اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مساء يوم الاثنين (22 يونيو)، عبر رابط فيديو مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقبل ست سنوات، قال الرئيس شي في خطاب ألقاه أثناء زيارته لمقر الاتحاد الأوروبي، "دعوا النيران المزدهرة تسخن برد ربيع الاقتصاد العالمي." وبعد ست سنوات، في ضباب وباء كوفيد-19 الذي يخيم على العالم، ما هو اليقين الذي سيضيفه هذا الاجتماع بين القيادتين الصينية والأوروبية إلى العالم؟ اجتماع الفيديو "للمرة الأولى" عقد هذا الاجتماع على هامش الاجتماع الثاني والعشرين لقادة الصين والاتحاد الأوروبي. ونظرا لتأثير الوباء، تم تغيير اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي إلى طريقة اجتماع الفيديو لأول مرة. كان هذا الاجتماع مساء يوم 22 يونيو أول اجتماع بين الرئيس شي وقادة الاتحاد الأوروبي الجدد. وفي مارس من هذا العام، اتصل الرئيس شي بهذين القائدين هاتفيا للتعبير عن تعازيه الخالص في تفشي وباء كوفيد-19 داخل الاتحاد الأوروبي. أوضح شي خلال هذا الاجتماع أن "الصين تريد السلام وليس الهيمنة"، مشددا على أن الصين ليست فقط دولة ذات تاريخ طويل، ولكنها أيضا دولة نامية مفعمة بالحيوية. ومضى يقول إن الصين "شريكة وليست منافسة" للاتحاد الأوروبي"، وأشار شي إلى أنه "لا يوجد تضارب في المصالح الأساسية بين الصين وأوروبا. فالتعاون يفوق المنافسة بكثير، والتوافقات تفوق الخلافات بكثير"، داعيا الجانبين إلى احترام بعضهما البعض، والبحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات. ونوّه شي إلى أنه يتعين على الجانبين باستمرار تعزيز التفاهم والثقة على نحو متبادل، وتوسيع المصالح المشتركة في التعاون، وحل المشكلات الصعبة في التنمية، وبناء شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي مع المزيد من التأثير العالمي. شدد الرئيس الصيني على أن العالم تحت تأثير المرض، يمر بتغيرات عميقة ويواجه عوامل غير مستقرة وغير مؤكدة، داعيا إلى تعزيز فرص جديدة في الأزمات وخلق آفاق جديدة في مواجهة الظروف المتغيرة. وأوضح أن الصين والاتحاد الأوروبي ينبغي أن يكونا قوتين رئيسيتين للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، معربا عن استعداد الصين للتواصل مع الجانب الأوروبي بشأن القضايا الرئيسية. وقال إنه، في الوقت نفسه، ينبغي أن تعمل الصين والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما اثنتين من الأسواق الضخمة، على تعزيز التنمية والرخاء على الصعيد العالمي. ولفت شي بقوله "على اقتصادينا الرئيسيين لعب دورهما كمحرك مزدوج للاقتصاد العالمي، ودفع انتعاش الاقتصاد العالمي، والدعم المشترك لاستئناف العمل والإنتاج بشكل علمي ومنظم، وتعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي، والحفاظ على استقرار وسلاسة سلاسل الصناعة والإمداد العالمية". وشدد على رغبته في الحفاظ على اتصال وثيق مع قائدي الاتحاد الأوروبي، والنهوض بسلسلة من الأجندات السياسية الرئيسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، والارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو مستوى جديد. شي يتطلع إلى مستقبل العلاقات الصينية الأوروبية أكد شي خلال الاجتماع استعداد بلاده لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك، معربا عن استعداد الصين للتعاون مع الجانب الأوروبي للدفع من أجل علاقات أكثر استقرارا ونضجا في مرحلة ما بعد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، والارتقاء بالعلاقات نحو مستوى أعلى في العصر الحديث. من المتوقع أن الأجندات السياسية الرئيسية بين الصين وأوروبا ستعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي لتصبح أكثر تأثيراً في العالم، وسوف تضخ طاقة إيجابية قوية في العالم الذي تسود فيه حالة عدم اليقين
مشاركة :