**مرحَى، أحباب الصّيف** | صحيفة صدى الحجاز الالكترونية

  • 6/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الساعة الآن الثانية ظهرًا، محبّتي لفصل الصيف لم تتزعزع البتّة وها أنا من جديد كما أنا في كلّ صيف أكثرُ نشاطًا من صيفٍ منصرم، وأكثف شعورًا لصيفٍ جديد حين أُدلي بمشاعري هذه تعترضني بعض الأصوات التي تصفني بالغرابة، وتُسفر لي بعض الملامح عن امتعاض لا يحتاج إلى كلمات، فأبتسم لمُخالفتهم المازحة، وأناضل دفاعًا عن صيفي المحبوب، أن يبتدئ الفجر بزوغه في الرّابعة تلك جنّتي، تتلاشى ظلمة حقّة ليست في السماء فحسب بل أيضًا لِتلك التي رانَت على قلبي، وحين أنظر للساعة أبتسم بانتشاء لقد بدأ نهَاري مبكّرًا، نهاري الذي لم أنتظره طويلًا ، أُجهر صوتي يا لك من فصلٍ رائع! حين أفكّر في صباحات الشتاء، لا أجعلها مكان الندّ فهي الأخرى تدثّرُ قلبي بطريقتها المُختلفة، لكنّها سرعان ما تمضي! كثيرًا ما تتأخّر، تميل إلى كونها داكنة خاطفة، لذيذة بصورة تبعث على بعض الضيق والازدحام، كأنّها تخطف من بين أنفاسي نفسًا ضئيلًا لا أدري أين تذهبُ به، لستُ أجعل الشتاء برمّته مكروهًا لدي، ولا أحب أن ينطوي فقط على ظلامي معَه، وبالتأكيد لا أختزل الصيف في عَرَق يتندّى من جبين، أو لسان يلهث إثر عطش، إنّما هي روحي وشمسي، طولًا وهبه الله لهذا الصيف ليجعل من صباح واحد صباحات متعددة، فلستُ في حيرة السؤال: مالذي أفعله؟ أهو صباح العمل أو المتعة؟ أقول لي: كلّا إنه لكّل ما أردتّي، لقهوة وكتاب، لإنجاز ورفاهية، وسيفيض عن حاجتك ليأتيك بخيارات تشعرك بأن هذا الوقت تنصبّ فيه حياتك التي تستحقُّ اسمها، ثمَّ مهلًا لم ينتهِ النّهار بعد ! أطلق العنان لراحتيّ يدي في احتضان عميق لأشعة متسللة من شمسي الأحبّ، تزهو روحي في حبور لا أقصده أجدني نشيطة مُنجزة، مصبوغٌ على قلبي الرّضا، ألتقط صورة مكررة من ذات المكان المُنير دون أن تبهت دهشتي، هذه الدهشة التي لا تكفّ عن كونها دهشة! تُحييني أمتعُ بزهاء الألوان المنشورة على غصن فاكهة، وفساتين مرَح ، وأصلّي لله كما امتد حنوّه عليّ أن يمتدّ ظله ليُحيل الرّمضاء عن كل روح وجوَى أحب الصيف إذ أنّ طفلة داخلي ما زالت تحزن لغروب شمس ومجيء مساء، يعللني الصيف بقصر ليله بتقليص المسافة بيني وبين نهار جديد، نهار أرى فيه نفسي بتجلّي فلا أظلمها، أكشف الستار عن معاني جديدة فأُفسح لها داخلي مأوى وغذاء، أمتن لله أن رحمة كهذه بيده هو، أن حدثًا كالنّهار لا يغيب لأكثر من صبر، وأنّ شمسًا بمحض إرادته يمسّ دفئها جسدي.

مشاركة :