قال محمد أبو الحوش، باحث في العلاقات الدولية، إنه في ظل تفشي فيروس كورونا العالمي وما تعاني به دول العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص من تأثير هذا الفيروس وانشغالهم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهته؛ لم تكترس القيادة التركية بسياستها المتهورة تجاه المنطقة العربية من تأثيرات وتداعيات هذا الفيروس، وواصلت أنشطتها الاستفزازية لزعزعة استقرار المنطقة من خلال استمرار تقديمها الدعم للميليشيات والجماعات والمرتزقة الإرهابية فى سوريا و ليبيا حتى تستمر بنفس الوتيرة في تنفيذ أجندة مشروعها في المنطقة العربية.وأضاف أبو الحوش في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن تركيا تدعم نفوذها في الشمال السوري من خلال الميليشيات التابعة حتى استطاعت نقل المرتزقة التابعين لها في سوريا إلى طرابلس بعد عقد اتفاق بين أردوغان وحكومة السراج الإخوانية وتقديم دعم غير محدود لعناصرها وعناصر الإخوان المسلحة هناك، حتى تستطيع مواجهة الجيش الوطني الليبي وصد هجماته المتتالية في العديد من المواقع.وأشار الي أن العالم كله يعاني من إرهاصات هذا الفيروس ورغم ذلك لم تجد تركيا غضاضة في الاستمرار فى تقديم دعمها لميليشياتها الإرهابية فى ليبيا وهذه سياسة براجماتية تأتي في سياق ما تنتهجه القيادة التركية من مشروع إقليمي.وأوضح أبو الحوش أن تركيا وجدت الوضع الراهن فرصة سانحة في تعزيز نمو مشروعها السياسي الإخواني في المنطقة وزرع مرتكزات لها بليبيا بعد فشل مشروع الإخوان المصري حتى تكون ليبيا من خلال حكومة الوفاق نقطة انطلاق لمشروع الإخوان في المنطقة.وأكد" أن تركيا تدعم هذا المشروع عسكريا بمليشيات عسكرية إرهابية ومعدات وآلات عسكرية تركية لدافع وزرع واعادة تثبيت قوة حكومة الوفاق مرة أخرى في طرابلس بعد أن أوشك حفتر القضاء عليها معتبرا أن هذه محاولة تأمين المصالح والأطماع التركية في المتوسط في التنقيب عن الغاز فضلا عن محاولة مد نفوذ تركي فعلي من خلال الميليشيات المزروعة بطرابلس إلى حقول النفط الاستراتيجية الليبية في الغرب فضلا عن احتواء الأسواق المحلية الليبية لصالح احتكار الشركات التركية وجعل هذه موطئ قدم لإعادة الأعمار بليبيا.وقال الباحث في العلاقات الدولية، إن محاولة أحياء المشروع الإخواني في ليبيا يحمل في ثناياه الأطماع الاستراتيجية لتركيا في الاستيلاء على حقول النفط والغاز الليبية؛ وهي محاولة فرض وصاية استعمارية مواكبة لتغيرات القرن الواحد والعشرين بنمط سياسي واقتصادي.
مشاركة :