فندت السفارة الصينية لدى لبنان اليوم (الأربعاء) "اتهامات باطلة" وجهها مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر، إلى الصين بشأن مجموعة قضايا، بما فيها التعاون بين بكين ولبنان والدول الأخرى، وذلك خلال مقابلة مع الإعلام اللبناني. وقالت السفارة في بيان ردا على تساؤلات شينكر، عن التقديمات الصينية للبنان "إن الجانب الصيني ظل منذ فترة طويلة يعمل بنشاط على دفع التعاون العملي بين الصين ولبنان على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة"، مؤكدة "أن الحكومات اللبنانية المتتالية تتخذ مواقف إيجابية تجاه التعاون مع الصين". وأشارت إلى توقيع حكومتي البلدين "مذكرة تفاهم حول التعاون في بناء الحزام والطريق"، بالإضافة إلى تشجيع الجانب الصيني، الشركات الصينية ذات الإمكانات والسمعة الجيدة على بحث إمكانية التعاون مع الجانب اللبناني في مختلف المجالات، بما فيها البنية التحتية. كما أشارت إلى أن الجانب الصيني قدم في السنوات الأخيرة "ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف"، بما في ذلك مساعدات عينية وإنسانية وتنفيذ مشروعات بالتعاون مع منظمات أممية ودولية. ولفت البيان في هذا الصدد إلى "مشروع بناء مقر للمعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى" الممول من الحكومة الصينية. وبحسب البيان، قدمت الصين إلى الجانب اللبناني منذ تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) في لبنان "دفعات من المساعدة الطبية"، شملت أكثر من مليون وعشرين ألف كمامة طبية، و20 ألف بدلة طبية واقية، و3 آلاف وحدة من فحص (بي سي أر)، و3 آلاف زوج من النظارات الواقية وأكثر من عشرة أجهزة لقياس درجات الحرارة. وحول تقديمات الصين إلى العالم في موضوع مرض فيروس كورونا، أشار البيان إلى أن الصين قدمت 50 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية هذا العام دعما للجهود العالمية في مكافحة (كوفيد-19). وأضاف البيان أن الصين تعهدت بتقديم ملياري دولار من المساعدات على مدى السنتين المقبلتين من أجل دعم الدول المتأثرة بالوباء، وخاصة الدول النامية لمكافحة المرض والإنعاش الاقتصادي والاجتماعي. وتعد المساعدات الخارجية الصينية مساعدة متبادلة فيما بين الدول النامية، باعتبار الصين "أكبر دولة نامية في العالم"، بحسب البيان. وحول مزاعم شينكر بشأن الديون الصينية المرتفعة للدول النامية وعقود الاستثمار غير الشفافة، أكدت السفارة الصينية أن "الديون المتراكمة في مشاريع التعاون مع الصين لا تشكل إلا جزءا صغيرا جدا من الديون الإجمالية. وقالت إنه "لم تقع أي دولة في فخاخ الديون المزعومة بسبب تعاونها مع الصين". وأوضحت السفارة أن "الجانب الصيني يلتزم في تعاونه المالي مع الدول النامية الأخرى باحترام سيادة جميع الدول (..) ولم يضع أي شرط سياسي على القروض التي يقدمها". وأشار البيان إلى أن الجانب الصيني سيلغي ديون الدول الإفريقية المعنية في شكل قروض حكومية معفاة من الفوائد المستحق سدادها بحلول نهاية عام 2020 في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي. واعتبرت السفارة في بيانها أن الإدعاء الأمريكي بأن الصين تضع ملايين المسلمين الصينيين في مخيمات الاعتقال، "مجرد افتراء"، مشيرة إلى أن "عدد المسلمين في الصين أكثر من 20 مليون مسلم، وأن لكل 530 مسلما مسجدا". وقالت إن "الحكومة الصينية تحمي حرية الاعتقاد الديني للمواطنين وفقا للقانون، ويتمتع أبناء الشعب الصيني من مختلف القوميات بحرية الاعتقاد الديني وفقا للقانون"، مشددة على أنه "لا يستطيع حفنة من السياسيين الأمريكيين تغيير هذه الحقائق رغم أنهم يكذبون مرارا وتكرارا". وردا على المزاعم حول الاستثمارات الصينية المحتملة في لبنان بشبكات الجيل الخامس في قطاع الاتصالات، أكد البيان "أن الجميع يعرف من قام بأكبر عملية التنصت والمراقبة والتجسس والتغلغل ضد الدول الأخرى وبسط وإبقاء نفوذها بأي وسيلة، وذلك وفقا للمعلومات المكشوفة في السنوات الأخيرة". وأشار البيان إلى "أن الجانب الأمريكي قام في الفترة الماضية بتعميم مفهوم الأمن القومي ويستخدم سلطة الدولة لقمع الشركات الصينية دون تقديم أي إثبات أو سبب وجيه"، واصفا هذا التصرف بأنه "مشين وغير أخلاقي". ودعت السفارة الصينية المسؤولين الأمريكيين إلى "أن يهتموا بشؤونهم الخاصة بدلا من التدخل في شؤون الدول الأخرى والتهرب من المسؤولية وتحويل الأنظار".
مشاركة :