لملمت الجالية العربية والإسلامية شتات غربتها، واجتمعت على مائدة رمضانية نظمتها الجالية الفلسطينية في لندن مساء السبت. فبدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أفطرت الجالية الفلسطينية والعربية على مائدة رمضانية واحدة، أحيوا فيها التراث الفلسطيني واستمعوا لأهازيج رمضان ومواعظ رمضانية، كما استذكروا الوطن وعبق تراثه. وكان رمضان وفلسطين فرصة لاجتماع العائلات للسمر في ليلة رمضانية دافئة، لم يغب عنها الحنين للأوطان، واستشعار المسؤولية تجاهها، فجمعت التبرعات لغزة ومهجريها. وقال مسؤول الحفل وعضو الهيئة الإدارية للمنتدى الفلسطيني عدنان حميدان للجزيرة نت إن الفلسطينيين والعائلات العربية اجتمعت من كل الجنسيات لأن فلسطين جامعة لكل العرب، على حد تعبيره. وأضاف حميدان أن العائلات شعرت بالسعادة بإحياء أجواء رمضان التي يفتقدونها بالغربة، مشيرا إلى أنهم حرصوا على أن تكون الليلة مثل الليالي الرمضانية في الوطن. إقبال وعن إقبال الجالية ومشاركتها، بين أن العدد اكتمل والمقاعد حجزت كاملة منذ اليوم الأول للإعلان عن النشاط، وأنهم نقلوا أجواء رمضان للندن، مشيرا إلى أن برنامج الحفل تخللته ابتهالات ومواعظ إضافة إلى المسابقات الخفيفة التي تقدم معلومات عن فلسطين، فضلا عن التسلية والمرح. ولفت إلى جمع تبرعات لصالح مشروع جديد في غزة وهو تخليص منازل القطاع من القذائف ومخلفات الصورايخ، إذ يعاني قرابة أربعين بيتا بغزة من مخاطر انفجار صواريخ من مخلفات الحرب الأخيرة على القطاع، مؤكدا أن العمل على ذلك البرنامج يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة. واستمتع الأطفال بمسابقات خاصة بهم، فيما اغتنمت العائلات فرصة اللقاء للدردشة والتعرف على أخبار بعضهم البعض. وتنوعت الأطباق بتنوع الجنسيات المشاركة، وأحيا الحفل الفنان العراقي عبد الكريم المبارك ببعض الأهازيح الرمضانية الخاصة. ووصف المبارك -في حديثه للجزيرة نت- هذه المناسبات والتجمعات للجالية العربية والفلسطينية بالمبادرات الرائعة، لأن المقيمين ببريطانيا يفتقدون هذه الأجواء، وأضاف الفنان العراقي أن هذه المناسبة تحتاج لأغان روحانية تذكر الناس بالجو الرمضاني، وأنه انتقى أغاني وأهازيج مستوحاة من الأجواء الرمضانية الإيمانية، كما قدم أغنيات تحاكي الحنين للأوطان. مشاركات وحل أستاذ الشريعة بجامعة قطر عبد الجبار سعيد الأمين ضيفا على الحفل، وألقى موعظة رمضانية. وقال للجزيرة نت إنه شعر بالجو العائلي الدافئ الذي تحياه الجالية الفلسطينية في لندن، مشيرا إلى أن الناس اجتمعوا في هذا الإفطار من شتى الجنسيات والاتجاهات الفكرية، مذكرا بضرورة استغلال هذه المناسبات أيضا للتواصل مع المجتمع البريطاني. وخصص الحفل جانبا من فقراته لجمع التبرعات لغزة، كما أن ريع هذا الحفل سيعود لها. من جهته قال عضو هيئة علماء فلسطين بالخارج حافظ الكرمي للجزيرة نت إن المنتدى الفلسطيني في بريطانيا تعود دعوة العائلات الفلسطينية وأصدقائها للإفطار الرمضاني، مؤكدا حضور أكثر من مئتي شخص من العائلات الفلسطينية. وعن أهداف هذه الفعاليات أشار الكرمي إلى أن هذه المناسبات إضافة لكونها تستحضر الأجواء الرمضانية والتراث الفلسطيني، تشهد أيضا جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني بشكل عام وغزة بشكل خاص، وأضاف أن هذه المناسبات تسهم أيضا بربط الأجيال الفلسطينية الجديدة في لندن بتراثها وبلدها. يذكر أن المنتدى الفلسطيني يوفر في كل رمضان إفطارا مجانيا يوميا، كما يخصص قاعات كبيرة لإقامة صلاة التراويح، إضافة لفعاليات رمضانية أخرى خاصة بالشهر الكريم.
مشاركة :