ملبورن (أستراليا) - رجح محللون أن تكبح تداعيات أزمة فايروس كورونا شهية صناعة الغاز العالمية رغم أن الطلب سيتعافى قليلا مع تخفيف قيود الإغلاق حول العالم. ولا يتوقع القطاع أي تغير في الآفاق القوية بعيدة المدى للطلب بعد أزمة كوفيد – 19، لكنه يرجح نقصا في الإمدادات خلال السنوات الأربع المقبلة بسبب تأجيل مشروعات للغاز جراء إجراءات العزل العام، التي تهدف إلى مواجهة الجائحة وانهيار أسعار النفط. وأكد منتجون ومشترون ومطورون في مجال الغاز الطبيعي المسال لوكالة رويترز الأربعاء أن الوقود سيكون مطلوبا على المدى البعيد لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية ويحل محل توليد الطاقة باستخدام الفحم وإنتاج الهيدروجين عالميا. وقال ناثان فاي رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل في أستراليا خلال مؤتمر سنوي أسترالي للطاقة لكريدي سويس “نرى الحاجة إلى استثمار كبير في مشروعات جديدة وتسييل جديد”. لكن منتجين كبارا قالوا إن حالة عدم اليقين المستمرة بعد انهيار في أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات متدنية قياسية هذا العام دون الدولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يعني أن مشروعات الغاز الأقل تكلفة فقط ستمضي قدما. وتقرر تأجيل مشروعات لأكثر من 140 مليون طن على مستوى العالم. وفي أستراليا وبابوا غينيا الجديدة وحدهما، هناك خمسة مشروعات معلقة. وذكرت تشيودا اليابانية، وهي مقاول كبير في مشروعات الغاز الطبيعي المسال، إن العمل توقف بصورة كبيرة وإنه يتعين أن يحدث استقرار بالسوق أولا قبل أن يمضي المطورون قدما في مشروعاتهم. وقال آندرو تان رئيس تشيودا أوشينيا “حتى أكون صادقا تماما، أقول إننا لا نرى أي مؤشرات واعدة حاليا”. توقعات بانخفاضات كبيرة في الأسواق توقعات بانخفاضات كبيرة في الأسواق وترى رويال داتش شل مخاوف على المدى القصير تضغط على قرارات الجميع بخصوص المشروعات الجديدة. وقال توني نونان رئيس شل في أستراليا “أنا واثق من أن جميع الشركات والمشغلين والمنتجين في أنحاء العالم سيركزون على التساؤل الخاص بالقدرة على تحمل التكاليف فقط بسبب الضبابية التي يرونها في الأسواق الكلية”. ونشرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي توقعاتها حول اتجاه الطلب العالمي على الغاز صوب تسجيل أكبر تراجع سنوي على الإطلاق بفعل أزمة الوباء وشتاء معتدل الحرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي. وطرحت المسألة تساؤلات بشأن مستقبل أسواق الغاز، ومدى إمكانية أن تشهد أزمة مماثلة للأزمة التي شهدتها أسواق النفط، وإمكانية هبوط أسعاره إلى معدلات قياسية. وبحسب وكالة الطاقة من المتوقع تراجع الطلب العالمي على الغاز 4 في المئة أو ما يعادل 150 مليار متر مكعب إلى 3850 مليار متر مكعب هذا العام، أي مثلي حجم التراجع الذي أعقبته الأزمة المالية في 2008. وبالنسبة للعام بأكمله، من المتوقع أن تشهد المزيد من الأسواق المتقدمة في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا أكبر انخفاضات في الطلب، لتمثل ما يصل إلى 75 في المئة من التراجع الإجمالي في 2020. وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية “من المتوقع تعافي الطلب العالمي على الغاز بشكل تدريجي في العامين المقبلين، لكن هذا لا يعني أنه سيعود سريعا إلى الوضع المعتاد”. وأوضح أنه سيكون لأزمة كورونا أثر دائم على تطورات السوق مستقبلا، حيث تثبط معدلات النمو وتعزز الضبابية. وأضاف “ستكون غالبية الزيادة في الطلب بعد 2021 في دول آسيا، حيث تطبق سياسة دعم قوية، وفي مقدمتها الصين والهند”.
مشاركة :