باريس – طلبت فرنسا، التي تشهد علاقتها مع تركيا تدهورا كبيرا بسبب تعارض المصالح في أكثر من منطقة في العالم على غرار شرق المتوسط وليبيا، من الاتحاد الأوروبي الأربعاء إجراء مناقشة شاملة وبلا حدود بشأن علاقته مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام مجلس الشيوخ أن “فرنسا تعتبر من الضروري أن يفتح الاتحاد الأوروبي سريعا جدا مناقشة بالعمق وبلا محرمات ودون سذاجة، حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، وأن يدافع الاتحاد بحزم عن مصالحه الخاصة لأنه يملك الوسائل للقيام بذلك”. واتهمت تركيا فرنسا الثلاثاء بـ”لعب لعبة خطرة” في ليبيا مكررة بذلك الصيغة نفسها التي استخدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين بشأن أنقرة. وتصاعد الخلاف بين أنقرة وباريس منذ فترة بسبب إرسال تركيا لمرتزقة سوريين وجماعات جهادية إلى ليبيا عقب توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج اتفاقية للتعاون الاقتصادي والعسكري. ويخوض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر معركة مع حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة. وبعد 14 شهرا من محاولة الجيش استعادة السيطرة على طرابلس استجاب لدعوات للتهدئة، لكن تركيا وحكومة السراج تواصلان التحشيد وتكديس المرتزقة بهدف الهجوم على تمركزات الجيش في سرت التي تفتح الباب أمام منطقة الهلال النفطي. وكان ماكرون قد ندد الاثنين بـ”لعبة خطيرة” تمارسها تركيا في ليبيا من خلال مواصلة نقل المرتزقة السوريين وغيرهم إلى ليبيا داعيا إلى ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية. تنديد بأنشطة تركيا تنديد بأنشطة تركيا والعلاقات بين أنقرة وباريس، البلدين الحليفين في حلف الناتو، توترت بسبب الخلافات حول ليبيا وبسبب حادث بحري بين سفن من البلدين في المتوسط. واستغل الرئيس الفرنسي تواجد نظيره التونسي في باريس الاثنين للتطرق لمخاطر الحضور التركي في ليبيا. ومن جانبه قال قيس سعيد إن “شرعية حكومة الوفاق شرعية مؤقتة ولا يجب أن تستمر” في إشارة إلى تبدل في الموقف التونسي من السراج وحكومته. وتواجه تركيا أصلا انتقادات واسعة بسبب أنشطتها في شرق المتوسط حيث تدفع بسفن للتنقيب عن الثروات الطبيعية في المياه الإقليمية لليونان وقبرص (البلدين العضوين في الاتحاد الأوروبي). ووجه التكتل الأوروبي في وقت سابق إنذارات عديدة إلى تركيا بشأن ذلك ملوحا بإمكانية فرض عقوبات ضد أنقرة، وبالفعل تمت معاقبة بعض الكيانات المتعلقة بعمليات الحفر والتنقيب لكن ذلك لم يردع بعد تركيا. وتدعم فرنسا اليونان التي تنسق بدورها مع دول أخرى على غرار مصر وإيطاليا من أجل إعادة ترسيم الحدود وقطع الطريق أمام الأطماع التركية.
مشاركة :