي تداهم مناطق سيطرتهم، ويُخشى أن تشكّل “ضربة قاضية” للأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في تلك المناطق، حيث تكاد تنعدم وسائل مقاومة الوباء ومواجهة تبعاته. وقالت مصادر يمنية إنّ التصعيد الحوثي ضدّ المملكة في هذا التوقيت هدفه تصدير الأزمة الداخلية وصرف نظر الشارع المحتقن بالغضب في صنعاء وغيرها من المدن والمناطق صوب السعودية التي يحرص الحوثيون على تصويرها كعدو مطلق مسؤول عن الأوضاع السيئة لليمنيين بفرضه “حصارا” عليهم، بحسب ما هو متواتر في الخطاب السياسي الحوثي الموجّه للاستهلاك الداخلي. وأعلن الحوثيون الثلاثاء عن شنّهم هجوما كبيرا بالصواريخ والطائرات المسيرة في عمق السعودية، استهدف بحسب روايتهم وزارة الدفاع وقاعدة عسكرية في العاصمة الرياض. وأكّد تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، من جهته، صدّ الهجوم وإسقاط المقذوفات المستخدمة فيه. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إنّه سمع فجر الثلاثاء صوت انفجارين مدويين ورأى دخانا في سماء المدينة. وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في كلمة نقلها تلفزيون المسيرة التابع لهم إن العملية “استهدفت عاصمة العدو السعودي بعدد كبير من الصواريخ الباليستية المجنحة وطائرات سلاح الجو المسير”. تركي المالكي: هجمات الحوثيين متعمدة وممنهجة لاستهداف المدنيين تركي المالكي: هجمات الحوثيين متعمدة وممنهجة لاستهداف المدنيين وأضاف أن الصواريخ استهدفت مقرات ومراكز عسكرية منها وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة الملك سلمان الجوية، كما استهدفت أيضا مواقع عسكرية في مدينتي نجران وجازان اللتين تقعان في جنوب المملكة على الحدود مع اليمن. وهدد سريع بـ”تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأشدِّ والأقوى حتى رفعِ الحصار ووقف العدوان”. وقال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إن هجوم الحوثيين “عملية عدائية متعمدة وممنهجة” لاستهداف المدنيين. وذكر في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن التحالف اعترض ثلاثة صواريخ أطلقها الحوثيون، الثلاثاء، صوب مدينتي نجران وجازان علاوة على عدد من الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات والتي أُطلقت باتجاه السعودية في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين. وفي أولى ردود الفعل العربية على استهداف الحوثيين للمملكة، أعربت دولة الإمارات عن إدانتها “لمحاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران استهداف مناطق مدنية في المملكة العربية السعودية من خلال طائرات مفخخة من دون طيار وصواريخ باليستية باتجاه الرياض ونجران وجازان اعترضتها قوات التحالف”. وجددت في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي “تضامنها الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها”. ويواجه الحوثيون مصاعب غير مسبوقة منذ غزوهم المناطق اليمنية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بدءا من خريف سنة 2014 ليس فقط بسبب جائحة كورونا التي تهدّد بانفراط سلطتهم على المناطق التي يخضعونها بقوّة السلاح، ولكن أيضا بسبب متغيّرات إقليمية ودولية قد تحدّ من قدرتهم على مواصلة مجهودهم الحربي، وفي مقدّمتها المصاعب المالية والاقتصادية التي تواجهها إيران الخاضعة لعقوبات أميركية شديدة، علما أنّها مصدر قسم هام من السلاح الذي يستخدمه الحوثيون في حربهم بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة التي يستخدمونها في استهداف السعودية. وتقول مصادر من داخل مناطق سيطرة الحوثيين إنّ هؤلاء يواجهون صعوبات كبيرة في تجنيد المقاتلين، في ظل خوف الأهالي على أبنائهم من الإصابة بفايروس كورونا في معسكرات التجنيد والتدريب وحتى في جبهات القتال حيث تنعدم وسائل الحماية من الوباء. وفرضت الجائحة تحدّيات جديدة ومصاعب حياتية إضافية على اليمنيين، لاسيما سكان المناطق الخاضعة للحوثيين. أكّد تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، من جهته، صدّ الهجوم وإسقاط المقذوفات المستخدمة فيه وتتّهم جهات سياسية وإعلامية يمنية حكومة صنعاء الموازية بإخفاء العدد الحقيقي للمصابين والمتوفّين بوباء كورونا، لكنّ مصادر تؤكّد أن تلك الحكومة لا تمتلك وسائل تحديد العدد الحقيقي للمصابين وعلى رأسها أدوات الفحص والتحليل، فيما يموت كثيرون بالوباء خارج المستشفيات والمستشفيات التي لا يحاولون أصلا الوصول إليها ليقينهم بعجزها عن مساعدتهم. وفي انعكاس للأوضاع المعيشية بالغة الصعوبة في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، تعيش تلك المناطق منذ أيام أزمة وقود حادّة حيث أدت ندرة المشتقات النفطية إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني بينما تتّهم الحكومة جماعة أنصار الله الحوثية باحتجاز ما يزيد على 150 شاحنة وقود ومنعها من الدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها “سعيا للمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين، وتعزيز السوق السوداء التي تديرها الجماعة”، بحسب ما ورد في بيان للجنة الاقتصادية التابعة للحكومة الشرعية. وكانت السعودية قد بادرت مع بداية تفشي وباء كورونا إلى وقف عمليات التحالف العربي في اليمن في إطار هدنة هادفة للتخفيف من وطأة الوباء على اليمنيين، غير أن الحوثيين لم يلتزموا بها وبادروا إلى خرقها بشكل متكرّر لحاجتهم الدائمة لخوض الصراع وتأجيج الحرب بهدف صرف أنظار الأهالي عن الأوضاع الداخلية بالغة السّوء.

مشاركة :