قال هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن التوترات المتصاعدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع تعقيدات الأزمة الليبية، التي تتفاقم كل يوم حتى تكاد تتحول إلى لغز بلا حل، في ظل إصرار تركيا على الفوز بكل شيء.وأوضح لـ"البوابة نيوز"، أن أنقرة تعمل على إحكام سيطرتها السياسية على ليبيا وثرواتها النفطية، مرورا بإعادة إحياء تنظيم الإخوان الإرهابي، وانتهاءً باغتنام نصيب الأسد من مخزون الطاقة بالبحر المتوسط، وذلك كله بمعاونة مخلصة من حكومة السراج التي لم يعد لها هم سوى بيع الوطن لمن يضمن استمرارها، وبقاء ما تتمتع به من أموال الشعب الليبي تحت يدها.وقال: "السيناريو الذي تنفرد تركيا بوضعه لمستقبل المنطقة يدفع طبول الحرب لتدق بكل قوة فوق رؤوس الجميع، خاصة أنه لا أحد يمكن أن يقبل بعودة السيادة العثمانية على الشرق الأوسط من جديد، لا سيما وأن بني عثمان اعتادوا على ممارسة أكثر أشكال الطمع قسوة وظلما، خاصة إذا أضفنا لذلك استخدام أنقرة لقيادات جماعة الإخوان مثل: فايز السراج رئيس حكومة الوفاق نفسه، ومعه خالد المشري رئيس ما تسمى بمجلس الدولة، فضلا عن مفتي التطرف الصادق الغرياني، من أجل تثبيت دعائم نفوذها في طرابلس وما حولها".وأضاف: "بينما تتمزق ليبيا بين دول اختارت ألا تفعل شيئا حيال الأزمة، ودول لديها الرغبة في إيجاد حل للأزمة لكنها لا تمتلك النفوذ الكافي لتحقيق ذلك، يقضي الليبيون أوقاتهم يشاهدون التوغل التركي في أراضيهم، وهو ما أثار غضب فرنسا، التي تهاجم تركيا بشكل مكثف لإدراكها أبعاد مؤامرة أنقرة على ليبيا، والمنطقة وأوروبا أيضا".ولفت النجار إلى أن ما يجري في ليبيا من إعادة إحياء تنظيم الإخوان، يمكن النظر إليه بوضوح أكبر، من خلال تصريحات زعيم حركة النهضة الإخوانية، ورئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي، خلال حديثه عن السر وراء دعمه الواضح لحكومة السراج غير الشرعية في ليبيا. ولفت إلى أن الغنوشي كشف عن أطماع جماعته في السيطرة على ثروات الليبيين، لكنه حاول المراوغة عن طريق إلصاق هذه الأطماع بالدولة التونسية، متناسيا أنه يخالف السياسة الرسمية لبلاده.وقال النجار: "الغنوشي حاول إيجاد مخرج ينقذه من المطالب المتصاعدة بسحب الثقة منه داخل البرلمان، حين ادعى في حوار متلفز أن مصالح تونس تقتضي ألا تقف على الحياد تجاه الأزمة الليبية، وهو بذلك يحاول توريط بلاده في الميل تجاه الطرف الذي يروق لجماعة الإخوان، خاصة أنه لم يوضح لماذا ترتبط المصالح التونسية بدعم حكومة السراج على وجه الخصوص، إلا لكونها إخوانية، وموالية لتركيا معقل الجماعة الإرهابية حاليا".
مشاركة :