لفت انتباهي مقال جميل قديم وضعته نصب عيني واستفدت منه الكثير جدا ولا اعلم من هو كاتبه وشدني كل ما قيل فيه وكأنه ينطبق على الوضع الحالي الذي نعيشه في عالمنا الاجتماعي والعملي والرياضي وكل ما شابه ذلك٠٠٠ (كثيرون من يغيظهم نجاح الآخرين و تميزهم ، و كفاك أن تعاقب مثل هؤلاء (المرضى) بالمزيد من النجاح و الإصرار على العطاء بذات النفس، ألم يقل المتنبي ذات مساء : إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهم) هنا نستفيد شيئين من وجهة نظري الشخصية الشئ الاول / انه لا يمكن ان يقارن الفاشل بالناجح اطلاقا (حتى وان أوهم الفاشل نفسه بانه افضل وحتى ولو أوهمه من (يطبلون)له وسبب ذلك خشية ان يؤذيهم (بالصياح والتباكي) ليس الا)!!!٠٠ الشئ الثاني / الفاشل الحقيقي مهمته تكمن في (الانتقاص والانتقاد والتقليل من نجاحات الآخرين). رغم ان هذا (النوع من البشر) لو علم و أيقن ان الحياة تتسع لأكثر وأكبر عدد من الناجحين حتى لو فشلوا مرة ومرة لابد لهم ان ينجحون يوما ما بالأصرار والكفاح والتحدي (ان أرادوا ذلك) ولكن لا حياة لمن تنادي.. (ولأن الغيرة في بعض الأشخاص تولد الحسد ، و الحسد في الأصل (ناجم عن النقص)، فمن البديهي أن يتعرض أي مبدع (للطعنات) و ربما (السب و الشتم)، كتنفيس من هؤلاء المرضى عما يشعرون به من غيره و حسد تجاهه.و مذمة (الناقص)للمبدع هي الشهادة التي قال فيها الشاعر : و إذا أتتك مذمتي من ناقص٠٠ فهي الشهادة لي بأني كامل٠٠ ( والكمال لله وحده دون سواه) فلولا تميز المبدع أو الناجح و في أي مجال لما تعرض للحسد٠٠ و هكذا عرفنا من آبائنا و أمهاتنا أن الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى ، و علمنا التأريخ أن كليب (طعن من الخلف)لأنه كان (يسير في المقدمة)٠. فالرجل الذي يشرب من (الماء النقي يسر برؤية صورته الواضحة على سطح الماء) أما من يرتوي من (المستنقعات) فلا يسلم من (القاذورات)و لا يأمن الانزلاق إلى قعر ما ارتوت منه نفسه)٠٠ نستفيد أيضا ان (الفرق الشاسع) بين هذا و ذاك سواء بالتفكير او بالجهد المبذول وكذلك الطموح والنظرة المستقبلية التفاؤلية يوضح بعد المسافة بينهما كبعد السماء عن الأرض٠٠ و(من (شيم) النفس الطيبة و الواثقة عدم مجاراة (مرضى الحسد) ، لا (عجزاً) أو سذاجةً و إنما (ترفعاً)و (إعزازاً) لهذه النفس٠٠ إذا وقع الذباب على طعام٠٠ رفعت يدي ونفسي تشتهيه٠٠ ولا ترد (الأسود)ماءً ملوثاً ٠٠ فمحاربة كل (ناجح) هي مهمة كل (ناقص)، كلٌ يمارس دوره و لكن بإختلاف الأدوات ، و يكفي كل ناجح أنه (يصعد)سلم النجاح بأريحية ، بينما (يقبع في الأسفل منه)من يحاولون (البحث و التفتيش عن أي ثغرات أو هفوات له)٠٠٠ وكم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم٠٠ و يكره الله ما تأتون والكرم. أخيراً ( إياك اعني واسمعي يا جاره)!!!! بقلم يحيى محمد الحسيكاني
مشاركة :