بينما تشير التطورات الأخيرة إلى أن الأزمة الصحية التي تعم العالم لاتزال على أشدّها بعد 6 أشهر على ظهور «كوفيد- 19» المسبب لفيروس «كورونا» في الصين في أواخر ديسمبر، حذّرت السلطات الصحية الأميركية من تسجيل زيادة مقلقة في الإصابات في مناطق عدة من الولايات المتحدة. وقال خبير علم الأوبئة في البيت الأبيض الطبيب، أنتوني فوتشي، أمام لجنة في مجلس النواب تحقق في تعامل الإدارة الأميركية مع الوباء، ان «الاسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين لمواجهة هذا الارتفاع المقلق في الإصابات». وخلافا لما ألمح إليه الرئيس دونالد ترامب، إذ نسب الارتفاع في الحالات إلى زيادة وتيرة الفحوص لكشف الإصابات، قال فوتشي: «على حد علمي، لم يُطلب منا إجراء عدد أقل من الاختبارات، وفي الحقيقة، سنقوم بعدد أكبر من الاختبارات»، مشدّداً على أن «ارتفاع الحصيلة ناجم عن انتقال العدوى بين الناس». وفي وقت رصدت 36 ألف إصابة في الساعات الـ24 الأخيرة، حذر فوتشي من «زيادة مقلقة للعدوى ومن زيادة انتشار الفيروس في المجتمع في العديد من الولايات الجنوبية والغربية». وقال: «قبل يومين كان هناك 30 ألف إصابة جديدة في يوم واحد. هذا مقلق بالنسبة إلي». وأضاف: «ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة لمعالجة تلك الطفرات التي نشهدها في تكساس وفلوريدا وأريزونا وولايات أخرى». من ناحيته، قال الدكتور روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، امس، إن «جائحة كوفيد- 19 تسببت في ركوع هذه الأمة». وأضاف خلال جلسة استماع للجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، ان بلاده ستنفق على الأرجح نحو 7 تريليونات دولار «بسبب فيروس واحد صغير»، مضيفًا: «لقد بذلنا كل ما في وسعنا للتعامل مع هذا الفيروس». وتسجل الولايات المتحدة أعلى حصيلة وفيات من جراء الوباء في العالم مع 121,176 وفاة، بينها 800 وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة، ما دفع مسؤولي المدن والولايات للنظر في إبطاء أو التراجع عن خطط إعادة الفتح. كما أدى الوباء إلى إلغاء العشاء السنوي لمراسلي البيت الابيض المقرر في 29 أغسطس. من ناحيتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، امس أن «دول الاتحاد الأوروبي التي تسارع لإحياء اقتصادها وإعادة فتح حدودها، فإنه بحسب مسودة قوائم المسافرين المقبولين للدول الأوروبية، تستعد لمنع الأميركيين من الدخول إليها، لأن الولايات المتحدة فشلت في السيطرة على الكارثة». وفي لندن، حذّر أطباء بارزون من احتمال تزايد الإصابات في البلاد، وقالوا: «من الصعب التنبؤ بشكل مستقبل الجائحة في بريطانيا، لكن الدلائل المتاحة تشير إلى أن التفشي المحلي مرجح والموجة الثانية خطر حقيقي». وكان من بين الموقعين على خطاب مفتوح نشر في دورية «بريتيش ميديكال جورنال»، رئيس الكلية الملكية للجراحين ديريك ألدرسون، ورئيس الكلية الملكية للأطباء آندرو غودارد، ورئيسة الكلية الملكية لطب الطوارئ كاثرين هندرسون. من ناحيتها، باتت منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي البؤرة الحالية للفيروس، وتسجل البرازيل وحدها أكثر من نصف حصيلة الوفيات التي بلغت أمس، 100.378 وفاة. وقضى أكثر من 200 شرطي بيروفي من جراء الفيروس، وأصيب أكثر من 15 ألفا في سياق سعيهم لفرض الالتزام بالحجر المنزلي في هذا البلد. وبينما أعلنت الرئاسة السلوفاكية أمس، دخول الرئيسة سوزانا تشابوتوفا في حجر وعزل منزلي «احترازي ووقائي»، بعد مخالطة موظف في المكتب الرئاسي لشخص مصاب بالفيروس، قال طبيب عسكري إن حالة رئيس هندوراس، خوان أورلاندو هرنانديز، تطلبت إمداده بالأوكسجين بعد دخوله المستشفى لإصابته بالفيروس الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الحالة لاتزال «حساسة» وتستلزم البقاء في المستشفى. إلى ذلك، استدعت الحكومة الهندية، أمس، قوات الجيش لإدارة مراكز العلاج الجديدة المزودة بآلاف الأسرة الإضافية في نيودلهي، كما طالبت ولاية فيكتوريا، ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان في أستراليا، امس، الجيش والسلطات القضائية بالمساعدة لمواجهة الارتفاع الأخير في أعداد الإصابات.
مشاركة :